النشوز فى دين الله

النشوز فى دين الله

النشوز فى دين الله
النشوز فى كتاب الله يطلق على عدة أمور :
الأول نشز أو نشوز العظام وهو تركيب الله عظام المخلوقات فقد أخبر الله رسوله(ص) أن عليه أن يأخذ العظة من حكاية الرجل الذى مر والمعنى فات على قرية وهى بلدة خاوية على عروشها والمقصود خالية سوى من بيوتها فقال:أنى يحى والمعنى يبعث الله هذه بعد موتها وهو هلاكها فكان عقابه على الارتياب فى قدرة الله على البعث هو أن أماته والمعنى توفاه الله لمدة مائة عام والمعنى مائة سنة ثم بعثه والمعنى أعاده الله للحياة فقال الله له بواسطة الملائكة:كم لبثت والمعنى كم نمت؟فرد قائلا:لبثت والمعنى نمت يوما أو جزء من اليوم فقال له:لبثت مائة عام والمعنى نمت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه والمقصود شاهد أكلك وماءك لم يتغير وقالت الملائكة له:وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس والمقصود وشاهد حمارك لتعرف قدرتى على افناء الخلق ولنجعلك علامة للخلق والمقصود معجزة وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما والمعنى وشاهد عظام الحمار كيف نكونها ونركبها ثم نغطيها لحما وعند هذا تبين والمعنى ظهرت له الحقيقة فقال :أعلم أن الله على كل شىء قدير والمقصود أعرف أن الله لكل ما يريده فاعل .
وفى المعنى قال سبحانه :
"أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحى هذه الله بعد موتها فأماته مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شىء قدير"
الثانى النشوز من المجالس والمقصود به الانصراف وهو القيام من المجالس
فهنا نادى الله الذين آمنوا وهم الذين صدقوا وحى الله:إذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس والمقصود إذا قال لكم صاحب البيت أوسعوا المقاعد لبعضكم فافسحوا يفسح الله لكم والمقصود فأوسعوا مواضع القعود يوسع الله عليكم فى الحسنات حيث ثواب الحسنة هو زيادته العشر أمثالها وإذا قيل لكم انشزوا فانشزوا والمقصود وإذا قال لكم صاحب البيت قوموا بمعنى انصرفوا من البيت فانصرفوا وبألفاظ أخرى إن قال لكم اذهبوا فاذهبوا إلى حيث تريدون
وفى المعنى قال سبحانه:
"يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا "
الثالث:نشوز الزوجات والمقصود به رفض الزوجة طاعة زوجها فيما أمر الله به من الطاعات المختلفة
وفى الموضع أخبر الله الأزواج أن اللاتى يخافون نشوزهن والمقصود أن اللاتى يعلمون منهن مخالفة وحى الله بالطاعة فى الخير والبعد عن الشرعليهم أن يفعلوا معهن الخطوات التالية:
وعظهن والمعنى تذكيرهن بالكلام بوجوب طاعة الله فإن أطعن فقد انتهى النشوز
هجرهن فى المضاجع والمقصود بعد عدم نفع الوعظ الكلامى عليهم بالبعد عن الرقاد معهن فى الأسرة فإن أطعن فقد انتهى النشوز.
وإذا لم ينفع هذا البعد عن المضاجع فالممفروض ضربهن والمعنى جلدهن جلدا مؤلما لا يكسر ولا يجرح فإن أطعن والمعنى اتبعن وحى الله في الموضوع فواجل الأزواج ألا يبغوا عليهن سبيلا والمقصود ألا يفعلوا معهم عقوبة أخرى
وفى المعنى قال سبحانه:
" واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا "
الرابع نشوز الزوج وهو نفور الزوج من زوجته وهو اعراضه عنها بمعنى بعده عن التعامل معها بسبب أفعالها التى تكرهه في حياتهما معا ويجعله يريد طلاقها فقد أخبر الله الأزواج أن المرأة وهى الزوجة إذا خافت والمعنى خشت من بعلها وهو زوجها :
النشوز وهو الإعراض والمقصود النفور من حياتهما وهو رغبته فى طلاقها فبسبب أفعالها معه فعليها أن تعمل جاهدة لتعقد معه صلحا والمقصود أن عليها أن تسعى ليعقدا معا اتفاقا حتى لا يطلقها
وأخبر الله الأزواج والزوجات أن لا جناح عليهما والمعنى لا عقوبى عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والمقصود أن يعقدا معا اتفاقا منه أت تراضيه بالتنازل عن بعض مهرها فى مقابل بقائها زوجة له والصلح خير والمقصود والاتفاق فائدة لهما وفى وقت الاتفاق تحضر الأنفس الشح والمقصود وزمن الصلح تظهر النفوس البخل فى التنازل من قبل الزوجة أو فى رفض الزوج أخذ الجزء المتنازل عنه
وأخبرهم الله أنهم إن يحسنوا والمعنى يصلحوا والمعنى يؤمنوا وبلفظ أخر يتبعوا وحى الله فإن الله كان بما تعملون خبيرا والمقصود فإن الله كان بالذى تفعلون عارفا
وفى المعنى قال سبحانه:
"وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا"
وأما النشوز فى الفقه سواء كان نشوز الزوجة أو نشوز الزوج قثد عرفوه تعريفات على أن النشوز هو :
خُرُوجُ الزَّوْجَةِ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا بِغَيْرِ حَقٍّ
خُرُوجُ الزَّوْجَةِ عَنِ الطَّاعَةِ الْوَاجِبَةِ لِلزَّوْجِ
والتعريف الأول مخالف لكتاب الله فإذا كانت خارج بيت الزوجة فكيف سيعظها وكيف يفارقها فى المضجع وهى قد فارقت المضجع وبقية البيت وكيف سيضربها وهى ليست موجودة فى البيت
هل يجرى مثلا خلفها فى الشوارع أو يذهل لبيت أبيها أو أخيها أو أيا كان ويدخل يضربها فيه أمامهم
وهذا التعريف يتحدث عن مشكلة أخرى وهو ما يسمونه حاليا :
المغاضبة ويقال عن المرأة غاضبة
وأهل التعريف الثانى بغض قليل منهم جعلوا الطاعة المذكورة فى الجماع فقط ولذا تجد أدلتهم من الروايات هى :
"إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ "
"إِذَا دَعَا الرَّجُل امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ أَنْ تَجِيءَ لَعَنَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَمَا يَكُونُ بِهِ "
وهو كلام يخالف كتاب الله فالنشوز لا يقتصر على امتناع الزوجة عن الجماع مع العلم أنه يجب عليها أن تمتنع عن جماع زوجها فى وقت الحيض
النشوز المقصود هو عصيان الزوجة زوجها نفورا منه فيما يأمرها زوجها من الخير أو ينهاها عن الشر كأن تخاصم أختها أو أخيها أو أم زوجها أو أيا كان أو تقوم بتغيير خلقتها بصباغة شعرها وأظافرها ووضع وشوم أو تقوم بمنع دخول أطفالها على أيا كان من الناس كالجد والجدة أو العم والعمة أو الخال والخالة أو تقوم بعدم الصلاة أو عدم الصوم لغير عذر أو تقوم بالإسراف فى الشراء غير اللازم أو تقوم بمخاصمة الزوج نفسه فلا تكلمه أو تقوم بسب وشتم الناس أو تقوم بضرب أولادها دون سبب أو تمتنع عن ارضاع طفلها دون سبب شرعى كوجود مرض فى الثدى يضر بالمولود
وقد أفتى أهل الفقه أن الناشزة وهى عندهم التى تركت بيت الزوجية إلى بيت غيره لأى سبب غير الأسباب المشروعة وهى صلة الأقارب كالوالدين والاخوة أو الحج والعمرة بأنه يحرم على الزوج النفقة عليها لعدم وجودها فى بيته
وقد اعتبر بعض أهل الفقه المرأة التى تعمل وقد أسموها المحترفة العمل فى مصالحها ناشزة لا نفقة لها طالما لم يأذن لها زوجها بالعمل