![]() |
الاستخفاف في دين الله
الاستخفاف في دين الله الاستخفاف في المعنى المتعارف عليه بين الناس الاستهانة والاحتقار، والازدراء، والانتقاص وقد وردت كلمة واحدة هى استخف في كتاب الله في قوله سبحانه : " فاستخف قومه فأطاعوه " والمقصود فخدع شعبه فاتبعوه وبألفاظ أخرى : فزين السوء لقومه فاتبعوه وهو فرعون وقد قسم أهل الفقه الاستخفاف لنوعين : الأول المباح وهو عندهم : الاستخفاف بالكافر لكفره، والمبتدع لبدعته، والفاسق لفسقه والاستخفاف بالأديان الباطلة والملل المنحرفة، وعدم احترامها، واعتقاد ذلك بين المسلمين أفرادا وجماعات إذا علم تحريفها، وهذا من الدين؛ لأنه استخفاف بكفر أو بباطل . الثانى المحرم وهو : الاستخفاف بأى شىء في الإسلام ومنه الله تعالى أو بالمسلمين ومنهم الرسل ما يكون به الاستخفاف: الاستخفاف يقسم إلى التالى : الآيات وهى أحكام الإسلام الله والمقصود الذات الإلهية الرسل والمقصود الأنبياء(ص) ومثله كل مسلم وفى المعنى قال سبحانه : "قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون" وقد تناول أهل الفقه الاستخفاف بالله حيث قالوا : الاستخفاف بالله تعالى قد يكون بالقول، مثل الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف في مفهوم الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاللعن والتقبيح، سواء أكان هذا الاستخفاف القولي باسم من أسمائه أم صفة من صفاته تعالى، منتهكا لحرمته انتهاكا يعلم هو نفسه أنه منتهك مستخف مستهزئ . مثل وصف الله بما لا يليق، أو الاستخفاف بأمر من أوامره، أو وعد من وعيده، أو قدره . وقد يكون بالأفعال، وذلك بكل عمل يتضمن الاستهانة، أو الانتقاص، أو تشبيه الذات المقدسة بالمخلوقات، مثل رسم صورة للحق سبحانه، أو تصويره في مجسم كتمثال وغيره. وقد يكون بالاعتقاد، مثل اعتقاد حاجة الله تعالى إلى الشريك " وأما حكم المستهزىء بالله فهو مبنى على كونه مسلم او معاهد : المسلم حكمه هو قتله لكونه كفر بعد إسلامه وكفره معناه أنه طعن في الإسلام بكونه دين قبيح ولذا تركه وهو ما يدعو غيره لترك الإسلام ومن ثم هو إفساد في الأرض وعليه يحكم فيه بحكم الحرابة لأنه بكفره حارب الله وسعى في إفساد المسلمين وفى هذا قال سبحانه : "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم (33) إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم" وفى كفر المستخف وهو المستهزىء قال سبحانه : "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم " وأما المعاهد فهو يعفى من العقاب إذا كان أحد المسلمين استخف بدينه فشتم ربه لأن الله نهى عن سب أرباب الكفار حيث قال : "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم" وأما المعاهد المتعمد الاستخفاف بالله بدون سبب من المسلمين لأربابه فهو يعاقب بحكم المحارب لله لأنه في تلك الحال نقض العهد بينه وبين المسلمين والناقض للعهد يحل حربه وهو قتاله كما قال تعالى : "إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون " وقال : " وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون" الاستخفاف بالأنبياء: المقصود سبهم بأوصاف مثل ساحر، أو خادع، أو محتال، وأنه يضر من اتبعه، أو انتقاص حقهم وهو أمر محرم باعتباره إيذاء للنبى(ص) كما في قوله سبحانه : "ومنهم الذين يؤذون النبي" وقوله سبحانه : "إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا" وقد وصفوا بالكفر في قوله سبحانه : "لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم" . وهذا الاستخفاف حكمه من يفعله هو حكم الاستخفاف بالله ويفرق بين المعاهد وبين المسلم كما سبق الكلام وفى كل الأحوال : يقتل أو يقاتل المستخف الاستخفاف بالمسلم أو المعاهد : الاستخفاف المقصود به سبه وهو رميه بأى تهمة زور وفى تلك الحال يعاقب الساب بحكم الشهادة الزور طالما لم يثبت أى شىء في حقه بحكم قضائى وهو ما يعنى : جلد المستخف ثمانين جلدة وفى المعنى قال سبحانه : "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم" ومن ضمن هذا السب للمسلمين والمسلمات : سب زوجات النبى (ص) وقد حرم الله الاستخفاف بالغير حيث قال سبحانه : "لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ." ومن ضمن المسلمين الملائكة رسلا وغير رسل فالرسل منهم يدخلون في حكم رسل البشر الاستخفاف بالكتب والصحف السماوية: كل من استخف برسالات الله وهى آياته حكمه حكم من سب الله ورسوله وهو قتله إن كان على الإسلام فتركه بالطعن فيه بتكذيبه وأما إن كان على الكفر فالواجب هو : قتاله وفى المعنى قال سبحانه : "وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين: الاستخفاف بالأزمنة والأمكنة الفاضلة وغيرها: يحرم الاستخفاف بالأماكن التى قدسها الله وكذلك الأيام التى ميزها الله كليلة القدر ويدخل هذا الاستخفاف تحت الاستخفاف بآيات الله حيث سمى الله ما في البيت الحرام آيات حيث قال : " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم" |
الساعة الآن 12:21 AM |
vbulletin
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.