مملكة خواطر العشاق

مملكة خواطر العشاق (https://www.khawatiraleishaq.com/vb/index.php)
-   للمواضيع العامه (https://www.khawatiraleishaq.com/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   رواية سارة سقطة العقاد الكبرى (https://www.khawatiraleishaq.com/vb/showthread.php?t=3087)

عطيه الدماطى 13 - 3 - 2025 05:32 PM

رواية سارة سقطة العقاد الكبرى
 
رواية سارة سقطة العقاد الكبرى
الرواية الوحيدة التى كتبها العقاد فى شبابه والتى أتخيل أننى قرأتها فى بداية سن البلوغ وبدت لى كما أتخيل رواية فظة من التفلسف فى ذلك الزمن الذى لا أتذكره لأنى الآن أتخيل أن أناس ماتوا ومشيت فى جنازاتهم أو قدمت واجب العزاء فيهم ثم يتضح لى فيما بعد أنهم أحياء وأننى قد أصبت بالنسيان ودخلت مرحلة أرذل العمر
إن كان تخيلى صحيح فقد كان ذلك من مكتبة خالى الأستاذ على شعبان رحمه الله خال ابن خالى أنس( حسن ) هندى رحمه الله فقد كانوا يريدون بناء البيت وتم نقل مكتبة الرجل إلى دار خالى وقد كان فى عمان أو السعودية فى تلك الأيام فى اعارة أيام كانت هناك إعارات للمعلمين
رواية العقاد سارة حملتها من الشبكة العنكبوتية منذ يومين وقرأتها مرة أخرى فاتضح لى أن هذه الرواية هى سقطة العقاد الكبرى وربما لم يعد لتأليف الروايات فيما بعد ولكنه كرر طباعتها مرات قليلة مما يدل على انه اعتبرها عيب من عيوبه
محمود عباس العقاد واحد من أدباء العصر وهو واحد من أكثر ممن قرأت لهم كتب وهو صاحب أسلوب خاص فى الكتابة وربما يعتبر واحد من أنجح الكتاب المعاصرين فى كتابة الحجج على ما يقول وله أخطاء وكلنا لنا أخطائنا فيما نكتب وهى ناتجة فى الغالب من تصديقنا لروايات التاريخ المزور
لماذا أقول إنها السقطة الكبرى له ؟
إن الرواية تدور حول زان وزانية يكرران زناهما مرارا وتكرارا كما يكرران خصامها وابتعادهما عن بعضهما البعض مرارا وتكرارا
بالطبع الرواية لا تقول الحقيقة العارية التى قلتها فى السطرين السابقين بل هى تتحدث عن حبيبين أو قل عاشقين يتنافران ويتجاذبان طوال الرواية وفى النهاية يقرر الزانى وهو العاشق ليس التوبة من الزنى ولكن التوقف عن مقابلة الزانية نهائيا لأنه اكتشف أنها تخونه مع غيره عن طريق المراقبة من قبل صديقه أمين الذى كلفه بمراقبتها مع انها اعترفت له من قبل أنها كانت تزنى مع غيره وأنها فى أثناء فترة من فترات افتراقهما مارست الزنى النسائى امرأة مع امرأة وأنها عاشرت رجالا ولكنه كان يسامحها نظرا لاعترافاتها له
السقطة الكبرى أن العقاد يتكلم عن الحب والعشق والنفور بين الاثنين متناسيا تماما أن المرأة متزوجة ويصف العلاقة وهو يستخدم كلمة العلاقة بدلا من الزنى بالحب والعشق وغير هذا متجاهلا تماما أن المرأة خائنة لله وخائنة لزوجها
تناسى العاشقان كما تناسى المؤلف وصف العلاقة بالزنى والخيانة الزوجية لأنه يذكر فى عدة مواضع زواجها منها :
" قصت عليه مرة قصة صديق لزوجها أرسله إليها وسطاء الخير ليسفر فى الصلح بينها وبينه قالت فهل تدرى ما صنع إنه جاء يغازلنى وينفخ فى جمرة الغضب بينى وبين زوجى ثم قالت ما أكذب الصداقة فى هذه الدنيا "ص95
وكل ما صنعه العقاد فى الرواية هو :
وصف المرأة بأنها امرأة وثنية فى الحب وهى ليست الوثنية المحرمة فى رأيه لأنها كانت قبل تكليف الإنسان كما زعم فى مواضع فى الرواية
ويبدو أن العقاد فى تلك الفترة كان واقعا تحت تأثير الداروينية التاريخية والفلسفة العدمية وكعادته حاول التفلسف فى مواضع عدة من الرواية
بالطبع هناك وجهة نظر نقدية تقول :
أن الرواية كتبت نتيجة فشل العقاد فى حبه لمى زيادة وهى امرأة كانت تكتب القصص والمقالات وتفتح أبواب بيتها للعقاد وأمثاله من المثقفين وكلهم طمع فى زواجها رغم اختلاف الديانات ورغم كون الأكثرية من أولئك المثقفين توصف بكونها إسلامية الكتابة كالرافعى والعقاد وهو ما نفاه العقاد فى مقدمة الرواية فى احدى الطبعات المتاخرة ردا على من قال أنها صليبية أو نصرانية او ملحدة
المرأة هى الأخرى تنازعتها العواطف بين الكل ولكنها آثرت حب جبران خليل جبران ومع هذا انتهى بها المطاف إلى المصحات النفسية نتيجة هذا التنازع والحب الفاشل بين الكل والذى يذكرنا بقصيدة الأعشى :
عُلَّقتُها عَرَضاً وَعُلَّقَت رَجُلاً
غَيري وَعُلَّقَ أُخرى غَيرَها الرَجُلُ
وَعَلَّقَتهُ فَتاةٌ ما يُحاوِلُها
مِن أَهلِها مَيِّتٌ يَهذي بِها وَهِلُ
وَعُلِّقَتني أُخَيرى ما تُلائِمُني
فَاِجتَمَعَ الحُبَّ حُبّاً كُلُّهُ تَبِلُ
فَكُلُّنا مُغرَمٌ يَهذي بِصاحِبِهِ
ناءٍ وَدانٍ وَمَحبولٌ وَمُحتَبِلُ
فى المقدمة اعتبر العقاد القصة تجربة نفسية حيث قال "نويت ان أكتب سارة لأنها تجربة نفسية يجب أن تكتب فى يوم من الأيام "ص3
بالطبع العقاد فى حكايته لا يصف الزنى والخيانة بما هو عادة عند أى مسلم ينفر منه ويبتعد عنه وإنما هو يزينه من خلال استخدام ألفاظ تذكرنا بتسمية الخمر مشروبا روحيا مثل :
الحياة الغرامية فى قوله :
" وموعد اللقاء كانت محور حياتهما الغرامية وهل كانت لهما من حياة وفى ذلك الحين غير الحياة الغرامية "ص11
وهو يصف الزانية العاهرة بأنها سيدة من طراز خاص حيث قال :
"ولكنها ليست سيدة كسائر السيدات ولا زائرة كسائر زائرات المجالس العامة اللواتى تقع بيننا وبينهن هذه التكاليف إن هذه القيود لا حساب لها فى العلاقات التى انطلقت من جميع القيود "ص22
وهو وصف يجعل الفاسدات مكان المصلحات
ونجد العقاد يعترف اعترافا ضمنيا بأنه زنى كبقية كل رجال العالم فلا يوجد أحد من الرجال إلا وقد مارس الخطيئة مع خاطئة وهو قوله :
" وأمامك الناس جميعا فأسألهم واحدا واحدا كم مرة يهتم هذه وكم مرة سمعتم هؤلاء وأنا الضمين لك ان فى تاريخ كل إنسان مرة واحدة على الأقل يقع فيها لهذه الفتنة ولم يسمع معها لحكمة الحكماء ولا لشىء من الأشياء "ص53
وهنا اعتراف صريح يذكرنا بقولة تنسب لنابليون عن ان كل رجل يعرف أمه بينما لا يعرف اباه لأن كل النساء خائنات
وهذا الاعتراف منه تكذيب لنفى الله زنى يوسف(ص) بقوله "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء"وتكذيب لنفى الله زنى مريم بقوله " وطهرك "والأنبياء(ص) ومعهم كثرة المسلمين لم يرتكبوا تلك الجريمة فى حياتهم صحيح أنه ورد فى مخيلة الكل ولكنه لم يتحقق فى الواقع إلا مع قلة قليلة تابت منه من المسلمين
ونجد العقاد يميع الزنى وهو ما سماه الحب والعشق ويجعله خارج كل الأحكام والشرائع فى قوله :
" هنا قضية لا تلمح فيها قاضيا حتى تراه جانيا وتراه فريسة وتراه مقضيا عليه فلا حكم ولا براهين ولا شريعة بل حادث من حوادث القدر ينقض كما تنقض الصاعقة أو يشتعل كما تشتعل النار" ص78
وحاول فى موضع أخر التماس العذر للخائنة بأنها كالوثنية قبل مجىء الرسالات حيث قال :
" وعاشت بعد ذلك تنظر إلى خطايا الأديان نظرة المرأة الوثنية التى نشأت قبل أن ينشا الأنبياء فهى ليست كالمتدينة التى خامرها الشك فى دينها ولكنها كالمرأة التى لم تتدين قط ولا قبل لها بالتدين عن نزعة طبيعية فيها لا عن بحث ونقاش واطلاع "ص87
بالطبع يتناسى العقاد الدين متعمدا أن أدم (ص) أول البشر كان نبيا وكان لديه رسالة تحرم الزنى وربما كان فى تلك الفترة يعتنق النظرية الداروينية التاريخية التى تقوم على تطور البشر من البدائية المزعومة حيث التعرى وصيد الحيوانات والتقاط الثمار والعيش كالحيوانات فى الجماع ومعاشرة الكل ثم التطور للرعى ثم للزراعة ثم الصناعة وهى نظرية تعارض كون الإنسان الأول كان عالما كما قال سبحانه :
" وعلم آدم ألأسماء كلها "
كما تعارض وجود اللباس على البشر من أول البشرية كما قال سبحانه " قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا"
ويحاول العقاد التماس الأعذار للزانية العاهرة بكل السبل الممكنة معلنا حيرة طبيب الأخلاق وطبيب الأبدان فى سارة فلا يقدر على إدانتها لأنها تركيبة مختلفة كما يزعم فى الفقرة التالية:
" ويحار طبيب الأخلاق كما يحار طبيب الأبدان فى ايواء هذا المزاج إلى مأواه من الصحة والداء لإمن كانت كذلك فى نزعاتها وخلجاتها أتكون فى راى الطب امرأة سليمة مستقيمة على سواء الطبيعة إن الإغراق يستلزم الزيغ والاختلاف فى التركيب ولكن أى اختلال عسى ان يكون فى تركيب الجسم الذى يندمل جرحه بعد يوم ويقضى النهار والليل فى صبارة الشتاء بلباس الصيف لا يدرى ما الزكام كل اختلال يجاوز هذه المناعة هو اختلال عجيب الجوار عميق القرار "ص97
وهو طوال الحكاية يلتمس لها عذرا فهو لا يصف زناها وخيانتها بالخيانة وإنما بالجموح وهو يرجع غوايتها ليس إليها ولكن إلى زواجها من رجل لا يوافقها حيث قال :
" أكبر الظن أن الفتاة على ما بها من جموح وشطط كانت وشيكة أن تستقيم وتتزن لو رزقت زوجا يوائم شوقها إلى الرجولة ويغلق عليها منافذ الغواية ولكنها خابت فى الزواج فشقيت ولجت بها الشقاوة حين كفرت بصداقة الصديقات ومؤاساة الشقيقات فعاشت فى عالم قد أقفر من جنس حواء إلا أن تكون منافسة مريبة أو عاذلة رقيبة ولم يبق فيه إلا رجال "ص97
بالطبع المرأة مثل سارة يمكن لها أن تتطلق أو تفتدى نفسها أى تخلع نفسها لكى تكون مستقيمة ولكن لأنها كافرة فهى تصر على الزنى مع كل من هب ودب حتى أنها زنت مع النساء فيما حكاه العقاد
وحاول العقاد المرة تلو الأخرى التماس العذر لها فها هو يجعل أصحاب الوجوه المتنوعة صادقين بينما ذو الوجهين فقط هو الكاذب حيث يقول :
"ذو الوجهين فى كل وجه من وجهيه كذب وطلاء وذوه الوجوه المنوعة السمات المعددة الملامح المفرقة المعانى رواية صادق الخبر يرينا كل يوم بينة جديدة على صدقه ولونا جديدا من تمامه ونقصه ونفسا جديدة فى تعبير جديد "ص98
وتلك المقدمة كانت لإعلان العاهرة الخائنة صديقة حيث قال :
" وسارة كانت من ذوات الملامح والوجوه اللواتى لا يطالعنك بمنظر واحد فى محضرين متواليين تراها مرة فأنت مع طفلة لاهية .. وقد تراها فى يومها فأنت مع عجوز ماكرة ...ص100
ويستمر العقاد فى التماس الأعذار ويصفها بالذكاء الوقاد وليس بالغباء لأنها تعصى الله كما يعود إلى اتهام الزوج بدلا من اتهامها حيث قال :
"بيد أنه ادرك مما سمع أنها طفلة فقدت رحمة الأمومة ونمت وهى لا تعرف إلا جماح الحيوية العارمة التى لا تمسكها هداية أم ولا تقوى على حبسها التقاليد الضعاف مع ذلك الذكاء الوقاد الذى لا تخفى عليه خافية الموانع والمحظورات وأنها لو سيقت إلى زوج يملأ عينيها ويحقق معنى الرجولة فى رأيها لاستقرت بعض الاستقرار وقنعت بعض القنوع ولكنها أخطأ حظها فى الزواج وبرمت بفراغ قلبها فلم تعذر الدنيا والتمست لقلبها وحده جميع الأعذار "ص117
ويستمر العقاد فى التماس العذر للعاهرة حيث يعقد مقارنة بينها وبين حبيبة همام الأولى هند المتمسكة بأحكام دينها والتى يصفها بالقيود بدلا من وصفها بالعدل والحق حيث قال :
"فإذا كانت سارة قد خلقت وثنية فى ساحة الطبيعة فهند خلقت راهبة فى دير من غير حاجة إلى الدير تلك مشغولة بأن تحطم من القيود أكثر ما استطاعت وهذ مشغولة بأن تصوغ حولها أكثر ما استطاعت من قيود ثم توشيها بطلاء الذهب وترصعها بفرائد الذهب "ص142
وفى سبيل تبرئة العاهرة يحاول تناسى الأعراف والاصطلاحات حيث قال :
" ولو نسينا العرف والاصطلاح لحار الإنسان أيهما أقوم فى السجايا والأخلاق ولكن الذى لا ريب فيه ولا حيرة فيه أن سارة ارجح وأصلح قبل أن ينزل التكليف على أبناء آدم وحواء وأن هندا أرجح وأصلح حيثما نزل تكليف أى تكليف "ص143
ونجد الرجل يصر على ما قلناه مسبقا من التاريخية التطورية قبل التكليف وبعد التكليف فلا يوجد شىء اسمه قبل التكليف فالإنسان الأول هو وزوجه كانا فى الجنة مكلفين بالأكل من كل الأشجار إلا شجرة واحدة حرمت عليهما ومن ثم لا يوجد ناس قبل التكليف لأن الإنسان مكلف من بدايته وهو ما يحاول العقاد نفيه هنا وفى موضع سبق ذكره
ونجد العقاد يعبر عن ثقافة سارة الغربية الواسعة ليغطى على فسادها حيث قال:
" ولقد أكبرته كثيرا وهى تقرأ له أسفار النوابغ من اساطين الأقدمين وفحول المحدثين الغربيين وهو يعقب على ما يسمع بكلمة هنا وكلمة هناك ويناقش بها ما يبدو أنه حقيق بالمناقشة وليست هى من الجهل بحيث يخفى عليها سداد مناقشاته .... وليست هى من العلم بحيث تفهم ان نوابع العرب كائنة ما كانت اقدارهم وبالغا ما بلغ صيتهم واشتهارهم خاضعون للنقد قابلون للتشريح والتصحيح بل هى نشأت نشأتها الأولى على تقديس هؤلاء النوابغ والعلو بهم إلى مرتبة العصمة والتأليه فإذا بدهتها الملاحظة ولم تجهل سداها فغرت فاها الصغير وحملقت بعينيها الواسعتين كما تفعل الطفلة "ص133
وقال :
" ولكن ماذا تقرأ إن شئت فلا مانع من بيرون وشوبنهور على شريطة أن يوصيها بقراءتهما رجل يفهمها "ص 92
والموضع الوحيد الذى نجد فيه العقاد يعبر عن خوف الفرد -من ارتكاب جريمة الزنى دون أن يذكرها صراحة - مستغفرا الله رغم أنه مقبل عليه فى القول التالى :
" وبعد جهد جهيد صرح وهو يستغفر ويتلعثم بانه يتمنى على الله أن اسمح له بقبلة "ص32
وينطبق على العقاد فى حكايته هذا إن كانت تعبر عن جزء من حياته فى مرحلة شبابه القول :
حبك الشىء يعمى ويصم فالعقاد يدافع بكل السبل الممكنة عن الزانية العاهرة وهو أمر لا يمكن قبوله فى أى دين يحرم الزنى
بالطبع لا يقتصر هذا الدفاع عما سبق ولكننا نجده يستخدم ألفاظ الخيانة فى غير موضعها فبدلا من أن يصف المرأة بالخيانة الزوجية نجده من خلال كلامه عن همام الخائن هو الأخر لزوج المرأة
يتحدث عن كون سارة خائنة لحبه وعشقه لها كما فى الفقرات التالية :
" وإذا كان بعض الشكوك فى العشق من وساوس الأوهام فمما لا نزاع فيه ان العاشق أصدق الناس فى شكوكه "ص 29
" لقد اعترفت له بعلاقتين سابقتين احداهما متينة مستحكمة طويلة والأخرى هوجاء حامية سريعة وإحداهما مع كهل يقارب الأربعين والأخرى مع فتى فى نحو الخامسة والعشرين واحداهما صيدت فيها ولكن على غير كره منها والأخرى كانت هى فيها الصائدة وهى التى نصبت الشباك "ص30
" أتفضل لست أتفضل ولكنى أزورك لألتمس الغفران هل فى وسعك أن تمثل دور الكاهن فى الديانة المسيحية
قال أخشى أن يكون دورك إذن هو الخاطئة
قالت هو ذاك"ص33
" فما هو إلا موعد أو موعدان حتى أحس كما يحس كل رجل يفهم طباع المرأة التى يهواها أنها لم تحافظ على وفائها ولم تعصم جسدها أيام الغياب "ص42و43
"وهل أحرص عليك يا ملعونة إلا لهذه الحذلقة متى علمت ربا من أرباب الأساطير غفر الزلات لشريكة قلبه إنهم يغفرون للمخلوقات التى تخون المخلوقات من أمثالها اما الخيانة العظمى فأين هم الأرباب الذين يغفرونها "ص52
" ولقد خطر لهمام فى تلك اللحظة ووسوس له الهوى أن ينزل بتلك المرأة الماثلة أمام إلى حيث ينسى خيانتها ولا يذكر إلا متعتها "ص54
"وليس أمين بالصديق الذى ينسى فى مشكلة من قبيلها لأنه يؤمن بالواجبات الشعورية أشد من إيمانه بجميع الواجبات الإنسانية وهو ذو اريحية ومروءة وصدق لسان وصراحة شيمة ويحسب أن خيانة الصديق فى العشق لا تقل عن الخيانة فى أقدس الحرمات وبينه وبين المطاردة والاقتناص هذا الخلق المستقيم الجميل وشىء أخر غير مستقيم ولا جميل وهو أسنان عوجاء مثرمة ووجه كثير التجاعيد والغضون"ص61
"لأنها تحب الرجل أريحيا ذا نخوة وحماسة وطموح إلى عظائم الآمال والرغائب وتصديق بالوفاء والفداء "ص94
"فلا يفتأ يعاوده أبدا بهذا السؤال :
أليس من الجائز أنها وفت لك فى أيام عشرتها واستحقت وفاءك لها وصيانتك إياها وغيرتك عليها ؟ أليس من الجائز أنها يئست منك فزلت بعد الفراق؟"ص 162
وفى الرواية نجد العقاد يتكلم كلاما ملىء بالغموض كثيرا حيث أن عادته هى الاستطراد والاسهاب فى العديد من المواضع فنجده مثلا يصف سارة بكونه أنثى ونصف حيث قال :
"استغرقتها الأنوثة فليس فيها إلا انوثة ولعلها أنثى ونصف أنثى لأنها أكثر من امرأة واحدة فى فضائل الجنس وعيوبه لا لأنها أضعف من امرأة واحدة "ص 86
وهو كلام لا يخرج من عقل وصفه البعض بالجبار ولكن لكل جواد كبوات وليس كبوة فيبدو هنا وقد ذهب عقله
ونجده يقول لنا أن سارة معروفة وغير معروفة وهو يعرف أنه يذكرنا بغموض التصوف حيث قال :
"من هى سارة ؟... هى شىء يعرف ولا يعرف أتتكلم بلسان الصوفية كلا بل بلسان العرف المقرر والمشاهدات اليومية فإن سارة بنت من بنات الواقع الحى الملموس وبنات الواقع هن اللواتى نعرفهم جيدا ولا نعرفهن جيدا ولو كانت من بنات الخيال لما بقى شىء منها مجهول ..هى جميلة لا مراء .."ص84
ونجده يستخدم العلوم فى تعبيراته كقانون الجذب المتساوى والذى يعبر عنه فى الميكانيكا بقانون نيوتن الثالث لكل قوة فعل قوة رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه فيقول فى حيرة همام :
" وكان صاحبنا المشدود بين حبلين يجذبه كلاهما جذبا عنيفا بمقدار واحد وقوة واحدة فلا إلى اليمين ولا إلى اليسار ولا إلى البراءة ولا إلى الاتهام بل يتساوى جانب البراءة وجانب الاتهام فلا تنهض الحجة هنا حتى تنهض الحجة هناك ولا تبطل التهمة فى هذا الجانب حتى تبطل التبرئة من ذلك الجانب وهكذا إلى غير نهاية وإلى غير راحة ولا استقرار"ص28
ونجد تفلسفه يطغى عليه فى الفقرة التالية حيث قال :
" مواجهة الحقيقة من أصعب المصاعب فى هذه الدنيا أولا لأننا فى الغالب لا نعرف ما هى الحقيقة وثانيا لأننا فى الغالب لا نحب أن نعرفها إلا مضطرين حين نيأس من قدرتنا على جهلها...وثالثا لأننا إذا عرفناها فهى فى الغالب أيضا أنها تكلفنا تغيير عادة من العادات وليس أصعب على النفس من تغيير ما اعتادت ... "ص37
نلاحظ فى الفقرة تعبيرات فى الغالب ولا نعرف وإذا عرفناها وهى تعبيرات فلسفية لا تزيد الأمر إلا غموضا
كما نلاحظ أنه يستخدم تعبيرات جديدة تستعمل فى العمل السينمائى والمسرحى حيث يقول معبرا عن مصير همام :
" وكلما حان موعد ذهبا إليه كما يذهب الممثل إلى حضور تجربة جديدة بعد ان فشلت تجربته السابقة ولابد له من الذهاب ولا سرور له فى القعود والاحجام والتسليم بينه وبين ضميره أن الذهاب لا يفيد "ص 38
كما نراه يتفلسف فى تفسير انتظار العاشق حيث يقول :
"ولا يزال فى مرقبه نهبا لهذا الوسواس لمحة بعد لمحة كأن الزمن قد استحال إلى اجزاء تعد بالملايين ملايين الملايين لا بستين دقيقة فى الساعة وستين ثانية فى الدقيقة وكلما تقدم جزء من هذه الملايين تضاعف الوجل وتفاقم الحذر ....وبعد مليون أخر ثم مليون ثم مليون تقترب ثم تقترب فإذا هى الساعة الخامسة بالدقيقة والثانية"ص 39
ونجد التفلسف فى الفقرة التالية حيث يفترض افتراضات عن الحوادث عن اتيانها مجتمعة او إتيانها فردية حيث يقول:
"ترى لو رأينا الحادثة وعاقبتها أو الحوادث وعواقبها دفعة واحدة هل تكون كلها فاجعة كما نراها فى حياتنا أو تكون كلها خفيفة مسلية كما نراها بعد فواتها وهل يكون اجتماع الحوادث بمثابة الفاجعة تضيفها الفاجعة فلا تقوى النفس على احتمالها أو تكون بمثابة الشىء يلغيه ما بعده فيطفىء بردها حرها ويذهب قيظها بشتائها سواء كان هذا أو ذاك يخطىء من يظن أن عبرة الايام تعلمنا الاستخفاف بالحاضر كما نستخف بالماضى فإنما هى تعلمنا الاستخفاف بالمآسى ولا زيادة "ص 67\
وكلام الحكواتى المفيد يستخدمه من خلال أقوال أبطاله وليس أن يكون كلامه هو مباشرة وكانه يشرح درس فلسفى للتلاميذ لأن هذا الكلام يقطع سياق الأحداث التى يحكيها
وعبر عدة صفحات نجده يتكلم عن الصور كلاما كثيرا اختصرناه بفقرة منه وهى كلام خارج السياق ككل تلك الصفحات وهى :
" فلولا أننا نعلم أن نابليون إيطالى من شعبة إيطالية لقلنا إن الصورة كاذبة ...فالصورة إذن أصدق من جميع الصور التى تخفيت فيها ملامح الإيطالية .. وجمال الدين الأفغانى يختلف المترجمون فيه هل هو من الفرس أو من الأفغان ولكن صورة من صوره ... وتقول فيه أصدق مقال إن هذا الوجه لأفغانى ولو ولد فى البلاد الفارسية "ص99
وكل هذا الكلام عن أن صورة واحدة من بين العشرات أو المئات تعبر عن حقيقة الشخص فيما لا يعبر الباقى عنها وكل هذا ليقول لنا أن لسارة صورة تعبر عن حقيقتها وهو قوله حيث قال :
"لها صورة إلى جانب سرير لو نحيت عنها السرير جانبا لمثلت راهبة متخشعة تهم بالصلاة أو ضحية من ضحايا الآلهة تساق إلى محراب القربان"ص101
والعقاد همه فى الرواية هى ابعاد صورة المرأة الخائنة الزانية مع كل من تقابله عن القارىء ليجعل منها امرأة مغلوبة على أمرها ذات أخلاق حميدة
ونجد التفلسف فى حديثه عن إرادة حواء وبناتها معلنا جهله حيث قال :
" حواء أخرجت من جنة وبناتها كل يوم يخرجن من جنات فهل المرأة ضرة الجنة تغار منها غيرة الضرائر ؟ لا ندرى ولكنها هى المرأة أبدا لا تريد للرجل أن ينعم بغير نعيمها أو يسعد بغير سعادتها " ص 128
ونجد التفلسف الذى يزيدنا جهلا فى سبب حب الرجل للمرأة حيث قال :
" ومن الحق أن نذكر هنا أن الرجل يعشق الأنثى فى مبدأ الأمر لأنها امرأة بعينها امرأة بصفاتها الشخصية وخلالها التى تتميز بها بين سائر النساء ولكنه إذا أوغل فى عشقها وانغمس فيه أحبها لأنها المرأة كلها أو المرأة التى تتمثل فيها الأنوثة بحذافيرها وتجتمع فيها صفات حواء وجميع بناتها "ص137
وأيضا فى قوله :
" إذا ميز الرجل المرأة بين جميع النساء فذلك هو الحب إذا أصبح النساء جميعا لا يغنين الرجل ما تغنيه امرأة واحدة فذلك هو الحب "ص139
ونجده يزيدنا حيرة فى فهم المرأة فهو لا يعرف أو يعرف شعورها حيث قال :
" إذ المعهود فى المرأة أنها تشعر ولا تفهم شعورها أو أنها تفهمه ولا تعمد إلى الصراحة فيه أو انها تعمد إلى الصراحة ولكن لا تحسن التعبير"ص88
ومن سهوات وهى أخطاء العقاد فى الرواية أيضا :
العنصرية فهو يصف الأسود اللون بالزنجى الكاذب الذى يكذب كذبة تقصم الظهور حيث قال :
"وثانيهما وأخطرهما سهوات الذكاء التى اشتهر بها أمين ويا لها من سهوات فهى كعيب ذلك الزنجى الذى يكذب فى السنة أكذوبة واحدة وفى هذه الكذوبة الواحدة قاصمة الظهور " ص61
وهو كلام يعتبرونه فى هذه الفترة عيب يسمى التنمر وهو كلام يتعارض مع كتبه فيما بعد عن المساواة فى الإسلام
لعن ما لا يلعن فالمفترض أن الملعون هو واحد فقط وهو الإنسان ولكنه يلعن الأرقام حيث قال :
"فإن الأرقام الملعونة تآمرت عليه مع المتأمرين وأبت أن تقرىء لا من اليمين ولا من الشمال ولا من الأعلى ولا من الأسفل "ص64
بالطبع نجد لهذا القول متكأ وهو لعن شجرة التين فى العهد الجديد على لسان يسوع ولكنه ليس دليلا على صحة اللعن
بالطبع نجح العقاد فى وصف المشاعر ولحظات جذب المرأة عشيقها للزنى كما نجح فى تسلسل الأحداث ولكنه فشل فى منع نفسه من التفلسف والاستطراد فيه لكى يعبر عن أرائه الشخصية
وكل هذا الفشل لا يقاس بتلك السقطة وهى تزيين الفاحشة للناس من خلال معظم الرواية


الساعة الآن 10:23 AM

vbulletin
new notificatio by 9adq_ala7sas