![]() |
العته فى دين الله
العته فى دين الله
العته فى المعنى المعروف بين الناس هو : الجنون فعندما يقول أحدهم لغيره : أنت معتوه فالمقصود أنه مجنون والكلمة لم تذكر فى كتاب الله هى والكلمات المشتقة منها والمذكور فى كتاب الله هو : كلمة مجنون وكلمة جنة بالطبع اللغويون وأهل الفقهاء وحتى ما يسمى حاليا بالطب النفسى أدخلونا فى متاهات التفرقة بين العته والجنون وبين وجود أنواع مختلفة من الجنون اخترعوها نجد فى اللغة العته : "نقص العقل من غير جنون أو دهش، والمعتوه المدهوش من غير مس أو جنون" بالطبع لا يوجد وسط بين العقل والجنون فالفرد إما عاقل وإما مجنون ولا يوجد واحد فى الحالة الوسط كما قال أهل الفقه فى تعريفهم الاصطلاحى : " آفة ناشئة عن الذات، توجب خللا في العقل، ويصير صاحبه مختلط العقل، فيشبه بعض كلامه كلام العقلاء، وبعضه كلام المجانين " بالطبع من يحسب أن المجنون مجنون فى كل الأمور مخطىء لأنه لو كان كذلك لمات على الفور فهو لن يشرب ولن يأكل ولن ينام ...مخالفا الناس ولكننا نجده يأكل ويشرب وينام ويفعل أفعال أخرى لا تخالف الناس الجنون وهو السفه حسب آية أموال اليتامى هو : عدم القدرة على التصرف فى المال كبقية الناس العقلاء فهو قد ينفقه كله مرة واحدة أو يشترى به ما لا يحتاجه اأ يحرقه أو أى شىء من التصرفات التى تقضى على المال ولذا منع الله عن السفهاء وهم الأطفال اليتامى الأموال حتى يعرفوا كيفية التصرف الصحيح بها وفى المعنى قال سبحانه : "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم" بالطبع البعض قد يقول أن هناك تصرفات يفعلها المجانين كالتعرى والتبول والتبرز فى الطرقات وهذه التصرفات سبق وأن فعلها من يملكون العقول ولا يستعملونها كقوم لوط(ص) الذين كانوا يسيرون عراة ويفعلون الفاحشة فى الطريق وفى مجالسهم أمام بعضهم البعض ولو كانوا هؤلاء مجانين لتعريهم وفعلهم الفاحشة فى الأماكن العامة ما أدخلهم الله النار وما أصابهم بالعقاب قبل موتهم كما قال سبحانه : "ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون فى ناديكم المنكر" وقال : "إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون" وفى عصرنا الحالى أنشأ الملاحدة من رجال الأعمال مدن وشواطىء العراة ومع هذا لديهم شركات ووظائف يعملون بها ويكسبون منها المال فالتعرى فى الأماكن العامة ليس سمة من سمات الجنون الذى يسمونه العقلى وعلى الإنسان أن يتساءل: هل الإنسان الذى يعبد الحجر ويدور حوله مدعيا أنه ربه وانه معبوده عاقل أم الإنسان الكبير الذى يلعب فى الطين ويعمل أشكال منه ثم يهدمها بيديه ؟ بالطبع المجنون عند البشر هو الكبير الذى يلعب بالطين ويهدمه وأما عابد الأصنام فليس بمجنون عندهم لأنه يعمل وينفق على نفسه وأهله ومن ثم هناك تشابهات كثيرة بين الجنون وبين أفعال العقلاء ولكن الجنون فى كتاب الله متعلق بالمال ومن يراجع الروايات سيجد وجهة النظر الشائعة وهى روايات كاذبة لم تحدث فمثلا رواية اعتراف ماعز بالزنى نجد فيها أنه منسوب للنبى (ص) أنه يسأل ماعز : أبك جنون ؟ فالقائل وهو ليس النبى(ص) يسأل من يعتقد أنه مجنون لاعترافه بالزنى : أبك جنون ؟ فهنا من نشروا المعتقدات الخاطئة جعلوا من الجنون : اعتراف الفرد بجريمته ومن ثم الرواية تقول لكتاب الله أنت كاذب لأنه يطلب منا الاعتراف بذنوبنا والتوبة منها كما قال سبحانه : "وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وأخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم" وقال أيضا: "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروه لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون" وبناء على تعبيرات البعض اكتشفنا أن الجنون والحمق والعته والخبل والهبل يعنون أمور مختلفا وعليه قالوا فى التشابه بين الخبل والعته : "الخبل والعته يشتركان في معنى وهو نقصان العقل في كل منهما " وفى الفرق التشابه بين العته والحمق قالوا : "والحمق والعته يشتركان في فساد العقل وسوء التصرف" وفى علم النفس وما شابه نجد أنواع مختلف كجنون العظمة وجنون الطفولة وجنون الشيخوخة وجنون الهلوسة وجنون الشك ... وعلم النفس فيما يبدو بنى فى غالبه على تبرئة الناس من ذنوبهم كالمتكبر فى جنون العظمة والشاك فى زوجته أنها خائنة أو الشاك فى فلان أنه لص أو بنى على اتهام المخالف بالهلوسة كمن يؤمنون بوجود المخلوقات الفضائية أو الاتصال بالجن وهناك مدارس نفسية تنفى عن الإنسان المسئولية تماما من خلال تحكم ما أسموه اللاشعور فى الإنسان وللأسف فإن بعض المحامين فى كل دولة يعتمدون فى دفاعاتهم عن بعض القتلة على حكاية اتهام القاتل بالجنون لكى يدخلونه المصحات أو يمنعون عنه حكم الاعدام بالطبع الجنون هو جنون واحد وهو المتعلق بالتصرفات المخالفة فى الأمور المالية بالطبع فى كتاب الله العته وهو الجنون يطلق على مخالفة دين الإنسان لقومه ولذا نجد قريش قالت عن خاتم النبيين (ص) : " معلم مجنون " وهى تهمة اتهمت بها كل الأقوام الكافرة رسلها كما قال سبحانه : "كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون" ومن ثم لا يعتبر الاختلاف فى الدين جنون من الجنون من المقصود به الجنون فى التصرف المالى العته وهو السفه فى التصرف المالى هو : المقصود فى كتاب الله بالجنون ومن ثم لا يمكن وصف أى فرد بالجنون لقيامه بأفعال ما تختلف عن أفعال المجموع المعتوه إذا هو المجنون وهو غير مكلف ولكن نجد المعتوه فى المجتمعات المختلفة قد يقلد التصرفات العادية للناس فتجده يصلى كما يصلى أهله وتجده يلعب الرياضات كغيره وقد يتعلم أيضا كغيره القراءة والكتابة وأما الصور التى رسمتها المجتمعات للمجانين فهى صورة خاطئة فنجد الصورة الغالبة هى : رجل أو امرأة ثائر أى منكوش الشعر وهى صورة ليست دليلا على الجنون فهناك صور لمن يسمونهم أعظم العقليات فى عصرنا كآينشاتين وسلفادور دالى بالشعور الثائرة رجل أو امرأة ثيابهم قذرة واحيانا مقطعة وأقدام حافية وأيدى عليها تراكمات من القذارة وبالطبع ساهمت حكايات الجواسيس والمخبرين والمجرمين فى فعل ذلك أيضا للتخفى على عدم معرفة الحقيقة ومن مصائب عصرنا أن المتفوقين علميا ووظيفيا نجدهم يهملون أنفسهم وثيابهم ومن أواخرهم عالم فيزياء نووية عراقى وجده بملابس قذرة فى الشوارع رجل أو امرأة يتكلمون دون أن يكون معهم أحد يكلمونه وهو ما يسمى الهذيان وعلى هذا كل من يضعون السماعات فى آذانهم والهواتف فى جيوبهم ويتكلمون وهم يمشون او يتحركون كلهم مجانين وعن تجربة مع أحدهم كان يتكلم كلاما لا يقوله إلا علماء الاقتصاد العقلاء ومع هذا كان يسمى معتوها مع أنه كان يعمل وينفق على نفسه ومن الذكريات أيضا أن أحدهم كان متفوقا فى دراسته وكان الناس يعتقدون أنه مجنون لأنه يظل يمشى بالساعات وهو يتكلم مرددا المناهج الدراسية وكنا ونحن أطفال نعتقد أنه مجنون وأنه يسير خلف الشمس بقيت كلمة وهى : أن المجتمعات هى من تصنع مجانينها فى الغالب وهم فى الغالب يكونون بتعبيرنا من أطيب خلق الله فنحن نستغل طيبة الفرد خاصة المعاق وأنه لا يرد الاساءات فنسلط عليه العيال لكى يقولون عنه أنه مجنون أو مخبول أو ألفاظ أخرى وبالفعل يتقوقع الكثير من هؤلاء داخل بيوتهم أو نفوسهم ويرفضون التعامل مع المجتمع ومن ثن تطلق عليهم المجتمعات المعاتيه أو المجانين والحقيقة أن تلك المجتمعات هى المجنونة بمعنى الكافرة وليس هؤلاء هم المعاتيه. |
الساعة الآن 01:36 PM |
vbulletin
new notificatio by 9adq_ala7sas