مملكة خواطر العشاق

مملكة خواطر العشاق (https://www.khawatiraleishaq.com/vb/index.php)
-   للمواضيع العامه (https://www.khawatiraleishaq.com/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   الخل في دين الله (https://www.khawatiraleishaq.com/vb/showthread.php?t=3115)

عطيه الدماطى 12 - 4 - 2025 08:40 PM

الخل في دين الله
 
الخل في دين الله
الخل هو تحول الخمر من مادة مسكرة إلى مادة غير مسكرة وما يطلق عليه الخل حاليا هو :
سائل مطهر يستخدم في القضاء على الجراثيم في الخضروات الخضراء عند غسلها كما يضاف إلى بعض الأطعمة
وقد تذوقته مرة على أنه ماء من الثلاجة حيث أنه يشبه الماء الموضوع في الزجاجات فوجدته مادة لاذعة حارقة تحرق الفم
في الروايات نجد رواية تقول :
"كُنْتُ جَالِسًا في دَارِي، فَمَرَّ بي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأشَارَ إلَيَّ، فَقُمْتُ إلَيْهِ، فأخَذَ بيَدِي، فَانْطَلَقْنَا حتَّى أَتَى بَعْضَ حُجَرِ نِسَائِهِ، فَدَخَلَ ثُمَّ أَذِنَ لِي، فَدَخَلْتُ الحِجَابَ عَلَيْهَا، فَقالَ: هلْ مِن غَدَاءٍ؟ فَقالوا: نَعَمْ، فَأُتِيَ بثَلَاثَةِ أَقْرِصَةٍ، فَوُضِعْنَ علَى نَبِيٍّ، فأخَذَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قُرْصًا، فَوَضَعَهُ بيْنَ يَدَيْهِ، وَأَخَذَ قُرْصًا آخَرَ، فَوَضَعَهُ بيْنَ يَدَيَّ، ثُمَّ أَخَذَ الثَّالِثَ، فَكَسَرَهُ باثْنَيْنِ، فَجَعَلَ نِصْفَهُ بيْنَ يَدَيْهِ، وَنِصْفَهُ بيْنَ يَدَيَّ، ثُمَّ قالَ: هلْ مِن أُدُمٍ؟ قالوا: لا، إلَّا شَيءٌ مِن خَلٍّ، قالَ: هَاتُوهُ؛ فَنِعْمَ الأُدُمُ هُوَ." رواه مسلم
وعَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ قَالَتْ :
"دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ ؟ فَقُلْتُ : لَا ، إِلَّا كِسَرٌ يَابِسَةٌ وَخَلٌّ .
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَرِّبِيهِ ، فَمَا أَقْفَرَ بَيْتٌ مِنْ أُدْمٍ فِيهِ خَلٌّ".
رواه الترمذي
حديث أُم سَعْدٍ ، قَالَتْ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ ، وَأَنَا عِنْدَهَا ، فَقَالَ : هَلْ مِنْ غَدَاءٍ ؟ قَالَتْ : عِنْدَنَا خُبْزٌ ، وَتَمْرٌ ، وَخَلٌّ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي الْخَلِّ ، فَإِنَّهُ كَانَ إِدَامَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي ، وَلَمْ يَفْتَقِرْ بَيْتٌ فِيهِ خَلٌّ "رواه ابن ماجه
والمستفاد من تلك الروايات هو أنه غمس الخبز في السائل وهو الخل مسميا إياه إداما
والإدام في كتب اللغة هو السوائل التى تطرى الخبز الجاف
ونرجع إلى الخل ويقولون أن أصله كله عملية التخمر تخمر مواد نباتية وتحول المادة إلى خل يكون عن طرق هى :
الأول :
تخلل الخمر دون أى معالجة بشرية حيث تتحول الخمور إلى خل
الثانى :
نقل الخمر من الشمس إلى الظل أو من الظل إلى الشمس
الثالث :
التصنيع بدون المرور بمرحلة التخمر حيث يتم تركيب الخل بنسب معينة من مواد مختلفة وللأسف لابد أن يكون منها مادة متخمرة بنسبة قليلة
الرابع:
التخليل باضافة مواد مفسدة للخمر وهو المسكر عن طريق القاء بصل أو ملح أو غيره في الخمر
وقد اختلف أهل الفقه في تخليل الخمر وهو تحويلها فنجد أنهم انقسموا إلى فرق هى :
الأولى:
تحرم تحويل الخمر إلى حب
وهم يعتمدون في رأيهم على رواية وجوب إلقاء الخمور على الأرض وهى
حديث أبي طلحة:
" أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أيتام ورثوا خمرا فقال: أهرقها، قال: أفلا أجعلها خلا؟ قال: لا"
الثانية أباحت تحويل الخمر إلى خمر وهم يعتمدون في رأيهم على روايات نعم الإدام الخل مثل :
"حديث أُم سَعْدٍ ، قَالَتْ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ ، وَأَنَا عِنْدَهَا ، فَقَالَ : هَلْ مِنْ غَدَاءٍ ؟ قَالَتْ : عِنْدَنَا خُبْزٌ ، وَتَمْرٌ ، وَخَلٌّ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي الْخَلِّ ، فَإِنَّهُ كَانَ إِدَامَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي ، وَلَمْ يَفْتَقِرْ بَيْتٌ فِيهِ خَلٌّ "رواه ابن ماجه
وهناك معضلة أمام فريق تحويل الخمر إلى خل وهى :
أن كل الفقهاء أباحوا الأكل بالخل كما أباحوا شربها
فلو كان محرم تحويلها ما جاز التغميس بها ولا ادخالها في بعض الأطعمة ولا شربها كما قال
والحقيقة لا أدرى كيف يشرب الخل وهو :
مادة لاذعة تحرق الفم والحلق حرقا مؤلما وهذا عن تجربة شربها على أنها ماء نتيجة تشابه الماء في الزجاجة والخل في الزجاجة
أما الأكل بها وتطهير بعض الأطعمة بها ثم غسله بالماء فمباح وأما شربها فهو محرم لأنها مادة حارقة حرقا مؤلما ولولا المضمضة بالماء وشرب الماء لاستمر الألم فترة أكبر
وقد حرم ما فيه ضرر والمقصود أذى حيث قال سبحانه :
" وما جعل عليكم في الدين من حرج"
ومن المواضيع المتعلقة بالخل أكل دود الخل الميت أو الحى وقد أباحه أهل الفقه قياسا على أكل دود الفاكهة معها والسبب كما قالوا :
"لعسر تمييزه عنه؛ لأنه كجزئه طبعا وطعما أما أكله منفردا فحرام كما صرح به الفقهاء "
بالطبع أكل الدود ليس حلالا ومن يأكله في الفاكهة يأكله لأنه لا يراه أو لا يحس بطعمه نتيجة غلبة طعم الفاكهة عليه
فالله بين الحلال من الحيوانات هو الأنعام والطيور والدود ليس من الأنعام ولا من الطيور
بالطبع الدود أكله خطر على الصحة وهو من ضمن الحرج وهو الأذى الذى حرمه الله في الدين حيث قال :
" وما جعل عليكم في الدين من حرج"
ومن ثلاثة عقود ويزيد قرأت موضوعا في احدى المجلات عن أحد بلاد أفريقيا يقومون بجمع دود يكون على شجر ما ويقومون بتعليبه وبيعه لبعضهم البعض
ومن المواضيع التى تناولها الفقهاء في موضوع الخل :
التطهر من الحدث بالخل والحدث هو :
التبول والتبرز والريح
واتفق الفقهاء على حرمة التطهر به لكونه ليس طاهر فالماء هو الطهور المطهر كما في قوله سبحانه :
"وأنزلنا من السماء ماء طهورا"
ومعضلة الفقهاء في كون الخل غير مطهر هو التعارض بين اباحة أكله وشربه وبين تحريمهم التطهر به ففى تلك الحالة نكون نأكل نجاسة وأكل النجاسة محرم
ولكن واقع الحال :
أن الخل كطعام يتم التغميس به أو ادخاله في الطهى هو طاهر واستخدام في التطهر محرم ليس لأنه غير طاهر ولكن لضرره على المتطهر به حيث أن المناطق الحساسة في الفرجين تحرق ويـتألم منها الإنسان بسبب وضعه عليها
وتناول أهل الفقه بيع الخل والتعامل به فحرموا بيع خل العنب بخل العنب، وبيع خل الزبيب بخل الزبيب، ولا بيع خل التمر بخل التمر متفاضلا ولا نساء لأنهم اعتبروه ربا تنطبق عليه رواية:
" الذهب بالذهب مثلا بمثل، والفضة بالفضة مثلا بمثل، والتمر بالتمر مثلا بمثل، والبر بالبر مثلا بمثل، والملح بالملح مثلا بمثل، والشعير بالشعير مثلا بمثل، فمن زاد أو ازداد فقد أربى، بيعوا الذهب بالفضة كيف شئتم يدا بيد، وبيعوا البر بالتمر كيف شئتم يدا بيد، وبيعوا الشعير بالتمر كيف شئتم يدا بيد وفي رواية وإذا اختلفت هذه الأشياء فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد"
واختلفوا في بيع أصنافه المختلفة ببعضها كبيع خل التمر بخل التفاح أو خل العنب
بخل الزبيب فالبعض حرمه والبعض الأخر حرمه وكل فريق منهم قال في ذلك كلاما ناصرا رأيه
وهذا البيع هو ما نسميه :
تبادل السلعة مقابل سلعة
وأما البيع النقدى فهو مباح جميعه في الخل
ومما تناولوه أهل الفقه بالكلام :
ضمان الخل على من غصبه أو أتلفه فقد اتفقوا على التالى :
أن من غصبه عليه رده أو رد ثمنه وأن من أتلفه عليه دفع ثمنه أو جلب المقدار الذى أتلفه
بالطبع أى مال يتم إتلافه يجب على من أتلفه أو تسبب قى تلفه بسبب شىء يملكه كالحيوانات أن يقوم باصلاح ما أتلفه أو رد ثمنه فى حالة قبول من أتلف ماله ذلك
وهو ما جاء في حكاية الزرع الذى أتلفته الغنم حيث حكم سليمان (ص) على صاحب الغنم باصلاح الزرع باعادة الزرع حتى يشابه ما كان موجودا ساعة الاتلاف
وفى المعنى قال سبحانه :
"وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ"
ومن النقاط المتعلقة بالخل رواية تقول :
بئس الإدام الخل وهو معارضة تماما لرواية :
نعم الإدام الخل
والرواية كما يقولون ليست موجودة في كتب الأحاديث ولكنها عبارة ليس لها سند عند أهل الحديث


الساعة الآن 01:01 PM

vbulletin
new notificatio by 9adq_ala7sas