المثلة في دين الله

المثلة في دين الله

المثلة في دين الله
المثلة هى :
تشويه جسد الإنسان أو الحيوان قبل القتل أو بعد القتل
ومن مظاهر المثلة :
كى الجلد بحديد مجهز كالمياسم أو غير مجهز
كسر أنف الفرد والحيوان او قطعه
قطع أذن الإنسان أو الحيوان
اعماء العين بالتخزيق أو غيره
اجلاس الفرد أو الحيوان على خازوق
تكسير الأصابع
فتح الجسد واخراج أعضاء منه وتركها أو أكلها
احداث نزيف في الفرد أو الحيوان لتصفية دمه وهو حى
حرق الجثة
تكسير عظام الأطراف
غرس سيوف أو اسياخ.... في الجسد وتركها دون اخراجها من الجسم
أنواع المثلة :
الأول المثلة التى تكون غير مقصودة وهى التى في القتال دون قصد التشويه كاطلاق الرصاص على أذن فتقطع أو دخول رحم أو سهم في العين أو سقوط جدار على المقاتل نتيجة دانة بحديث يتكسر عظمه بسبب ثقل الجدار .... وكل ما يتم داخل القتال لا يسمى تشويها لأنه نتيجة استخدام السلاح للقتل أو الجرح
الثانى المثلة المتعمدة وهى تتم بعد انتهاء القتال أو الصيد أو بعد موت الفرد أو الحيوان وهى :
محرمة في حالة عدم وجود مثلة من الكفار في شهداء وقتلى المسلمين للتالى :
أولا من يقوم بها يكون منزوع العقل في تلك الساعة لأنه كما قيل :
" لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها "
فالميت لا يشعر بشىء من هذا التشويه كما قال سبحانه :
والمثلة المتعمدة المباحة والمقصود بها :
قيام العدو بتشويه جثث المجاهدين يبيح للمجاهدين المسلمين فعل نفس الفعل في عدد مماثل من قتلى العدو لقوله سبحانه :
" والحرمات قصاص "
وقال :
" وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به "
ويمكن للمجاهدين التغاضى مرة عن التنكيل بجنود العدو القتلى لقوله سبحانه :
"وإن صبرتم فهو خير للصابرين "
ولكن إذا تكرر الفعل يجب التمثيل بجنود العدو القتلى حتى يتراجع جنوده عن هذا الفعل ويشف صدور المؤمنين ويذهب الغيظ الذى في صدورهم وهى قلوبهم عندما يشاهدون تلك المناظر كما قال سبحانه :
"قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ"
وهذا الكلام ينطبق على كل المحرمات التى يقوم بها الأعداء كقصف البيوت والمدارس والمشافى ........ فأى تجاوز من العدو لما يسمونه مبادىء الحرب المتفق عليه بين الناس لابد أن يقابل بتجاوز مماثل فمن يقتل الأطفال والعجائز والنساء ويقابل بنفس الفعل حتى ينتهى والمقصود يكف عن ارتكاب تلك الأفعال
وفى هذا قال سبحانه :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "
وقد أباح الله انتهاك الحرمات في مقابل انتهاك الحرمات كالقتال عند الكعبة حتى ينتهوا والمقصود يتراجعوا عن انتهاك الحرمات مرة أخرى حيث قال :
"وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ"
وقد بين الله أن في حالة عدم الانتهاء والعودة إلى انتهاك الحرمات كقتل الأطفال والنساء والشيوخ ومهاجمة الأماكن التى ليست عسكرية كالمشافى والمدارس يوجب على المسلمين الع الرجوع إلى عمل نفس العمل فيهم كما قال سبحانه :
" قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"
بالطبع الله لم يأمر بمهاجمة الأبرياء ولا قصد قتلهم من خلال هذه الأحكام ولكنه قصد عدم موت المزيد من الأبرياء من جانب واحد كما حدث من جانب فرعون عندما ظل يقتل أولاد بنى إسرائيل ولم ينته إلا بعد أن وفر الحماية لبنى إسرائيل من خلال العصا التى كانت تتحول لثعبان يبتلع من يقترب منهم لقتلهم
والذى يحكى في السيرة من المثلة أشهره ما قيل في حمزة ومن رواياته :
" خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلتمس حمزة بن عبد المطلب، فوجده ببطن الوادي، قد بقر بطنه عن كبده، ومثل به، فجدع انفه وأذناه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رأى ما رأى، لولا أن تحزن صفيه، ويكون سنه من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع، و حواصل الطير، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلاً منهم فلما رأى المسلمون حزن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وغيضهُ على من فعل بعمه ما فعل، قالوا، والله لئن أظفرنا الله بهم يوماً من الدهر لنمثلن بهم مثله لم يمثلها احد من العرب فانزل الله سبحانه وتعالى قوله: ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك إلا بالله ولاتحزن عليهم ولاتك في ضيق مما يمكرون)) فعفا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصبر ونهى عن المثلة"
ثانيا نزع الرحمة من قلب الممثل في حالة الحيوان فهو يعذب الحيوان إن كان حيا وقد حرم الله تعذيب الحيوان والإنسان
وفى حالة الإنسان الحى هى تعذيب محرم لأن الكافر الحى يتم أسره واطعامه وليس تعذيبه كما قال سبحانه :
" ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا"
المثلة بالضعاف :
المقصود بها تعذيب العبيد وغيرهم من ضعاف الناس بالجلد والضرب وتشويه الجسد محرم فليس لمن يسمونه السيد على العبد سوى حق واحد وهو :
العمل في فترة الصباح لصالحه حيث يأخذ أجر العبد في مقابل أن يعطيه منع نفقته ونفقة أهله في ذلك اليوم
وأما أى شىء أخر فليس له حق فيه لا ضرب ولا تعذيب ولا خدمة في بيته بعد تلك الفترة
وأى ضرب او تشويه أو تعذيب هو جريمة يمكن القاضى العبد من فعل مثلها بسيده أمام الناس لقوله سبحانه :
"والحرمات قصاص "
المثلة بالحيوان :
حرم الله المثلة وهى تشويه الحيوان الحى بأى وسيلة كالمياسم وهى قطع من الحديد لها علامة تجارية أو السم المالك حيث يكوى بها الحيوان فينطبع الاسم أو العلامة على جسده
المثلة هى تغيير في جسد الحيوان طاعة لقول الشيطان :
" وولآمرنهم فليغيرن خلق الله "
ومن أمثلة التشويه :
جعل الحيوانات اهداف لمن يصوب سواء كان هذا بحجارة أو رصاص او غير هذا
ضرب الحيوان دون سبب
حلق شعر الحيوان أو صوفه..... كلها وجعل جسده عارى فيجب ترك مقدار من الشعر والصوف لحماية الجسم من الحر والبرد والحشرات وغير ذلك