الفرار في دين الله

الفرار في دين الله

الفرار في دين الله
الفرار في المعنى المعروف هو :
الهروب من شىء ما خوفا من شىء أو على شىء ولكن في كتاب الله نجده بمعانى متعددة كاعتناق دين الله وترك دين الشيطان وقد ذكر في العديد من المواضع فيما بين أيدينا من كتاب الله وهى :
الفرار إلى الله:
أمر الله رسوله(ص)أن يقول للناس :فروا إلى الله والمقصود أن تابوا إلى الله وبألفاظ مغايرة اعتنقوا دين الله إنى لكم نذير مبين والمعنى موصل أمين لوحيه
وفى المعنى قال سبحانه :
"ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين "
الفرار من الموت لا ينفع الفار:
أمر الله رسوله(ص)أن يقول للمنافقين :لن ينفعكم الفرار والمقصود لن يفيدكم الهرب إن فررتم والمعنى إن هربتم من الموت وهو الوفاة فى الموعد والمكان المقرر وإذا لا تمتعون إلا قليلا والمعنى وإذا لا تعيشون سوى وقتا قليلا
وفى المعنى قال سبحانه :
"قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا "
وأمر الله رسوله(ص)أن يقول لليهود:
إن الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم والمقصود إن الوفاة التى تهربون منها فإنها واقعة عليكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة والمقصود ثم تعودون إلى جزاء عارف الباطن والظاهر فى الكون فينبئكم بما كنتم تعملون والمقصود فيخبركم بالذى كنتم تفعلون فى الدنيا
وفى المعنى قال سبحانه :
"قل إن الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون "
لا مفر يوم القيامة
أخبرنا الله أن الإنسان وهو المكذب بالوحى يريد ليفجر أمامه والمقصود يحب أن يحدث الاحياء أمام عينيه وهو يستخبر أيان يوم القيامة والمقصود يستفهم متى يوم القيام للحياة ؟
وأخبرنا أن إذا برق البصر والمقصود إذا لمع النظر والمعنى شخصت العيون عند الوفاة وخسف القمر والمقصود واختفى نور القمر وجمع الشمس والقمر والمعنى واصطدمت الشمس والقمر يقول الإنسان وهو الكافر :أين المفر والمعنى أين المهرب ؟.
وفى المعنى قال سبحانه :
"بل يريد الإنسان ليفجر أمامه يسئل أيان يوم القيامة فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر "
فرار موسى(ص) من فرعون:
أخبرنا الله أن موسى (ص)قال لفرعون :
فعلتها إذا وأنا من الضالين والمقصود قمت بالقتل وأنا من المجرمين ففررت لما خفتكم والمعنى فهربت منكم لما خشيت عقابكم فوهب لى ربى حكما والمقصود فألقى إلى إلهى وحيا وجعلنى من المرسلين والمعنى واختارنى كما اختار المبعوثين للناس
وفى المعنى قال سبحانه :
"قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ففررت منكم لما خفتكم فوهب لى ربى حكما وجعلنى من المرسلين ".
الفرار من الأقارب يوم القيامة
أخبرنا الله أن الصاخة وهى القيامة يوم يفر المرء والمقصود يوم يتخفى الكافر من أخيه وأمه وهى والدته وأبيه وهو والده وصاحبته وهى وزوجته أو خليلته وبنيه وهم وأولاده ذكورا وإناثا لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه والمقصود لكل فرد منهم يومذاك أمر يشغله عن غيره وهو عذاب الله
وفى المعنى قال سبحانه :
"فإذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه "
فرار الحمر من القسورة :
أخبرنا الله أن الكفار لا تنفعهم شفاعة الشافعين والمقصود لا تنفعهم كلمات المناصرين لهم في القيامة حيث لا تمنع عنهم عذاب الله،واستخبر حيث قال :
فما لهم عن التذكرة معرضين والمقصود فما لهم عن اتباع الوحى متولين ؟
وشبههم الله بالحمر المستنفرة التى فرت من قسورة والمقصود الحمير الجارية من صاحبها حيث صاحب الحمير يريد لها الخير وهى تجرى بعيدا عنه والله يريد للكفار الرحمة ولكنهم يفرون منها للعذاب بطاعة هواهم .
وفى المعنى قال سبحانه :
"فما تنفعهم شفاعة الشافعين فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة"
الفرار من أهل الكهف
أخبرنا الله رسوله(ص)أنه لو رأى أهل الكهف لحسبهم أيقاظا وهم رقود والمقصود يعتقدهم أحياء وهم نيام ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال والمقصود ونحركهم ناحية اليمين وناحية الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد والمعنى فارد يديه أمام الباب لو اطلعت عليهم والمقصود لو نرت لهم في تلك الحال لوليت منهم فرارا والمعنى لجريت مسرعا بعيدا عنهم ولملئت منهم رعبا والمعنى ولخشيت منهم خشية عظمى.
وفى المعنى قال سبحانه :
"وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا "
المنافقون يريدون الفرار من القتال :
أخبر الله المسلمين أن الزلزال النفسى كان فى قول طائفة والمعنى جماعة من المنافقين للناس:يا أهل يثرب والمقصود يا سكان المدينة لا مقام لكم والمعنى لا حياة لكم إن قاتلتم الأحزاب فارجعوا والمعنى فعودوا للبلد
وأخبرنا أنه يستئذن فريق منهم والمقصود يطلب بعض منهم السماح بالعودة للبيوت فى البلد من النبى (ص)يقولون:
إن بيوتنا عورة والمعنى إن مساكننا مكشوفة للعدو وهى لم تكن بعورة والمعنى مكشوفة للعدو ولكن البعض هذا كانوا يريدون فرارا والمقصود يطلبون البعد عن الحرب رغبة فى الحياة
وفى المعنى قال سبحانه :
"وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستئذن فريق منهم النبى يقولون إن بيوتنا عورة وما هى بعورة إن يريدون إلا فرارا "
الفرار من دعوة نوح(ص)
أخبرنا الله أن نوح(ص)دعا الله فقال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا والمقصود إلهى إنى أوصلت الوحى لشعبى ليلا ونهار فلم يزدهم إلا فرارا والمقصود فلم يصنع توصيلى الوحى لهم إلا تكذيبا منهم للوحى .
وفى المعنى قال سبحانه :
"قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا فلم يزدهم دعاءى إلا فرارا "
وفى الفقه تناول أهل الفقه عدة موضوعات في الفرار منها
الْفِرَارُ مِنَ الزَّكَاةِ:
المقصود بالفرار من الزكاة هو عدم دفعها ببيع المحصول في الخفاء أو بتقسيم الأرض على الأقارب في الظاهر حتى لا يبلغ نصيب كل واحد نصاب الزكاة فيبقى النصاب له بدلا من أصحاب المصارف الثمانية أو بأى طريقة أخرى
طَلاَقُ الْفَارِّ:
المقصود عند أهل الفقه تَطْلِيقُ الزَّوْجِ زَوْجَتَهُ بَائِنًا فِي مَرَضِ مَوْتِهِ لِحِرْمَانِهَا مِنَ الْمِيرَاثِ.
وهو طلاق غير شرعى لأن الميت لم يجرب الحل الداخلى وعظ وهجر وضرب ولم يجرب الحل الخارجى وهو تحكيم الحكمين وهذا الطلاق لا يقع وترث الزوجة نصيبها في الميراث منه والكارثة أنه يدخل جهنم بسبب هذا طالما أن تلك المرأة لم تعذبه في حياتهما باستمرار
الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ:
الفرار من الزحف المقصود له :
ترك ميدان القتال دون رجوع له واما ما يسمى الخدع فهى ليست فرار حيث يتظاهر المحاربون بالفرار ثم يقومون بالعودة للقتال من موضع أخر لهزيمة العدو
وهو محرم بقوله سبحانه:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأْدْبَارَ"