الكشف فى دين الله
الله كاشف الضر:
أخبر الله رسوله (ص)أنه إن يمسسه الله بضر والمقصود إن يمسه أذى فلا كاشف له إلا هو والمقصود لا مبعد للأذى سوى الله وفى المعنى قال سبحانه :
"وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو "
كشف السوء:
استخبر الرسول(ص) :أمن يجيب المضطر إذا دعاه والمقصود هل من يسمع المضرور إذا ناداه ويكشف السوء والمقصود ويبعد وبلفظ أخر يزيل الأذى ؟
وفى المعنى قال سبحانه :
"أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء "
كشف الله المدعو :
أمر الله رسوله (ص)أن يقول للكفار :بل إياه تدعون والمقصود إنما من الله تطلبون كشف الضرر فيكشف ما تدعون إليه إن شاء والمقصود فيبعد الذى تطلبون منه إبعاده إن أراد وفى المعنى قال سبحانه :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء "
كشف الضر عن الإنسان :
أخبرنا الله أن الإنسان إذا مسه الضر والمقصود إذا أصابه الأذى دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما والمقصود نادانا وهو راقد على جهة منه أو وهو جالس أو وهو واقف مكانه أو وهو ماشى أو طالبا ابعاد الشر عنه فلما كشفنا عنه ضره والمقصود فلما أزلنا عنه الأذى مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه والمقصود عاش حياته كأنه لم يطلب منا منع شر أصابه من قبل وفى المعنى قال سبحانه :
"وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه "
كشف الضرر عن الناس:
أخبر الرسول(ص) الخلق: أن ما بهم من نعمة وهو الخير خالقها الله وإذا مسكم الضر والمقصود إذا أصابكم بأذى منه فإليه تجأرون والمقصود فإياه تدعون ثم إذا كشف الضر عنكم والمقصود ثم إذا أبعد الشر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون والمقصود إذا طائفة منكم بدين الله يكفرون وفى المعنى قال سبحانه :
"وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون "
آلهة الكفار لا تملك كشف الضر عنهم:
أمر الله رسوله(ص)أن يقول للكفرة :ادعوا الذين زعمتم من دونه والمقصود اطلبوا من الذين اتبعتم من سواه فلا يملكون كشف الضر عنكم والمقصود فلا يقدرون على إبعاد الشر عنكم ولا تحويلا والمقصود فلا يقدرون على تغيير الشر إلى خير وفى المعنى قال سبحانه :
"قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا "
الآلهة المزعومة ليسوا كاشفات ضر الله:
امر الله رسوله(ص) أن يقول للكفار :أفرأيتم ما تدعون من دون الله والمقصود أعلمتم الذى تعبدون من عير الله إن أرادنى الله بضر والمقصود إن أصابنى الخالق بأذى هل هن كاشفات ضره والمقصود هل هن مانعات أذاه أو أرادنى برحمة والمقصود أو مسنى بخير هل هن ممسكات رحمته والمقصود هل هن مزيلات خيره ؟
وفى المعنى قال سبحانه :
" قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادنى الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادنى برحمة هل هن ممسكات رحمته "
اللج بعد كشف الضر:
أخبر الله رسوله (ص)أنه لو رحم الكافرين والمقصود لو أفاد الظلمة عن طريق كشف ما بهم من ضر والمقصود ابعاد الذى مسهم من أذى فالنتيجة أنهم لجوا فى طغيانهم يعمهون والمقصود ظلوا فى كفرهم يسيرون وبلفظ أخر يتبعون كفرهم وفى المعنى قال سبحانه :
"ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا فى طغيانهم يعمهون "
قوم فرعون يطلبون كشف الضر:
أخبرنا الله أن آل فرعون لما وقع عليهم الرجز والمقصود لما أصابهم العقاب وهو الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم قالوا لموسى(ص):
يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك والمقصود يا موسى(ص)اطلب من خالقك بما قال لك:لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك والمقصود لئن أبعدت عنا العقاب لنصدقن بدينك ولنرسلن معك بنى إسرائيل والمقصود ولنتركن أولاد يعقوب(ص)يرحلون معك وفى المعنى قال سبحانه :
"ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بنى إسرائيل "
كشف الرجز عن قوم فرعون:
أخبرنا الله أنه لما كشف الرجز والمقصود لما أبعد العقاب عن قوم فرعون إلى أجل هم بالغوه والمقصود إلى وقت هم احياء فيه وهو يوم ابعاد العقاب إذا هم ينكثون والمقصود يخالفون وعدهم بالإيمان بدين موسى(ص)وترك بنى إسرائيل يرحلون معه وفى المعنى قال سبحانه :
"فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون "
كشف العذاب عن قوم فرعون :
أخبر الله رسوله (ص)أن قوم فرعون قالوا لموسى (ص):
يا أيه الساحر والمقصود يا مخادع ادع لنا ربك والمقصود اطلب من خالقك يرفع عنا الرجز وهو العقاب بما عهد عندك والمقصود بما قال لك لإزالة العقاب إننا لمهتدون والمقصود إننا لمؤمنون بدينك فدعانا موسى (ص) فلما كشفنا عنهم العذاب والمقصود لما أزلنا عنهم العذاب فإذا هم ينكثون والمقصود ينقضون قولهم بالايمان بدين الله وفى المعنى قال سبحانه :
"وقالوا يا أيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون "
كشف ملكة سبأ عن ساقيها:
أخبر الله رسوله (ص)أن سليمان(ص)قال لملكة سبأ :
ادخلى الصرح والمقصود اطلعى إلى المبنى فلما رأته والمقصود لما شاهدت الصرح حسبته لجة والمقصود اعتقدت أن المبنى ماء لذا كشفت عن ساقيها والمقصود حسرت ملابسها عن رجليها فظهرت سيقانها وفى المعنى قال سبحانه :
"قيل لها ادخلى الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها "
كشف ضر أيوب(ص):
أخبرنا الله أن أيوب (ص)نادى ربه والمقصود دعا خالقه حيث قال :ربى أنى مسنى الضر والمقصود خالقى إنى أصابنى المرض وهو وأنت أرحم الراحمين أى وأنت أحسن المعطين فاكشفه وأخبرنا أنه استجاب له فكشف ما به من ضر والمقصود فشفاه من الذى به من مرض وفى المعنى قال سبحانه :
"وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر "
كشف العذاب عن قوم يونس (ص):
أخبر الله أن كل اصحاب القرى لم يؤمنوا برسالة الله إلآ قرية واحدة وهى قرية والمقصود بلدة يونس (ص) ولذلك لما آمنوا والمقصود صدقوا وحى الله كشف الله عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا والمقصود أبعد الله عنهم عقاب الذل فى المعيشة الأولى ومتعهم إلى حين والمقصود ومنحهم الخيرات إلى موعد وفاتهم وفى المعنى قال سبحانه :
"فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما أمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين "
ربنا اكشف عنا العذاب:
أخبر الله رسوله (ص)أن الناس فى شك يلعبون والمقصود بالكفر يتمتعون وامره أن يرتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين والمقصود أن ينتظر زمنا يجىء السحاب فيه ببخار ضار يغشى الناس والمقصود يصيب الخلق بالأذى وهذا هو العذاب الأليم وهو العقاب الشديد والدخان حدث فى عهد النبى (ص)فى مكة فدعا كفار مكة ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون والمقصود إلهنا لبعدعنا الضرر إنا مصدقون بوحيك وفى المعنى قال سبحانه :
"فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون "
كشف الغطاء:
أخبرنا الله أن الملائكة تقول للكافر فى يوم القيامة :
لقد كنت فى غفلة من هذا والمقصود لقد كنت فى كفر بالبعث والعقاب فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد والمقصود فأبعدنا عنك حجاب الكفر فنفسك اليوم حاكمة عليك بما ترى من عملك وفى المعنى قال سبحانه :
"لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد "
الكشف عن ساق:
أخبر الله الناس أن الجزاء يوم يكشف عن ساق والمقصود يوم يرى كل واحد كتاب عمله حيث يرى أعماله وفى المعنى قال سبحانه :
"يوم يكشف عن ساق "
كشف العذاب قليلا:
أخبر الله الخلق أنه كاشف العذاب قليلا والمقصود مانع الضرر عن الناس وقتا قصيرا لأنهم عائدون والمقصود راجعون إلى الحياة بعد الموت يوم نبطش البطشة الكبرى والمقصود يوم نعذب العذاب الشديد إنا منتقمون والمقصود محدثون لعذابنا وفى المعنى قال سبحانه :
"إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون "
الأزفة ليس لها كاشفة:
أخبر الله الخلق أن الأزفة أزفت والمقصود أن القيامة حدثت والمقصود فى موعدها ليس لها من دون الله كاشفة والمقصود ليس لها من دون الخالق مخفية والمقصود مانعة تمنعها من الحدوث .
وفى المعنى قال سبحانه :
"أزفت الأزفة ليس لها من دون الله كاشفة "
وأما في الفقه فقد تناول أهل الفقه كشف العورة واختلفوا كما هى العادة إلا في الصلاة فقد حرموا كشف العورة إلا في الصلاة وأما خارجها فقد اختلفوا فمثلا أباحوا كشف الإماء وهن العبدات شعورهن ورقابهن في الطرقات وغير من الأماكن العامة للتفرقة بين الحرات وإلإماء وهو كلام معارض لكتاب الله لأن الخطاب في الآية لكل المؤمنات كما قال تعالى :
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"
فالآية لم تفرق بين نساء المؤمنين وليس فيها ذكر لحرات أو عبدات كما زعم الزاعمون
واما كشف العورة كاملة أو كشف العورة المغلظة فهى مباحة في البيوت في غرفة الزوجية كما قال سبحانه:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ"
ويجوز كشفها في الضرورات وهى :
تنظيف الأطفال من البول والبراز
تحميم وهو اغتسال الأطفال
تنظيف وتحميم العجزة عن الحركة من الناس
تنظيف وتحميم الأقارب في مرحلة أرذل العمر كالأب والأم والأخ والأخت والجد والجدة لأنهم ينسون ما تعلموه عن تنظيف انفسهم وعن اغتسالهم كما انهم يصابون بعدم التحكم في البول والبراز لأنهم ينتكسون إلى الطفولة المبكرة كما قال سبحانه :
" ومن نعمره ننكسه في الخلق "
وفى كشف العورات للأقارب قال سبحانه :
"وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ"
ومن الموضوعات البعيدة حكاية كشف الحجب أو كشف الحاجب عند الصوفية كما في القول المنسوب لرابعة العدوية :
و أما الذى أنت اهل له فكشفك للحجب لحد أراكا
وهو بيت كاذب فالله لا يرى ولن يرى كما قال لموسى(ص) :
" لن ترانى "
وكلام الله غير ممكن من خلال كشف الحجاب وهو الرؤية المباشرة وإنما يكون من وراء حجاب كما قال سبحانه:
"وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ"