![]() |
الخفارة في دين الله
الخفارة في دين الله الخفارة ويطلق عليها الغفارة أيضا تطلق في المعنى المعروف على وجود حراس لمكان ما يقومون بمنع ارتكاب الجرائم ضد المكان ومن فيه ويسمى الحارس : الخفير أو الغفير وهى حالية وظيفة من الوظائف الأمنية وتستعمل بمعنى الحفاظ على العهد وتستعمل أيضا بضد المعنى وهو نقض العهد وتستعمل في الفقه كلمة البذرقة وهى كما يقال كلمة أجنبية ليست من العربية بنفس المعنى وفى بعض كتب الفقه : الخفير هو من يحرس حجاج بيت الله الحرام وفى بعض كتب اللغة تستعمل الخفارة بمعنى : حراس القوافل وفى الفقه نجد أن الحراسة وهى الخفارة أو الغفارة استعملها أهل الفقه رغم عدم ذكر الكلمة في كتاب الله في بعض المواضيع مثل : الأول حراسة المجاهدون لبعضهم البعض عند أداء الصلاة وقت الحرب وفيها قال سبحانه : "وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم" الثانى حراسة الحدود وهى رصد العدو لمنعه من ارتكاب تجاوز الحدود وفيها قال سبحانه: "واقعدوا لهم كل مرصد" الثالث الحراسة في الداخل وهى ما يقوم به الخفر أو الغفر من أنواع الحراسة المختلفة والأصل في المؤسسات العامة هى كونها مفتوحة لجمهور الناس للحصول على مصالحهم سواء كان في النهار أو في الليل على حسب وقت العمل وفى هذا قال سبحانه: "لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ" كما نجد أن المجتمع المسلم لم يكن فيه حراسة إلا ضد الأعداء فلم يكن للرسول(ص) ولا للمؤمنين برسالته حراسة ولا للمؤسسات الداخلية لأن المفروض أن المجتمع كله يحمى مؤسساته بالحفاظ عليها وعدم ارتكاب جرائم ضدها من نفسه وقد أخذ أهل الفقه المعنى من روايات مثل : "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته " "من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم " " ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " الرابع : الخفارة بمعنى اعطاء الكافر الأمان والذمة وهو العهد وهذا لكل المسلمين فيجوز حماية أى واحد منهم لكافر من الكفار طالما طلب منه الاجارة وهى الحماية والاستجارة المقصود بها : أن أحد الكفار يريد عبور أرض المسلمين من بلده إلى بلد أخر يأمن فيه على نفسه فيطلب هذا وواجب المسلم الذى تعهد له بأمنه وأمانه هو: أن يقوم معه بواجبات الضيافة ويسمعه في وقت وجود معه أحكام الإسلام وبعد ذلك يوصله للمكان الذى يحمى فيه نفسه أو يحميه غيره فيه وفى هذا قال سبحانه : "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه" الخامس : خفارة الحج : المقصود وجود حرس مع المسافرين للحج والعمرة وهو كلام لا يوجد في المجتمع المسلم لأن السفر للحج والعمرة يكون في وقت الأشهر الحرم وهى الأشهر التى يحرم فيها الاعتداء على الغير سواء بالقتل أو الجرح أو السرقة أو غير هذا فحتى الكفار الذين كانوا يأتون للحج قبل تحريم دخولهم البيت الحرام كان على المسلمين تركهم يحجون ويعتمرون دون إلحاق أى أذى بهم كما قال سبحانه : " فسيحوا في الأرض أربعة أشهر " والمجتمع المسلم يفعل كالمجتمعات المسلمة السابقة والتى كان منها أهل سبأ عندما قاموا بعمل طرق آمنة بين البلدات حتى مكة ثم خلف بعدهم ذرية كفرت فطلبت المباعدة بين الأسفار وفى المعنى قال سبحانه : "وجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ" ومن ثم لا توجد في الحج خفارة إلا في مجتمعات الفوضى حيث العودة إلى مجتمعات السلب والنهب السادس تأجير الخفر : المقصود هو: توظيف حرس مقابل مال لحماية المكان أو الشخص وهذا مباح في مجتمعات الفوضى لأن المجتمعات أوكلت حمايتها لأفراد منها بينما المجتمع المسلم مسئول كله عن حماية بعضه داخليا من خلال الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وعدم الركون للفرد الظالم فيها كما قال سبحانه :" ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار" ومن ثم تجد المجتمع ككل هو من يمكن ولى القتيل من القاتل الذى قتل القتيل وهو ما سماه الله السلطان وهم أفراد المجتمع سواء كان القاضى الذى حكم بالحكم أو الشرطى الذى قبض على القاتل أو الشهود أو غيرهم السابع تضمين الخفراء: المقصود هو: أن الحارس إذا أخفق في منع الجريمة سواء سرقة أو قتل أو جرح يكون هو من يدفع ثمن إهماله بدفع ثمن المسروق وسواه وقد أفتى أهل الفقه بان الخفير لا يضمن شىء بالطبع الحارس لا يمكن أن يقوم بحراسة المكان من جوانبه كلها سواء الجوانب الأربعة أو من فوق ومن تحت فهذا يستلزم شىء ليس في طاقة البشر فحتى مع وجود الحراسة بالتصوير فالحارس بشر توجد له حاجات لا يمكن أن يتركها كأن يتبول أو يتبرز كما أن اللصوص ينجحون في اختراق النظام الأمنى بالتصوير من خلال تعطيله بالتشويش عليه أو برش المصورات بمادة معتمة وعليه لا يمكن عقاب الخفير على اخفاقه إلا أن يثبت أنه متواطىء مع من قام بالاعتداء فيكون شريكا في الجريمة وعقابه هو نفس عقاب بقية المجرمين الذين قاموا بالجريمة |
الساعة الآن 11:24 PM |
vbulletin
new notificatio by 9adq_ala7sas