الحرص في دين الله

الحرص في دين الله

الحرص في دين الله
الحرص في المعنى الشائع بين الناس هو :
البخل وهذا المعنى الشائع لا وجود له في كتاب الله حيث وردت فيه ألفاظ قليلة من الجذر حرص وهى :
حرص النبى(ص) على هداية الناس:
أخبر الله رسوله (ص)أن أكثر الناس ولو حرص ليسوا بمؤمنين والمقصود :
أن معظم البشر لو كرر الدعوة لهم لهدايتهم فهم ليسوا بمصدقين لوحى الله لكونهم مكذبين به بإصرارهم على اتباع غير الله
وفى المعنى قال سبحانه :
" وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين"
وأخبر الله رسوله (ص)أنه إن يحرص على هداهم والمقصود:
إن يرد بإلحاح اسلام الناس وبكلمات أخرى إن يرغب فى طاعتهم لوحى الله فعليه أن يعلم أن الله لا يهدى من يضل والمقصود :
لا يرشد من يكفر وهو :
من يصر على تكذيب الوحى
وفى المعنى قال سبحانه :
"إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدى من يضل"
حرص الأزواج على العدل بين الزوجات مستحيل:
أخبر الله المؤمنين أنهم لا يستطيعون والمقصود :
لا يقدرون على العدل بين الزوجات والمقصود القسط بين الزوجات فى كل أمر من المعاملات بينهم حتى ولو حرصوا والمقصود:
حتى أحبوا القسط بينهن وبكلمات أخرى حتى لو أرادوا
إذا العدل بين الزوجات أمر مستحيل ولكن ما هو في قدرة البشر عدم الظلم لذا نهى الله المؤمنين عن أن يميلوا كل الميل والمقصود:
أن يبتعدوا عن احدى الزوجات بعدا كليا حتى لا يذروها كالمعلقة والمقصود حتى لا يجعلوها كالمرفوعة وهى التى ليست زوجة وليست عزباء وإنما زوجة بعقد الزواج دون أن تكون زوجة بالفعل لأن الرجل لا يجامعها وإنما ينفق عليها فقط
وفى المعنى قال سبحانه :
"ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل"
حرص النبى(ص) على المؤمنين:
أخبر الله الخلق أنهم جاءهم رسول من أنفسهم والمقصود أنهم أتاهم نبى من وسطهم والمقصود من نوعهم البشرى وهو عزيز عليه ما عنتم والمقصود كبيره عنده الذى عصيتم وبكلمات أخرى الإسلام أعظم لديه من أديانهم الضالة وهو الذى كذبوا به وهو حريص على المؤمنين وهو خائف علي المسلمين من عقاب الله والمقصود بالمؤمنين رءوف رحيم والمعنى :
للمسلمين مفيد نافع
وفى المعنى قال سبحانه :
"لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم "
حرص اليهود والمشركين على الحياة:
أخبر الله رسوله (ص)أن اليهود والذين أشركوا وهم أهل كل دين من أديان الكفر أحرص الناس على حياة والمقصود أحفظ الناس فى اتخاذ الطرق التى تمنع موتهم في ظنهم فهم يعملون على الحفاظ على حياتهم بكل السبل والمقصود ولتعرفن اليهود والذين عصوا وحى الله أحفظ الخلق لذواتهم
وفى المعنى قال سبحانه :
"ولتجدنهم أحرص الناس على حياة "
وأهل الفقه استعملوا اللفظ في موضوعات نادرة منها :
الشجاج فيقال أن أقلها هو :
الحارصة وهى :
الشجة التى فتحت الجلد دون أن ينزل منه دم
ويسمونها أيضا :
القاشرة
ولخفتها أوكلها للقاضى أو للمجلس العرفى الذى يسمونه حكومة عدل يحكم فيها بما شاء والمعتاد هو :
دفع ثمن علاجها حتى تشفى
وفى تفسير قوله سبحانه :
" يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث "
قيل التالى :
" وقيل في قوله تعالى : في ظلمات ثلاث هي الحرصيان والغرس والبطن ، قال : والحرصيان باطن جلد البطن ، والغرس ما يكون فيه الولد ; وقال في قول الطرماح :
وقد ضمرت حتى انطوى ذو ثلاثها إلى أبهري درماء شعب السناسن
قال : ذو ثلاثها أراد الحرصيان والغرس والبطن . وقال ابن السكيت : الحرصيان جلدة حمراء بين الجلد الأعلى واللحم تقشر بعد السلخ . قال ابن سيده : والحرصيان قشرة رقيقة بين الجلد واللحم يقشرها القصاب بعد السلخ ، وجمعها حرصيانات ولا يكسر ، وقيل في قوله ذو ثلاثها في بيت الطرماح : عنى به بطنها ، والثلاث : الحرصيان والرحم والسابياء"
والحرصيان هو عند اللغويين :
باطن جلد أو جلدة حمراء بين الجلد الأعلى واللحم تقشر بعد السلخ أو قشرة رقيقة بين الجلد واللحم
ولا يهمنا التسميات فالظلمات الثلاث هى :
الرحم الحامى الداخلى أو الظلام الأول والعضل المحيط به هو الظلام الثانى وجلد البطن هو الظلام الثالث

ونجد الاستعمال الشائع هو :
أن الحرص هو البخل حيث ان الحريص أو الحريصة يعملون بكل السبل على الحفاظ على المال بكل الطرق الممكنة والتى أهمها في رأيهم :
حرمان النفس والأهل من المال الحلال الآتى بملذات العيش مع الاكتفاء بمقدار يجعل الإنسان حيا فقط
الأكل من أموال الناس إن قدروا حفاظا على مالهم وقد اخترع البعض منهم اختراعات في ذلك ليبقى على ماله منها :
أن يذهب كل يوم إلى بيت واحد من بيوت أقاربه أو بيوت أصحابه أو من يعلم به من الأعراس وحفلات الولادة أو موائد الرحمان في شهر رمضان أو غيرها من أنواع الطعام المجانية
وبالأكل في الخارج بنفسه أو مع أسرته يكون قد أبقى ماله كما هو وأكل من أموال الناس
ونجد من موضوعات الحرص :
حرص المرأة على نفسها
وهذا الحرص ينصرف في الأذهان إلى نوعين :
الأول :
الحفاظ على العرض بمعنى :
ان تصون المرأة نفسها عن الزنى وعن التواجد في أى مكان تكون فيه شبهة تنقص من قدرها
وهو تنفيذ للنهى في قوله سبحانه :
" ولا تقربوا الزنى "
الثانى :
الحفاظ على الجسم بمعنى :
أن تقوم المرأة برعاية جسدها صحيا ليظل جمالها كما هو كما تظن هى في نفسها وهو على صنفين :
الصنف الأول:
الحفاظ على الجمال من أجل نيل اعجاب الرجال ومن ثم هى تهتم من خلال أمور كالتالية :
الاستحمام كلما أمكن
جعلها قدميها ناعمة
ارتداء ملابس متعددة تغرى الرجال
وضع العطور
وضع أدوات الزينة
وضع المكملات الجمالية كما يسمونها
إلانة القول للرجال
وهذا هو ما يدخلها في محبات الفاحشة والتى توعدهن الله هم ومحبى الفاحشة وناشريها من الرجال بالعذاب الدنيوى والأخروى حيث قال سبحانه :
"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ولولا فضل الله عليكم ورحمته وإن الله رءوف رحيم"
الصنف الثانى :
الحفاظ على الجمال من أجل زوجها أو من أجل حياتها بلا أمراض وهو
الأمر الذى يجب أن تصنعه النساء
وهذا الصنف هو من طاعة أمر الله حتى لا يطمع فيهن من في قلبه مرض
والكثير من نسوة اليوم يعصين الله من خلال ما يفعلنه عند الخروج من البيوت وهو ليس حفاظا على النفس من الزنى ولا حفاظا عليها من نشر الفاحشة ومن ثم تجد الواحدة منهن تفعل التالى :
تستحم قبل الخروج وتضع العطر وتضع ادوات التجميل التى نجح الكفار في نشرها في مجتمعاتنا مع أنها كلها تدخل في الاستجابة لقول الشيطان الذى حكاه الله حيث قال :
" ولآمرنهن فليغيرن خلق الله "
والكارثة أن أدوات التجميل - والتى تجلب الأضرار الجسدية نتيجة المداومة على استعمالها وتجعل المرأة قبيحة المنظر عند زوجها عندما تكبر إن لم تضعها لأنها تجفف الجلد وتمنعه من التنفس -لأنها تمثل عبء وثقل على الاقتصاد لأنها تكلف المليارات كثمن لها كما تكلف المليارات في علاج آثارها على الجلد فيما بعد من خلال عمليات التجميل التى تعالج الخلل الذى تحدثه تلك الأدوات