الكتم فى دين الله

الكتم فى دين الله

الكتم فى دين الله
الكتم هو اخفاء الشىء في المعنى المعلوم بين الناس وهو ينقسم إلى نوعين :
الأول الكتم المحرم مثل كتم الوحى المنزل عن الناس ومثل كتم الشهادة في قضية ومثل كتم المرأة حملها وولادتها طفل لزوجها
الثانى : الكتم المباح مثل أن تشاهد وحدك جريمة زنى أو مع واحد أو مع اثنين فتكتموا هذا لأنه يعرضكم لحد الرمى ومثل أن تسر سر ما أفضى لك به أحدهم ومثل كتم ما ارتكبته من ذنوب عن الناس
وفيما بين أيدينا من كتاب الله نجد أن الكتم ومشتقات جذره كتم ذكره العديد من المرات
علم الله بالمكتوم :
أمر الله رسوله(ص)أن يقول للناس:إن الله يعلم الجهر من القول والمقصود يعرف المعلن من الكلام ويعلم ما تكتمون والمقصود ويعرف ما تسرون والمقصود الذى تخفون وفى المعنى قال سبحانه :
"إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون "
وأخبر الله المسلمين أنه يعلم ما يبدون وما يكتمون والمقصود يعرف الذى يعلنون والذى يسرون والمعنى معرفته بكل شىء ومن ثم سيحاسب عليه وفى المعنى قال سبحانه :
" والله يعلم ما تبدون ومما تكتمون
وأخبرنا الله أنه قال للملائكة : وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون والمقصود واعرف ما تظهرون وما كنتم تسرون مثل الاعتراض على خلق آدم(ص)قبل أن تعلنوه لى وفى المعنى قال سبحانه :
"وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون "
وأخبر الله المسلمين أن بعض بنى إسرائيل قتلوا نفسا والمقصود ذبحوا إنسانا فادارءوا فيه والمقصود فتقاسموا على كتمان خبر قتلهم له وأخبرهم أنه"مخرج ما كنتم تكتمون"والمعنى مظهر الذى كنتم تخفون من قتلكم للإنسان وفى المعنى قال سبحانه : "وإذ قتلتم نفسا فادارءتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون "
وأخبر الله الناس أن الرسول(ص)وهو المبعوث واجبه البلاغ وهو توصيل الوحى للناس وأخبرهم أنه يعلم ما تبدون وما تكتمون والمقصود "يعلم ما يسرون وما يعلنون"كما قال والمعنى درايته بكل شىء عن الناس ومن ثم سيحاسبهم عليه وفى المعنى قال سبحانه :
"ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون"
وأخبر الله المسلمين أن المنافقين إذا جاءوهم والمقصود قابلوهم قالوا صدقنا وحى الله وهم قد دخلوا بالكفر والمقصود وهم قد أخفوا التكذيب بوحى الله وهم قد خرجوا به والمقصود وقد استمروا فى تكذيبهم لوحى الله بعد تركهم للمؤمنين وأخبرهم أنه أعلم بما كانوا يكتمون والمقصود يسرون فالله أعرف بالذى كانوا يسرون وهو التكذيب وحى الله وفى المعنى قال سبحانه :
"وإذا جاءوكم قالوا أمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون"
وأخبر الله المسلمين أن المنافقين كانوا فى ذلك اليوم أقرب للكفر والمقصود أعمل للتكذيب بوحى الله من الإيمان وهو التصديق بوحى الله وأخبرهم أنهم يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم والمقصود يتحدثون بألسنتهم كلاما صالحا ليس فى نفوسهم التى تمتلىء بالكره وأخبرهم أنه أعلم بما يكتمون والمقصود أدرى بالذى يخفون فى أنفسهم من الكره
وفى المعنى قال سبحانه : "هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم والله أعلم بما يكتمون"
وأخبرنا الله أنه أعلم بما يكتمون والمقصود أعرف بالذى يخفون فى أنفسهم من الكراهية وفى المعنى قال سبحانه : " والله أعلم بما يكتمون"
النهى عن كتم الحق:
نهى الله المسلمين عن كتم الحق وهو اخفاء الحقيقة حتى لا يعرفها الناس وفى المعنى قال سبحانه : "ولا تكتموا الحق"
النهى عن كتمان ما فى الأرحام:
أخبر الله المطلقات أنه لا يحل لهن أن يكتمن والمقصود لا يحلل لهن أن يخفين عن أزواجهن خبر ما خلق الله فى أرحامهن وهو الذى أبدع الله فى بطونهن من الأولاد إن كن يؤمن بالله واليوم الأخر والمقصود إن كن يصدقن بوحى الله ويوم القيامة وفى المعنى قال سبحانه : "ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الأخر"
النهى عن كتم الشهادة:
أمر الله المسلمين ألا يكتموا الشهادة والمقصود ألا يسروا الحقيقة عن القضاء وأخبرهم أن من يكتمها يكون آثم القلب والمقصود أن من يخفى الحقيقة يكون كافر النفس بوحى الله وفى المعنى قال سبحانه : "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه "
النهى عن كتم الكتاب:
أخبر الله أنه أخذ ميثاق الذين أوتوا الكتاب والمقصود فرض العهد على الذين وصل لهم الوحى :لتبيننه للناس ولا تكتمونه والمقصود لتوصلونه للخلق ولا تخفونه عنهم فنبذوه وراء ظهورهم والمقصود أنهم عصوا العهد وجعلوا هواهم يطاع من أنفسهم وفى المعنى قال سبحانه : "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم "
لا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الأثمين:
خاطب الله الذين أمنوا آمرا إياهم شهادة بينهم والمقصود تطبيق وحى الله عليهم إذا حضر أحدهم الموت والمقصود إذا أتت أحدهم الوفاة حين الوصية والمقصود زمن الوصية حضور اثنان ذوا عدل والمقصود رجلان صاحبا قسط والمقصود عدل من المسلمين أو أخران من غيرهم والمقصود رجلان من غير المسلمين وهذا عند ضربهم فى الأرض والمقصود وقت سفرهم فى البلاد فإذا أصابتهم مصيبة الموت والمقصود فإذا حدثت للموصى الوفاة فالواجب على القاضى حبس الشهود بعد الصلاة والمقصود استبقاء الشهود بعد صلاتهم مع القاضى إحدى الصلوات ثم يقسمان بالله والمقصود يحلفان بالله فيقولان والله إن إرتبتم والمقصود إن شككتم فى حديثنا لا نشترى به ثمنا والمقصود لا نأخذ بقولنا متاعا هالكا ولو كان ذا قربى والمقصود صاحب قرابة لنا ولا نكتم شهادة الله والمقصود ولا نسر كلام الموصى إنا إذا من المجرمين وفى المعنى قال سبحانه :
"يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو أخران من غيركم إن أنتم ضربتم فى الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشترى به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الأثمين"
كاتم الشهادة ظالم
أخبرنا الله أن الأكفر هو الذى أخفى وحيا عنده من الله والمعنى أن الظالم هو من يخفى الوحى الإلهى الذى يعرف أن ملقيه الله عن الناس وفى المعنى قال سبحانه : "ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله "
الفريق الكاتم للحق
أخبر الله أن جماعة من أهل الكتاب تكتم الحق والمقصود تسر الوحى المنزل على رسلهم (ص)من قبل عن الناس حتى يبعدوهم عن الحق وهؤلاء يعلمون الحق من ربهم والمقصود أنهم يعرفون الوحى الملقى من عند الله كاملا وفى المعنى قال سبحانه :
"وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون"
كتمان فضل الله
أخبرنا الله أن المختالين الفخورين هم الذين يبخلون والمقصود يكذبون وحى الله ويأمرون الناس بالبخل والمقصود ويطالبون الخلق بالتكذيب لوحى الله ويكتمون ما أتاهم الله من فضله والمقصود ويخفون الذى أعطاهم الله من وحيه وقد أعد الله للكافرين عذابا مهينا والمقصود وقد جهز للمكذبين بوحيه عقابا مستمرا وفى المعنى قال سبحانه :
"الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما أتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا"
جزاء كتم ما أنزل الله من البينات:
أخبرنا الله أن الذين يكتمون المنزل من البينات والمقصود الذين يخفون الملقى لهم من آيات الله بعد ما أوصل الله للمسلمين الوحى المكتوم منهم يلعنهم الله والمقصود يعاقبهم فى الدنيا والقيامة ويلعنهم اللاعنون والمقصود ويذمهم الذامون والمعنى يدعو الناس والملائكة الله أن يكون غضبه عليهم وفى المعنى قال سبحانه : "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون "
الكاتمون لهم النار
أخبرنا الله أن الذين يكتمون كتاب الله والمقصود يسرون وحى الله عن الناس ويأخذون الثمن القليل وهو متاع الدنيا مقابل تركهم طاعة كتاب الله إنما يأكلون فى بطونهم النار والمقصود أنهم يدخلون أنفسهم فى النار وفى المعنى قال سبحانه : "إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون فى بطونهم إلا النار "
الكفار يودون ألا يكتموا الله حديثا:
أخبرنا الله أن فى يوم القيامة يود الذين كفروا والمقصود يحب الذين كذبوا بوحى الله وهم الذين عصوا الرسول والمقصود الذين خالفوا وحى الله الملقى على الرسول(ص)لو تسوى بهم الأرض والمقصود لو تمهد الله بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا والمقصود ولا يسرون عن الله كلاما وفى المعنى قال سبحانه : "يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو نسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا"
كتم المؤمن إيمانه
أخبرنا الله أن رجل وهو ذكر من قوم وهم أهل فرعون يكتم إيمانه والمقصود يخفى إسلامه عنهم قال لهم ليفيد موسى (ص)برأيه :أتقتلون رجل أن يقول ربى الله والمقصود هل تفنون فرد بسبب أن يقول إلهى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم والمقصود وقد أتاكم بالبراهين من إلهكم على صدقه ؟وإن يك كاذبا فعليه كذبه والمقصود وإن يك مفتريا على الله فعليه عقاب فريته وإن يك صادقا يصبكم بعض الذى يعدكم والمقصود وإن يك عادلا فى قوله ينزل عليكم بعض العقاب الذى يخبركم به وفى المعنى قال سبحانه :
" وقال رجل من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجل أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذى يعدكم"
وفى الفقه تناول أهل الفقه موضوع الكتم فى افشاء السر فحرموا إفشاء الأسرار والحق :
أن الأسرار على نوعين :
الأول الأسرار التى لا تظلم الناس حق من حقوقهم وهذه يجب كتمها
الثانى الأسرار التى كتمها يضر بحقوق الخلق كمن قتل أحدهم أو اعترف بسرقة للكاتم