الخبث في دين الله

الخبث في دين الله

الخبث في دين الله
كلمة الخبث ومشتقاتها من الكلمات التى وردت في كتاب الله وهى على معانى عدة منها الكفر والكفار ومنها الضرر ومنها الفاحشة
النهى عن تبديل المال الطيب بالمال الخبيث:
أمر الله المؤمنين أن يؤتوا اليتامى أموالهم والمقصود أن يسلموا من مات آباؤهم وهم صغار أمتعتهم التى ورثوها من الآباء والمعنى كما وضحه أيضا ألا يتبدلوا الخبيث بالطيب والمقصود ألا يأخذوا مالا حراما مكان المال الحلال والمعنى بألفاظ أخرى ألا يأكلوا أموالهم إلى أموالهم والمقصود ألا يضموا ملك اليتامى إلى أملاكهم بالباطل لكونه حوبا كبيرا والمقصود جريمة عظيمة
وفى المعنى قال سبحانه :
"وأتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا"
النهى عن الإنفاق من الخبيث:
أمر الله الذين أمنوا وهم الذين صدقوا كلام الله أن ينفقوا والمقصود أن يمنحوا المحتاجين من طيبات ما كسبوا وهى الأموال التى عملوا ومما أخرجنا لكم من الأرض والمقصود ومن الذى أنبتنا لكم من الأرض وهو نبات الأرض ونهاهم ألا يتيمموا الخبيث منه ينفقون والمقصود ألا يتعمدوا الفاسد من المصنوعات والنباتات لكى يعطوا منه أهل الحاجة منه ،وأخبرهم أنهم ليسوا بآخذى الخبيث إلا أن يغمضوا فيه والمقصود أنهم لو كانوا هم المحتاجين فلن يستلموا الفاسد وهو الضار إلا أن يترخصوا فى استلامها وهو غض الطرف عن خباثة وهى ضرر الشىء الممنوح لهم لحاجتهم إليه
وفى المعنى قال سبحانه :
"يا أيها الذين أمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بأخذيه إلا أن تغمضوا فيه "
الكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة :
أخبر الله الناس أن الكلمة الخبيثة وهى الحديث الباطل يشبه الشجرة الخبيثة والمقصود النبات الضار الذى اجتث من فوق الأرض وهو من اقتلع من جذور الأرض ورمى فوقها ولذا ما لها من قرار والمقصود فليس لهذا النبات المرمى فوق الأرض إلا أن يضر الناس في طرقهم دوام .
وفى المعنى قال سبحانه :
"ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار "
زواج الخبثاء والأطياب:
أخبر الله المسلمين أن الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والمقصود أن الكافرات تتزوجن من الرجال الكفار والرجال الكافرون يتزوجون من النساء الكافرات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات والمقصود النساء المسلمات تتزوجن من الرجال المسلمين والرجال المسلمون يتزوجون من النساء المسلمات وأولئك وهم المسلمون والمسلمات مبرءون مما يقولون والمقصود بعيدون عن التهم التى يرميهم بها الكفار ولهم مغفرة وهو العفو عن عقاب ذنوبهم ورزق كريم والمقصود أجر عظيم وهو دخول الجنة
وفى المعنى قال سبحانه :
"الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم "
البلد الطيب والبلد الذى خبث :
أخبرنا الله أن البلد الطيب والمقصود أهل القرية الطاهرة يخرجون نباتهم بإذن ربهم والمقصود يعملون أعمالهم بطاعة وحى إلههم وأما البلد الذى خبث والمقصود أن أهل البلد التى فسد وهو الذى ظلم أهلها ،فسهم وغيرهم فإنها لا تخرج إلا نكدا والمقصود فإن أهلها لا يعملون إلا عملا سيئا لطاعتهم عير وحى الله وفى المعنى قال سبحانه :
"والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذى خبث لا يخرج إلا نكدا "
تمييز الخبيث من الطيب :
أخبر الله الكفرة أنه ما كان ليذر المؤمنين على ما هم عليه والمقصود أنه ما كان ليترك المسلمين على الكفر الذى اختاروه دينا من أجل أن يميز الخبيث من الطيب والمقصود أن يبعد المؤذى من الناس عن المفيد وهو المسلمين
وفى المعنى قال سبحانه :
"ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب "
عدم استواء الخبيث والطيب:
أمر الله رسوله(ص)أن يقول للخلق:
لا يستوى الخبيث والطيب والمقصود لا تتشابه مكانة الكافر عند الحساب وهو داخل النار مع الطيب وهو المسلم صاحب الجنة ،وأخبرهم أنهم لا يتساوون حتى لو أعجبته والمقصود نال استحسان نفسه كثرة الخبيث والمقصود كثرة عدد الكفار
وفى المعنى قال سبحانه :
"قل لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث "
تحريم الخبائث:
أخبرنا الله أنه قال لموسى(ص)أن المكتوب لهم رحمة الله هم الذين يتبعون الرسول النبى الأمى والمقصود الذين يطيعون وحى المختار المكى الذين يجدونه مكتوبا عندهم والمقصود الذين يلقونه مذكورا لديهم فى صحف التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف والمقصود يطالبهم بالعدل وهو أنه يحل لهم الطيبات والمراد يحلل لهم الأعمال الصالحة وينهاهم عن المنكر والمقصود يزجرهم عن الأعمال السيئة ويحرم عليهم الخبائث والمراد يمنع عليهم عمل الأعمال السيئة وهى الأعمال المنكرة
وفى المعنى قال سبحانه :
"الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذين يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث "
قرية عمل الخبائث:
أخبرنا الله أنه أتى والمقصود أنزل على لوط (ص)حكما وهو علما والمقصود وحيا من عنده ليبلغه لقومه فأبلغهم فكذبوه ونجيناه والمقصود نصرناه على القرية التى كانت تعمل بالخبائث وهم الذين كانوا يرتكبون الفواحش وهى جماع الرجال بعضهم البعض وقطع الطريق وغيرها
وفى المعنى قال سبحانه :
"ولوطا أتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التى كانت تعمل الخبائث "
الخبيث فوق بعضه في النار:
أخبر الله الناس أن السبب فى نزول القرآن هو أن يميز الخبيث من الطيب والمقصود ليفرق الضار وهو الكافر من المفيد وهو المسلم وهو ما فسره بأن يعلم من يتبع الرسول (ص)ممن ينقلب على عقبيه في قوله "لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه" ويجعل الخبيث بعضه على بعض والمقصود ويجمع الله الضار بعضه مع بعض فيركمه جميعا والمقصود ويحشر الله الكفار مع بعضهم فيسوقهم كلهم فيجعلهم فى جهنم والمقصود فيدخله فى النار كما قال"إن الله جامع المنافقين والكافرين فى جهنم جميعا "وأولئك هم الخاسرون وهم الكفار والمنافقين المعذبون فى النار
وفى المعنى قال سبحانه :
"ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله فى جهنم أولئك هم الخاسرون "
وأما ما جاء عن الخبث في الفقه فكله يتعلق بما أسموه :
النجاسة
والموضوعات التى تتعلق بها هى :
الطهارة والصلاة وقد اختلف أهل الفقه في كون إزالة النجاسة واجب أو مستحب
والحق ان إزالة النجاسة نهائيا حسب القرآن غير ممكنة فلا يمكن للمسلمين إزالة الكفار الذين وصفهم الله بالنجاسة من الدنيا حتى يوم القيامة بالقتل لأن الله حرم قتل الناس وفى كون الكفار النجس قال سبحانه :
" إنما المشركون نجس "
والنجاسة وهى الأشياء الموصوفة بالنجاسة وجودها متجدد وفيها قال سبحانه :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
فطالما هناك كفار وطالما هناك وسوسة نفس ستظل تلك الذنوب موجودة يتوب بعض أصحابها والباقى مقيمون عليها
وقال :
"قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ"
والميتة ستظل موجودة من الأنعام نتيجة الحوادث والمرض والدم المسفوح سيظل موجود طالما كان هناك ذبائح يأكلها الناس ولحم الخنزير سيظل موجود لأن الله لم يأمر بقتل الخنازير
وقد اتفق أهل الفقه على كون النجاسة هى :
"مَيْتَةُ الْحَيَوَانِ ذِي الدَّمِ الَّذِي لَيْسَ بِمَائِيٍّ، وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ مُطْلَقًا، وَالدَّمُ الْمَسْفُوحُ، وَبَوْل ابْنِ آدَمَ وَرَجِيعُهُ وَاخْتَلَفُوا فِي غَيْرِ ذَلِكَ."
والمذكور الأخير وهو البول والبراز هو الواجب إزالته من مكان معيشة الناس سواء كان في مكان أو في ملابس أو غيره لأنه في كل الأحوال يفسد شىء ما فالروائح تفسد سكن الناس وهو وجودهم في مكان دون البعد عنه والمنظر نفسه يجعلهم ينفرون من المكان أو الملابس ووجود البول على الثوب أو على أى نسيج يصلى عليه يبطل الصلاة ومن ثم وجبت إزالة النجاسة من المكان والثياب بالطهارة كما قال سبحانه :
" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"