الخصومة فى دين الله

الخصومة فى دين الله

الخصومة فى دين الله
الخصومة فى المعنى المعروف هى :
التنازع حول شىء معين وهو قد يكون مال أو تفسير أمر أو الأفضلية أو غير هذا
والخصام معناه الشائع عند الناس حاليا هو :
عدم كلام بعضهم البعض بمعنى قطع الصلة بين الطرفين وفى كتاب الله نجد التالى عن الخصومة والخصم
اختصام الملأ الأعلى:
أمر الله رسوله (ص) أن يقول للخلق:
إن القرآن هو نبأ عظيم والمقصود حكم عادل أنتم عنه معرضون والمقصود مكذبون به وما كان لى من علم والمقصود دراية بالملأ الأعلى وهم العائشون في السماء وهم الملائكة إذ يختصمون والمقصود حين يتنازعون في خلق آدم (ص)إن يوحى إلى أنما أنا نذير مبين والمقصود إن ينزل على ألا إنما أنا موصل أمين للوحى وفى المعنى قال سبحانه :
"قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ما كان لى من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون إن يوحى إلى أنما أنا نذير مبين "
خلق الخصيم المبين:
أخبرنا الله أنه خلق الإنسان من نطفة والمقصود أنشأ الإنسان من سلالة من طين وبعد خلقه إذا هو خصيم مبين والمقصود معاند منازع كبير وفى المعنى قال سبحانه :
"خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين "
واستخبر الفرد حيث قال أو لم ير الإنسان والمقصود ألم يعلم الفرد أنا خلقناه من نطفة والمقصود أنا أبدعناه من جزء يسير من المنى وهو سلالة الطين فإذا هو خصيم مبين والمقصود كثير الجدل كما قال سبحانه"وكان الإنسان أكثر شىء جدلا"
وبألفاظ أخرى منازع كبير في دين الله وفى المعنى قال سبحانه ::
"أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين"
الاختصام عند الله بعد الموت :
أخبر الله رسوله(ص) أنه ميت والمقصود منتقل من حياة الدنيا لحياة البرزخ وإن الناس ميتون والمقصود منتقلون من حياة الدنيا لحياة البرزخ ثم إنكم يوم القيامة وهو يوم البعث عند ربكم تختصمون والمقصود لدى إلهكم تتنازعون وبلفظ أخر تختلفون في دين الله وفى المعنى قال سبحانه :
"إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون "
نهى النبى(ص) أن يكون خصيما:
أخبر الله رسوله(ص)أنه أنزل له الكتاب بالحق والمقصود أنه ألقى له الوحى بالعدل كى يحكم بين الناس بما أراه الله والمقصود كى يقضى فى الخلافات بين الخلق بالذى علمه الله من وحيه وقال ولا تكن خصيم للخائنين والمقصود ولا تنحاز للظالمين فتكون طرفا في النزاع وفى المعنى قال سبحانه :
"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما"
هلاك الناس وهم يختصمون:
أخبرنا الله أن الناس ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم والمقصود ما يترقبون إلا حدث واحد من الله يفنيهم وهم يخصمون والمقصود وهم يكفرون بوحى الله وعند العقاب لا يستطيعون توصية والمقصود لا يقدرون على قول أمرا للأخرين ينتفعون به بعد هلاكهم ولا إلى أهلهم يرجعون والمقصود ولا إلى عوائلهم يعودون بعد العقاب المميت وفى المعنى قال سبحانه:
"وما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون "
كفار قريش الخصمون وعيسى(ص):
أخبر الله رسوله (ص)أنه لما ضرب ابن مريم (ص)مثلا والمقصود لما قال حكى حكاية ولد مريم (ص) عظة للناس إذا القوم منه يصدون والمقصود إذا الكفار به يكذبون وقالوا :أألهتنا خير أم هو والمقصود هل أربابنا أفضل أم هو ؟
وأخبره أنهم ما ضربوه له إلا جدلا والمقصود ما قالوا له فى عيسى (ص)تلك القولة إلا احتجاج بالباطل فهم قوم خصمون والمقصود بشر ناس مكذبون بكلام الله وفى المعنى قال سبحانه :
"ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أألهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون"
الفريقان المختصمان
أخبرنا الله أنه أرسل والمقصود بعث إلى ثمود أخاهم وهو صديقهم صالح(ص) حيث قال لهم اعبدوا الله والمقصود اتبعوا وحى الله فإذا هم فريقان يختصمون والمقصود فإذا هم جماعتان يختلفون والمقصود حزبان يتنازعون على دين الله وفى المعنى قال سبحانه :
"ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون "
دخول الخصوم المحراب:
استخبر الله رسوله (ص)هل أتاك نبأ الخصم والمقصود هل ألقى لك خبر المتنازعين إذ تسوروا المحراب والمقصود عندما صعدوا على جدار المسجد إذ دخلوا والمقصود عندما ولجوا على داود(ص)ففزع منهم والمقصود فخاف من ضررهم فقالوا له :لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض والمقصود لا تخشى ضرر منا نحن متنازعان ظلم أحدنا الأخر فاحكم بيننا بالحق والمقصود فاقض بيننا بالعدل واهدنا إلى سواء الصراط والمقصود وعرفنا عدل دين الله إن هذا أخى له تسع وتسعين نعجة والمقصود من الغنم ولى نعجة والمقصود وأملك أنا غنمة واحدة فقال أكفلنيها والمقصود هبنى إياها وعزنى فى الخطاب والمقصود وكرر على الطلب في الكلام وفى المعنى قال سبحانه :
"وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزنى فى الخطاب "
الاختصام فى مريم
أخبر الله رسوله(ص)أن ما حكاه من أمر زكريا(ص)وامرأة عمران ومريم(ص)هو من أنباء الغيب وهى الأخبار التى لا يعلم الخلق حقيقتها والتى يوحيها والمقصود يقصها الله عليه وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم والمقصود وما كنت حاضرا معهم حين يرمون أقلامهم وهى أدوات الكتابة أيهم يكون الوصى على مريم(ص)، وما كنت لديهم إذ يختصمون والمقصود وما كنت حاضرا معهم وهم يتنازعون على الوصاية عليها وفى المعنى قال سبحانه :
"ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون"
اختصام الخصمان:
أخبرنا الله أن الناس خصمان والمقصود متنازعان وهما عدوان كل منهم اختصموا فى الرب والمقصود اختلفوا مع بعضهم في أى الأديان هو دين الله وفى المعنى قال سبحانه :
"هذان خصمان اختصموا فى ربهم "
اختصام الكفار في النار:
أخبرنا الله أن الغاوين كبكبوا فيها والمقصود أن الأتباع الكفار ادخلوا فى الجحيم هم والغاوون والمقصود المضلون لهم وهم السادة والكبراء والكل هم جنود إبليس أجمعون والمقصود مقلدى عمل إبليس كلهم حيث قال بعضهم لبعض وهم فيها يختصمون والمقصود يتنازعون:
تا لله إن كنا لفى ضلال مبين والمقصود والله إن كنا لفى غباء معلوم إذ نسويكم برب العالمين والمقصود حين نضاهيكم بالله وما أضلنا إلا المجرمون والمقصود وما أبعدنا عن الحق وهو دين الله إلا الكبراء وفى المعنى قال سبحانه :
"فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون قالوا وهم فيها يختصمون تا الله إن كنا لفى ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون "
النهى عن الاختصام عند الله
أخبرنا الله أن القرين وهو هوى الكافر الضال قال:ربنا ما أطغيته والمقصود خالقنا ما أضللته عن دين الله ولكن كان فى ضلال بعيد والمقصود ولكن كان فى كفر دائم فى الدنيا فقال الله لهم لا تختصموا لدى والمقصود لا تتنازعوا عندى والمقصود لا تختلفوا هنا وقد قدمت إليكم بالوعيد والمقصود وقد أعلمتكم بالعذاب فى الدنيا عن طريق الوحى ما يبدل القول لدى والمقصود ما يغير الحكم عندى وما أنا بظلام للعبيد والمقصود وما أنا بمنقص حق الناس وفى المعنى قال سبحانه ::
"قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد قال لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد "
والخصومة في الفقه :
المقصود بها رفع دعوى في القضاء للفصل في نزاع طرفين حول شىء هو في الغالب أمر مالى
وهو ما نطلق عليه رفع قضية للحصول على ما يعتقد المدعى أنه حق له عند الطرف الأخر
والدعاوى يرفعها صاحب الحق أو من يرى من المسلمين أن فلان له حق ولكنه عاجز عن أخذه وهذا من باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
وكثير من الدعاوى تتعلق بمال المواريث والمفروض أن القضاء ترسل له شهادات الوفاة في ساعة الابلاغ عن الوفاة ويقوم على الفور بالذهاب لحصر أموال الميت ثم توزيعها بعد أن يخبرهم بموعد طعام قسمة الميراث في بيت الميت كما قال سبحانه :
"وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا"
وهذا الأمر ينهى على معظم الدعاوى التى تظل سنوات طويلة في المحاكم الحالية بسبب ما يحدث من ظلم البعض للبعض أو خجل البعض من طلب ميراثه من أخوه أو أخته حتى يموت ويظن أولاده أن ما تحت أيديهم هو ملك أبيهم وليس ملكه وملك اخوته