![]() |
الحيوانات ومعيشة الناس
الحيوانات ومعيشة الناس عندما تقرأ أو تسمع عن معاملة الحيوانات فى الإسلام فلن تجد حديثا إلا عن الرحمة بالحيوان ونادرا ما تسمع أو تقرأ شىء عن قتل الحيوانات بالطبع السبب فى هذا العصر هو : أن تلك المقالات أو الكتب تكتب إما للدفاع عن اتهامات الكفار للإسلام وإما لبيان أسبقية الإسلام فى الدفاع عن حقوق الحيوان بالطبع لم يترك الله شيئا فى حياتنا إلا وبين أحكامه ومعاملة الحيوان كما أن احكامها ترحم الحيوان فإنها ترحم الإنسان بقتل الحيوان الضار به الحيوانات والبيوت المسكونة : البيوت المسكونة هى بيوت الناس التى يعيشون فيها وقد سماها الله مكان السكن وهو : الراحة حيث قال سبحانه : "والله جعل لكم من بيوتكم سكنا" وعليه وجود أى حيوان سواء من الفصائل المرباة كالقطط والكلاب والبقر والغنم والدجاج .... أو من الفصائل الغازية الأبراص والعناكب والنمل والذباب والناموس والفئران وابن عرس .... هو أمر محرم السبب أنها تقلق راحة الناس داخل البيوت وعليه التالى محرم : عمل زرائب الأنعام والحمير والخيل والبغال عمل حظائر الدجاج داخل البيت أو على سطحه كما اعتاد الفلاحون أو غيرهم فى الريف والحضر بالطبع غاب عن الناس السبب وهو اقلاق الراحة وهذه الراحة تشمل أمور كثيرة ما يهم الناس منها هو الأمر الظاهر وهو : نقل الأمراض ونشرها داخل البيت وما اخترعه التافهون من مربى الحيوانات كالكلاب والقطط من أدوية هو من ضمن الفوضى التى نعيش فيها فالحقنة التى تمنع القمل والبراغيث عن الكلاب والقطط لا تمنعهم عن البشر إن القطط والكلاب المرباة لا يمكن ملاحظتها طوال الليل والنهار طالما كانت حرة وليست حبيسة وحتى الحبيسة لا يمكن ملاحظتها إذا دخل فرد من أفرادها من الخارج البيت واتصل بها وهى تأكل ما يقابلها حتى ولو عودتها على أطعمة معينة ومن ثم هى تأكل رمم وتأكل بقايا أطعمة فاسدة ومع هذا تلحسك أو تقف على ملابسك أو سريرك أو غير هذا ما أقوله هنا عن المترفين ومربى تلك الحيوانات للبيع وهم مخالفون لأمر الله بعدم بيع تلك الحيوانات ومن ثم لا نجد أى آية عن وجود حيوانات داخل البيت وأما الآية الوحيدة التى تحدثت عن مصاحبة الحيوان للإنسان فى مكان ليس بيتا وإنما الكهف نجد أن الكلب لم يكن معهم بالداخل وإنما على الباب وهو الوصيد كما قال سبحانه : " وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد " ومن ثم تربية الحيوانات المباحة كالأنعام والطيور والحمير والبغال والخيل تكون خارج الكتلة السكنية ببناء حظائر أو زرائب فى الحقول أو حتى الخلاء سواء كان صحراء ومن يراجع آيات القرآن سيجد ذلك فى قصة الغنم والزرع الذى أفسدته فلو كانت الغنم فى البيوت محبوسة ما قدرت على افساد الزرع ولكنها كانت خارج الكتلة السكنية ويبدو أن باب الحظيرة أو الزريبة انفتح بسبب نسيان اغلاقه أو ما شابه فانطلقت الغنم خارج الحظيرة وأفسدت زرع الناس وهذا ما يدل على أن الحيوانات المرباة تكون فى مكان مغلق عليها بجوار الحقول وفى المعنى قال سبحانه : "وداود وسليمان إذ يحكمان فى الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا أتينا حكما وعلما" وهذه الحيوانات المرباة تطلق للرعى ويكون مصاحبا لها الرعاة الذين يقيمون لهم بيوت من جلود الأنعام وينظرون من فتحاتها للحيوانات وقت راحتها حتى لا تفسد فى الزروع وفى هذا قال سبحانه : "وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم" ولذا يتحدث الله عن المرعى وليس عن الحظائر والزرائب فى البيوت كما فى قوله سبحانه : "والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم" رحمة الحيوان : رحمة الحيوان المقصود بها اطعام الحيوان وتقديم الشراب والعلاج له إن مرض والحيوان المقصود هنا هو : الحيوان الموجود فى بيئة الإنسان التى يعيش فيها قتل الحيوان : المقصود بقتل الحيوان هو : قتل أى حيوان يتسبب فى إضرار الناس مثل الكلب العقور وهو الذى نسميه الكلب المسعور ومثل الثعالب والذئاب التى تقوم بافتراس الغنم أو الماعز والدجاج المربى ومثل ابن عرس والفئران حيث يفسدون فى البيوت وفى الزرع بالطبع تختلف طرق معالجة قتل الحيوان حسب معارف الناس فمثلا فى الفئران يقدمون لها السموم فى الطعام أو يعملون لها مصايد فى البيوت والبعض يحضر قطط فى البيت لتمسك بالفئران هذه الطرق المختلفة مباحة طالما أدت الغرض والأفضل هو : استعمال الطرق التى خلقها الله كمثال : انتشار الذباب والناموس يعالج بطرق مثل طريق زراعة شجرة لها رائحة معينة معروفة أنها تقوم بطرد الذبابب والناموس أو عن طريق عمل خلاصة منها كمبيد يسمونه طبيعى بدلا من طريق الرش النفطى والذى يؤذى الناس فى الغالب فى صدورهم وعيونهم الغريب أن منتشر فى بلادنا شجر الفيكس وهو يجمع الذباب والحشرات فيه وليس له فائدة عندنا سوى الخشب والظل وهو خشب من النوع الردىء والمفروض هو زراعة الشجر الذى يفيد الناس فى ثماره أو خشبه أو رائحته كما كان فى القديم حيث كانوا يزرعون أشجار الجميز والتوت والكافور والخيزران بالطبع حرم الله قتل الحيوان الذى يفيد الناس وحذر من أن من يقتلون الحيوان المفيد كناقة صالح (ص) سيكون معذبين وقد قامت ثمود بقتل الناقة لأنها كانت سببا فى اطعام المحتاجين من لبنها فبدلا من أن يشتروا من الأغنياء الذين كانوا يغلون أسعار الأطعمة على الناس كانوا يذهبون فيحلبونها ويطعمون منها مجانا وفى المعنى قال سبحانه : "ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل فى أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب فعقروها فقال تمتعوا فى داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب" وقال عن عقابهم بسبب قتل الحيوان النافع: "فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين فأخذتهم الرجفة فأصبحوا فى دارهم جاثمين فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين" بالطبع البشر يفعلون قتل الحيوانات النافعة من خلال اقامة مسابقات مصارعة الديكة ومصارعة الثيران وغيرها كمسابقات الرمى والصيد دون جوع حيث يجعلون الحيوانات أهدافا يضربون عليها وقد بين الله أن عقوبة من اصطاد لغير الجوع فى الحج تكون عقوبته : مقابل كل حيوان اصطاده يشترى حيوان من الأنعام للكعبة فإن لم يوجد معه مال كاف لذلك كانت عقوبته اطعام عدد من المساكين بعدد الحيوانات المصطادة فإن كان غير قادر ماليا صام عددا من الأيام بقدر ما اصطاد من الحيوانات وفى المعنى قال سبحانه : "يا أيها الذين أمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغا الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره" |
الساعة الآن 09:36 PM |
vbulletin
new notificatio by 9adq_ala7sas