الرد على مقال ليس كل بنات المرضعة أخوات من الرضاعة

الرد على مقال ليس كل بنات المرضعة أخوات من الرضاعة

الرد على مقال ليس كل بنات المرضعة أخوات من الرضاعة
صاحب المقال آتانا بتفسير جديد من نفسه للأخوات من الرضاعة وهو :
أن الراضع هو أخ لمن رضع معها فقط من الأم المرضعة وقد استدرجنا الرجل من خلال الشرح التالى :
"ومن بين هذه الأحكام التي تستوقفنا وتجعلنا نقف في رهبةٍ من روعة التشريع الإلهي، حكم "تحريم الأخوات من الرضاعة"
النص القرآني:
قال الله تعالى في سورة النساء :
"حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ"
بلاغة الآية: الكلمة التي تُغيّر كل شيء
تأمل معي هذه الآية العظيمة كل كلمة فيها جاءت في مكانها بدقة لا يقدر عليها إلا إله حكيم لم يقل الله:
"حرمت عليكم المرضعات وبناتهن"، بل قال:
"وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ"
و"وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ"
ما الفرق؟
- كلمة "أمهاتكم" تُشير إلى رابطة أمومة متكاملة، رغم أن العلاقة لم تُبنَ على ولادة طبيعية، لكنها أمومة قائمة على الرضاعة التي هي غذاء الجسد والروح
- كلمة "أخواتكم من الرضاعة"
تُظهر دقة التحريم لم يحرّم القرآن جميع بنات المرأة المرضعة، بل قصر التحريم فقط على من تشارك معك الرضاعة، مما يدل على أن التحريم له شروط دقيقة
1 تحريم الأم المرضعة: رابط أبدي بين الأجساد والقلوب
قال الله تعالى: "وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ"
هذه العبارة تعبّر عن العلاقة التي تنشأ بين الطفل والمرأة المرضعة
الرضاعة ليست مجرد غذاء، إنها علاقة أعمق من ذلك إنها علاقة تُنبت الجسد، وتربط الروح، وتحول المرضعة إلى أم حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ"
والخطأ في كلام الرجل هو كون الرضاعة رابط روحى فهى غذاء جسدى وروحى
قطعا لا وجود للرابط الروحى المزعوم من خلال الرضاعة ولكن الناتج هو :
عملية تعود نفسى من الطفل أو الطفلة على المرضعة والعكس ومن ثم تنشأ علاقة الأمومة والبنوة من خلال عملية الرضاعة وبقاء الطفل أو الطفلة مع المرضعة ساعات قليلة أو طوال الوقت على حسب
وطرح الرجل سؤالا عن سبب تحريم الأم المرضعة على الراضع وأجاب فقال :
" لماذا تتحرم الأم المرضعة؟
1 بيولوجيًا:
- اللبن الذي يرضعه الطفل من المرأة المرضعة يدخل مباشرة في بناء خلاياه ونمو جسده هذا ليس مجرد غذاء عابر، بل هو جزء من تكوين الإنسان
قال الله تعالى: "وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"
تأمل في جسدك، في كيفية بنائه، ستجد أن اللبن الذي رضعته كان جزءًا من هذا البناء
2 وجدانيًا:
- الرضاعة تُنشئ علاقة من الحنان والحب بين الطفل والمرضعة هي ليست مجرد أم جسدية، بل هي أم قلبية الطفل يشعر بالأمان وهو يرضع، وكأنما هذا اللبن يغذي روحه قبل جسده
مثال عملي:
- إذا أرضعت امرأة طفلًا في طفولته المبكرة، تصبح هذه المرأة أمًا له، ويحرم عليه الزواج بها العلاقة هنا أبدية، لا تنقطع، لأنها علاقة أمومة"
بالطبع الأم من الرضاعة تحرم على من رضع منها لأن الله هو من قال "وأمهاتكم اللاتى أرضعنكم "
وأما البحث في الأسباب كالأسباب الجسدية فهو من ضمن الظن الذى لم يثبت لأن الأم الوالدة تحرم على الطفل وإن لم ترضعه لبنا منها لأسباب متعددة كعدم خروج الحلمة التى يرضع منها أو أنها طلقت من أباه وكراهيتها لوالده جعلها لا ترضعه كما قال تعالى " وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى "
فالسبب في التحريم في الحالين ليس الرضاعة وإنما السبب هو :
الأمومة
فمن قال الله أنها أم حرمت ولفظ الأم يطلق على الأم والجدات وهن لم يرضعن
وتناول تحريم الأخوات من الرضاعة حيث قال :
2 تحريم الأخوات من الرضاعة: دقة التشريع الإلهي
قال الله تعالى: "وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ"
هنا يظهر إعجاز التشريع القرآني لم يجعل الله التحريم عامًا على جميع بنات المرضعة، بل خصّ به الأخوات من الرضاعة
هذا يُبرز أن التحريم لا يتحقق إلا عند وجود علاقة حقيقية بين الطفلين،
قائمة على التشارك في الرضاعة
من هي الأخت من الرضاعة؟
- هي الطفلة التي:
1 رضعت معك من نفس الأم المرضعة
2 كانت الرضاعة خلال نفس الفترة الزمنية (الطفولة المبكرة)"
بالطبع ما قاله الكاتب هو كلام بلا دليل فالاخوة تطلق على كل أبناء المرضعة سواء رضعوا مع الطفل أم لم يرضعوا والأدلة :
ان الله لم يقل في الاخوة المباح لهم رؤية زينة المرأة كونهن من الآباء والأمهات أو من الرضاعة حيث قال :
"وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ"
كلمة الاخوة تشمل الأخ لأب وأم والأخ لأم والأخ لأب والأخ المشارك والأخ من الرضاعة وعندما يقال هذا أخى فبالتالى أى أخ أو أخت له يكون اخوة لا فرق بين من رضع أم لم يرضع فالمهم هو :
الانتماء للأمومة والأبوة بالزواج أو بالرضاعة فبعض الاخوة في بعض الأحيان يرضعون من أمهم وبعضهم لا يرضع كمن ماتت أمه أثناء ولادته أو لأنها أصيبت بعلة من العلل في الثدى
وفى حالات زواج الرجل بأكثر من واحدة نجد الاخوة لا يرضعون من أم واحدة وإنما كل واحد يرضع من أم مختلفة ومع هذا الاخوة ثابتة بالأبوة ولذا سمى أولاد يعقوب(ص) اخوة فقال :
"لقد كان فى يوسف واخوته آيات للسائلين "
ولو أخذنا بوجهة نظر الكاتب أن المحرمين فقط هم المذكورين في الآيات لكان من حق أبوه من الرضاعة أن يتزوج أخته التى لم ترضع من زوجته التى هى أم الراضع فما حرم من الزواج يحرم من الرضاعة
فالاخوة تثبت حتى في الاخوة من الأب والأم بدون الرضاعة كمن ماتت أمه أو طلقت أو مرضت فالعلة إذا هى :
الأمومة والأبوة وليس الرضاعة
المصيبة أيضا هو لأنه طبقا لذلك فالراضع يحق له الزواج من أخت أم من الرضاعة وهى خالته لأنها لم ترضعه ويحق له الزواج من جدته وهى أم الراضعة لأنها لم ترضعه كما قصر الأمر على من رضعوا في مقاله فقط
وتحدث عن أسباب التحريم كما تحدث عن أسباب التحريم في الأمومة حيث قال :
الحكمة من التحريم:
1 بيولوجيًا:
- الطفلان اللذان يرضعان من نفس المرأة يتشاركان نفس اللبن الذي يدخل في بناء جسديهما هذا يجعل العلاقة بينهما شبيهة بعلاقة الأخوة البيولوجية
2 وجدانيًا:
- الطفلان اللذان يرضعان معًا ينشآن في نفس البيئة العاطفية الأم المرضعة تعطي حنانها وحبها لهما بالتساوي،مما يجعل العلاقة بينهما علاقة أخوة حقيقية
3 اجتماعيًا:
- تحريم الأخوة من الرضاعة يمنع أي اضطراب نفسي أو اجتماعي
قد ينشأ إذا تحولت هذه العلاقة الأخوية إلى علاقة زواج"
ولو أخذنا بقول البناء الجسدى لكان المعنى أن من رضعوا من بقرة أو جاموسة واحدة سيكونون اخوة بسبب أنهما رضعوا نفس اللبن ولكن هذا لا يثبت اخوة كما لا يثبت لبن المرضعة الاخوة وإنما من يثبتها هو :
الأمومة بسبب الحنان والرعاية
وكرر الكاتب نفس ما قاله بكلام أخر حيث قال :
" بلاغة النص:
- لاحظ كيف قال الله: "وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ"
لم يقل: "وبنات المرضعة"، لأن التحريم مشروط بمشاركة الرضاعة،
وليس مجرد الانتماء البيولوجي
أمثلة توضيحية:
1 إذا رضع طفل ذكر وطفلة أنثى من نفس المرأة
خلال نفس الفترة يصبحان إخوة من الرضاعة، ويحرم عليهما الزواج
2 إذا كان هناك اختلاف زمني كبير بين رضاعتهما، مثل أن يرضع
أحدهما في عام والآخر بعد سنوات، فلا يصبحان إخوة من الرضاعة
3 بنات المرضعة اللواتي لم يرضعن مع الطفل:
لماذا لم يتحرمن؟
من روعة التشريع القرآني أنه لم يحرّم جميع بنات المرضعة،
بل قصر التحريم على الأخوات من الرضاعة
بنات المرضعة اللواتي لم يرضعن مع الطفل لا يدخلن في التحريم
الحكمة في ذلك:
- البنات اللواتي لم يرضعن مع الطفل لم تتكون بينهن وبينه رابطة
وجدانية أو بيولوجية العلاقة بين الطفل والمرضعة لم تمتد لتشملهن
مثال توضيحي:
- إذا أرضعت امرأة طفلًا ذكرًا، ولديها بنت لم ترضع معه
(بسبب فارق عمري أو لأي سبب آخر)، فإن هذه البنت ليست أخته
من الرضاعة، ويجوز له الزواج بها"
وكما سبق القول الاخوة تثبت للكل فبسبب واحد رضع يكون العشرات أخوة لا فرق بين من رضع او من لم يرضع لأن الثبوت بالرضاعة لواحد معناه أنه ثبت لاخوته من الزواج بالاخوة وثبت من اخوة الراضع بالزواج الاخوة لبقية اخوته
وأنكر الرجل أن تكون الرضاعة العرضية واحدة لا تنشىء تحريم حيث قال :
4 الرضاعة العرضية: لا تُنشئ التحريم
قال الله تعالى: "وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ"
التحريم مرتبط بالرضاعة المشتركة التي تُنشئ علاقة وجدانية
أما الرضاعة العرضية (مثل رضعة واحدة) فلا تُنشئ مثل هذه العلاقة
مثال عملي:
- إذا أرضعت امرأة طفلًا مرة واحدة فقط بشكل عابر،
فإن هذا الطفل لا يصبح ابنًا لها من الرضاعة، ولا يتحقق التحريم
الحكمة الإلهية من التشريع:
1 بيولوجيًا:
- اللبن الذي يُغذي الطفلين من نفس المرضعة يُنشئ بينهما رابطة شبيهة بالأخوة، لأنهما يتشاركان نفس المصدر الغذائي الذي يُكوّن جسديهما
2 وجدانيًا:
- الرضاعة تُنشئ علاقة من الحنان والمشاركة بين الطفلين، مما يجعل الزواج بينهما غير مناسب نفسيًا وعاطفيًا
3 اجتماعيًا:
- هذا التشريع يحمي الأسرة من أي اضطراب نفسي أو اجتماعي قد ينشأ إذا تم الزواج بين أخوة الرضاعة"
وإنكاره هذا يتناقض مع اثباته الاخوة من الرضاعة فلم يحدد الله عدد الرضعات وكلمة الرضاعة مفتوحة لا يمكن القول أنها واحدة أو أكثر