![]() |
الوليمة فى دين الله
الوليمة فى دين الله الوليمة فى المعنى المعروف طعام يصنع فى العرس وهى تطلق على كل طعام يصنع بسبب معروف أو سبب مجهول ويطلق على الوليمة الدعوة إلى الطعام كما يطلق على المأدبة وكلها هو : طلب الداع من البعض الأكل عنده سواء كانت العندية فى بيته أو فى مكان ما من المطاعم المعروفة على اختلاف اٍمائها وفى العرف العام أصبحت الوليمة هى : العزومة وهى أن تطلب من أحدهم أن يأـكل من طعامك لم يذكر لفظ الوليمة فى كتاب الله والشىء الوحيد المذكور عن معناها هو : دعوة الرسول(ص) بعض المؤمنين الأكل فى بيته وفيها قال سبحانه: "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب" وأحكام الوليمة هى : الول الدعوة للطعام الثانى عدم انتظار نضج الطعام وهذا معناه الحضور عند وقت وضع الطعام الثالث الانصراف بعد الأكل مباشرة الرابع عدم اتخاذ بيت الداعى مجلس للحديث الخامس عدم الدخول على نساء البيت السادس طلب الطعام أو الشراب أو المناشف أو غسل الأيدى من نساء البيت يكون من خلف الأبواب المغلقة بالطبع الوليمة فى كتب الفقه بمعنى طعام العرس استغرقت فى كتب الفقه عشرات الصفحات فقد فرع أهل الفقه عن الوليمة تفريعات متعددة اختلفوا فيها منها : أولا حكم الوليمة : اختلف القوم فى الحكم ما بين قائل بكونها : مندوبة مستحبة لأنه لا يوجد فى رأيهم فرض غير الزكاة فى المال اعتماد على الرواية المنسوبة للنبى(ص): " ليس في المال حق سوى الزكاة " وما بين قائل بأنها واجبة وقد اعتمدوا فى ذلك على رواية أخرى منسوبة إلى النبى(ص) كذبا وهى : "أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أثر صفرة فقال له: مهيم - أي ما الخبر؟ - قال: تزوجت امرأة من الأنصار. فقال: أولم ولو بشاة " ورغم أن كلمة أولم أمر فإن البعض اعتبرها ندب والبعض اعتبرها فرض وفى رواية أخرى أن نكاح العلم لابد فيه من دخان والمقصود : روائح الطهى بناء على رواية تقول : "أن النبي صلى الله عليه وسلم مر هو وأصحابه ببني زريق فسمعوا غناء ولعبا، فقال: ما هذا؟ فقالوا: نكاح فلان يا رسول الله، فقال: كمل دينه، هذا النكاح لا السفاح، ولا نكاح السر حتى يسمع دف أو يرى دخان ." بالطبع لا وجود لاستحباب ولا لفرض فى العرس فيما نسميه الوليمة لأنه بصراحة خراب بيوت للكثير من الناس فهم يستدينون لاطعام الناس لآنهم لا يملكون مالا لاطعام المئات ومن معه مال له أن يطعم الناس وأما أن يكلف المحتاج نفسه لاطعام الأهل والأجيران والأصحاب كلهم مرة واحدة فهذا يدخل ضمن قوله سبحانه : "ولا تبذر تبذيرا " وقوله : " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " فالاستدانة لاطعام الغير فى يوم مخصوص ارتماء فى تهلكة الدين الذى لا يمكن رده أو يمكن رده بعد سنوات وهناك فعل جميل ولكنه يكون فى طعام المأتم والمفروض أن يكون فى طعام العرس وهو أن الجيران والأقارب يقومون بإرسال الطعام لبيت الميت لكى يأكل أهل الميت ومن حضروا من سفر عندهم وأرى أن هذا الفعل هو المفترض فى العرس أيضا وليس اهلاك العريس أو أهله فى طعام لا يملكون ثمنه إجابة الدعوة إلى الوليمة: اختلف أهل الفقه فى اجابة دعوة الوليمة فالبعض أوجبها على من دعى إليها بناء على روايات مثل : "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها ، وفي لفظ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم إليها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: شر الطعام طعام الوليمة، يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء، ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله " الثاني: الإجابة إلى الوليمة سنة وليست بواجبة الثالث: الإجابة إلى الوليمة فرض كفاية، فإذا أجاب ممن دعي من تقع به الكفاية سقط وجوبها عن الباقين وإلا حرجوا أجمعين واجابة الدعوة للطعام هى على حسب حال الداعى فإن كان الداعى غنيا يملك المال فهذا لا حرج فى اجابة دعوته لأنه لن يستدين لاطعام الناس لأنهم يملك فائض من المال وأما إن كان محتاجا وسوف يستدين أو يضيق على أهله بقية الشهر لكى يطعم الناس فاجابة دعوته محرمة لأنها تساعده على تبذير المال واضراره نفسه وأهله والحديث هنا هو عن ولائم اللحوم والحلويات وأما إن كان من باب الجودة بالموجودة فيجب اجابة الداعى فى الله وهذا ما أوجبه الله بقوله : "لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها" فكل واحد ينفق على قدر ما عنده والاستدانة أو التضييق على الأهل ليس انفاق على القدر وإنما تبذير يعنى كفر من قام به ثالثا ما تتحقق به الاجابة : والرأى عند أهل الفقه أن الصائم صوما مفروضا لا يفطر سواء كان صوم رمضان أو كفارة وقول اهل الفقه هو بناء على روايات مثل : "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائما فليصل، وإن كان مفطرا فليطعم وعن عبيد الله بن أبي يزيد قال: " دعا أبي عبد الله بن عمر، فأتاه، فجلس ووضع الطعام، فمد عبد الله بن عمر يده وقال: خذوا بسم الله، وقبض عبد الله يده وقال: إني صائم " وأما من صام تطوعا فيستحب فطره وقول القوم بناء على رواية : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في دعوة ومعه جماعة، فقال رجل من القوم: إني صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعاكم أخوكم وتكلف لكم، ثم قال له: افطر وصم مكانه صم يوما إن شئت " بالطبع يحرم عمل الولائم فى نهار رمضان لأنها دعوة صريحة إلى عصيان الله بالفطر ومن غليه صوم كفارة بدأه عليه أن يخبر الداعى بأنه لن يحيب دعوته لأن اجابة الدعوة إضرار به لأن الفطر يقطع تتابع صوم الكفارة والذى أوجبه الله حيث قال : " شهرين متتابعين " الخلاصة أن إجابة الدعوة هى على حسب ظروف كل إنسان وحاله فهى ليست واجبة رابعا الشروط المعتبرة في مكان الدعوة: وقد اعتمد أهل الفقه شروطا متعددة وهى: أن لا يكون في الدعوة من يتأذى به المدعو أو عدو له أن لا يكون هناك منكر أن لا يوجد صورة أن لا يوجد كلب أن لا يكون هناك كثرة زحام أن لا يكون باب مكان الوليمة مغلقا أن لا يكون مكان الوليمة بعيدا أن لا توجد نساء يشرفن على المدعوين أن لا يكون بمكان الدعوة اختلاط النساء بالرجال وهذه الشروط المعتبر فيها هو عدم عصيان حكم الله وهو وجود منكر فى المكان كطعام مثل لحم الخنزير والخمور أو راقصات وملابس عارية أو تدخين أيا كان سجائر أو معسل او حشيش ..أو اختلاط نسائى رجالى يؤدى للاحتكاك والتحرش وللأسف الشديد فإن أعراسنا الحالية معظمها إن لم يكن كلها عصيان لله والسبب الجامع هو ملابس النساء وتبرجهن خامسا الشروط المعتبرة في الداعي: اشترط أهل الفقه فى الداعى وهو صاحب الوليمة التالى : كون الداعي مطلق التصرف كون الداعي مسلما أن لا يكون الداعي فاسقا أن لا يكون غالب مال الداعي من حرام أن لا يكون الداعي طالبا للمباهاة أن لا يكون الداعي امرأة غير محرم أن لا يكون الداعي قد خص بالدعوة الأغنياء بالطبع فى تلك الشروط ما يعارض كتاب الله فالداعى ليس شرطا أن يكون مسلما لأن الله أحل طعام أهل الكتاب ومن ثم يمكن اجابة دعوتهم كما قال سبحانه : "وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم" وأما حكاية أصل مال الداعى وفسقه فهذا كلام ظنى لأن ما يثبت به حرمة المال والفسق فى الإسلام هو : صدور أحكام قضائية ضد الداعى وفى تلك الحالة فى الغالي سيقتل لفسقه أو سيأخذ ماله الحرام وتقطع يديه وطالما لم يصدر حكم بذلك فهو برىء من المال الحرام ومن الفسق وأما حكاية كون المرأة غير محرم فهذا ليس سبب لحرمة اجابة الدعوة فطالما هناك نساء ورجال والأبواب مفتوحة فى المكان والرجال والنساء كل فى جانب فتلبية الدعوة مستحبة سادسا الشروط المعتبرة في المدعو: اشترط أهل الفقه فى المدعو للطعام التالى : العقل والبلوغ الحرية الإسلام أن لا يوجد عذر معتبر شرعا أن لا يسبق الداعي غيره أن لا يكون المدعو قاضيا وهذه الشروط بعضها مخالف لكتاب الله كحكاية العقل والبلوغ والتى معناها أن يترك الناس أطفالهم غير العقلاء فى البيوت وحدهم لكى يضروا أنفسهم فالأكل صفة لكل الناس بعد الرضاعة وهو كلام يخالف أن اليتيم وهو طفل غير عاقل يطعم كما فى قوله سبحانه : " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما " وأما حكاية الحرية فهى تفرقة تحرم المحتاج وهو العبد والأمة الذين بحاجة للأكل والشرب منهم وتدعو من لديهم المال والطعام والشرب وهو ما يعارض نفس الاية السابقة فى الأسير وهو ما يكون فى الغالب عندهم عبدا كما قال سبحانه : " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا" وأما حكاية أن دعوة القاضى تعتبر رشوة أو لها تأثير على القضاء فهى أمر يخالف كتاب الله فى كونه مسلم عادى يجوز له ما لأى مسلم كما ولذا قال سبحانه : "يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين وإن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وأن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا" فالعدل مطلوب من كل المسلمين وليس من القاضى وحده فى الآية سابعا الشروط المعتبرة في الوليمة نفسها: اعتبر أهل الفقه فى الوليمة نفسها شروطا هى : كون الوليمة في اليوم الأول وقت الوليمة والمقصود به ألا تكون فى وقت محرم كوقت نهار رمضان أو وقت اضطرارى كرعاية مريض أو حضور جنازة قريب تعدد الوليمة والمقصود وجود عدة ولائم فى وقت واحد أو فى مكان واحد أقل ما يجزئ في الوليمة وهو أقل ما يأكله المدعو فوات الوليمة والمقصود ضياع وقت الوليمة التى تمتد فى رأيهم ما بين الثلاثة فى عرس الثيب وسبعة فى عرس البكر وهو كلام لا يمكن للمسلمين تنفيذ فى أعراسهم لكوه اسراف وتبذير وجنون لا يمكن أن يفرضه الله العادل بالطبع يكون وقت الطعام مباح وهو يوم واحد ويوجد فيه طعام يكفى الواحد وتكون الوليمة واحدة وليست متعددة إلا ان يكون هناك جانب للرجال وجانب للنساء |
الساعة الآن 03:37 AM |
vbulletin
new notificatio by 9adq_ala7sas