![]() |
الخدمة في دين الله
الخدمة في دين الله الخدمة كلمة تطلق حاليا على معانى متعددة منها : الجميل وهو العمل الحسن التحايل على القانون الوظيفة العمل في بيوت الأغنياء ونجد الكلمة المستعملة بديلا للخادم في كتاب الله هى : الفتى كما في قصة موسى(ص) وفتاه والمقصود بالخدمة هو قيام الفتى بتقديم الطعام لمن يخدمه وفى هذا قال سبحانه : " فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا" ونجد في قصة يوسف (ص) أن الفتيان هم العمال العاملون في مخازن الطعام العامة الذين يقومون بتبادل السلع حيث يأخذون السلع في مقابل بضاعة وفى هذا قال سبحانه : "وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" ولا نجد في كتاب الله ما يدل على أن الفتية أو الفتيان كانوا أحرارا أم عبيدا لأن الكلمة تطلق على الحر كما في قوله سبحانه : " سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم" وهى قد تطلق أيضا على ابن الرجل ففتى موسى(ص) يبدو أنه كان ولده وليس شخص غريب عنه وليس كما هو مشهور يوشع بن نون لأنه لن يأخذ أحد مع في رحلته لطلب التعلم رجلا غريبا عنه وعليه الخدمة بمعنى خدمة الغير كوظيفة في البيوت ليس لها وجود في دين الله ولا نجد في كتاب الله أى شىء عن الخدمة في البيوت لأن كل أهل بيت مسئولون عن خدمة أنفسهم فلا يجوز مثلا أن يستأجر أحد خادما لكى يقوم بواجبه تجاه والديه الكبار وفى هذا قال سبحانه : “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" فهنا من يسـتأجر خادما عاق لوالديه لأنه لم يقم بالذل الواجب عليه كما قام الوالدين بالذل الواجب عليهما وهو تغذيته وارضاعه وتنظيفه من البول والبراز وغيرهم في طفولته من اخترعوا حكاية الخدمة في البيوت تهربوا من واجباتهم التى فرضها الله عليهم كتهرب الغنية من رضاعة ولدها حيث قال سبحانه : "والوالدات يرضعن أولادهم حولين كاملين " وتهرب الغنى من رعاية والديه بنفسه حيث قال سبحانه : " وبالوالدين إحسانا " والأغنياء الذين بنوا قصورا أو بيوتا واسعة بنوها عصيانا لله كما قال سبحانه : " وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين " فلم يطلب الله بناء قصور أو بيوت واسعة لا يقدر أهل البيت على تنظيفها والقيام بالواجبات فيها ومن ثم يكون معنى الخدمة المباح هو الوظيفة خارج البيت كما في مثالى يوسف(ص) مع عمال المخازن ومثال ابن موسى(ص) في خدمة والده في البحر لأن والده كان هو من يقود السفينة سواء كان هذا بالتجديف أو بغيره للبحث عن العبد الصالح (ص) وهنا صدقت كلمة الشاعر حيث قال : الناس للناس من بدو وحاضرة بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم فكلنا نخدم بعضنا البعض وحتى فى حكاية الأب الكبير لا نجده استأجر موسى(ص) لخدمته فى بيته وإنما استأجره ليعمل فى ماله وهو أنعامه التى تحتاج للرعى وهو ما كانت تقوم به بناته قبل زواج إحداهما من موسى(ص) وفى المعنى قال سبحانه : " إنى أريد أن انكحك إحدى ابنتى هاتين على تأجرنى ثمانى حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك " بالطبع في الفقه أباح أهل الفقه خدمة الناس للأغنياء في بيوتهم سواء كان الخدم رجالا أو نساء مع اختلافات بينهم فالبعض حرم خدمة المرأة للرجل وأجاز خدمة الرجل للرجل والبعض حرم خدمة الرجل في بيوت من لديه زوجات وأباح ذلك للنساء ووجهة النظر الشائعة هى منع ما نسمع عنه ونقرئه من الخيانات الزوجية فحكاية ألف ليلة وليلة بنيت على خيانة الخادم وزوجة الملك مع بعضها للملك بالزنى وبالطبع الأغنياء والملوك في سبيل منع الخيانة التى لا يمكن منعها اخترعوا الخصى حيث خصوا الرجال الخادمين في قصورهم وبيوتهم وبعضهم اخترعوا جب المذاكير حيث قاموا بقطع أعضاء الرجال الخدم ومع هذا استمرت الخيانة في القصور والبيوت الكبيرة وستظل موجودة إلى ما شاء الله طالما يعصون أحكام الله بوجود تلك الخدمة وببناء القصور والبيوت الكبيرة وأمامنا في كتاب الله حكاية زوجة العزيز مع يوسف(ص) حيث طلبت منه الزنى حيث قالت: " هيت لك " وتناول أهل الفقه في الموضوع خدمة المسلم للكافر في بيته محرمين إياها حيث اتفقوا على أن خدمة المسلم للكافر إهانة وإذلال له وتعظيم للكافر وكانت حجتهم قوله سبحانه : "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا" وأباحوا عمل المسلم عملا للكافر خارج البيوت كالخياطة أو الصباغة أو العمل في الحقل والحقيقة أن هذا محرم في دول العدل حيث لا يوجد خدم لا مسلمين ولا معاهدين واما في المجتمعات الكافرة أو الفوضوية فيجوز للمسلم العمل مع الكفار كما عمل يوسف (ص)أمينا على خزائن الأرض مع الملك لانقاذ الناس من المجاعة وفى المعنى قال سبحانه : "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" وأحيانا عندما تفرض الظروف على المسلم أو المسلمة جبرا العمل بعمل مباح داخل القصر كما عملت أم موسى(ص) مرضعة لابنها في قصر فرعون وفى المعنى قال سبحانه : "إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ" وقال أيضا: " وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ" وهذا عمل اضطرارى وفى موضوع خدمة الوالد للولد وعكسه فحرموا خدمة الوالد أو الوالدة لولدهما أو ابنتهما بالمال لما فيه من الإهانة والإذلال والاستخفاف الذي لا يليق بمكانة الأبوة وأباحوا خدمة الولد لأبويه دون مال وكما سبق القول لا تجوز خدمة البيوت للأقارب أو لغيرهم لأن الوالدين في كبرهما على أولادهم حق هو خدمتهم وهو التذلل لهم كما أن للأولاد في صغرهم حق على الوالدين وهو خدمتهم في طفولتهم وأما في التوظيف في مؤسسات الوظيفة فيجوز في مجتمعات الفوضى عمل الابن لدى أبيه أو أمه وعمل الوالد أو الوالدة عند ابنهما وقد تناول أهل الفقه اخدام الزوجة فأوجبوا على الزوج استئجار خادمة للمرأة من الطبقة الغنية وهو كلام ما انزل الله به من سلطان فقد سبق الكلام عن حرمة الخدمة في البيوت بأجر لأن الزوجة عليها عمل البيت كعمل الطعام وخدمة الضيوف كما قال سبحانه عن زوجات النبى(ص) في اجابة طلبات الضيوف : " وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب " وقال عن انضاجهن الطعام : " لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ" فالنبى (ص) كان يجالس الناس مستحيا منهم بينما زوجاته تعد الطعام وتناول أهل الفقه خدمة الزوجة المريضة فأوجبوا على الزوج استئجار خادمة لها والحقيقة أن خدمة أى مريض واجبة على أهل بيته فالزوج يخدمها في غير وقت عمله وأولادها يخدمونها في وقت وجودهم في البيت وكذلك قريباتها اخواتها وبنات اخوانها وبنات أخواتها عند عدم وجود أحد في البيت ووجود فراغ وقتى لديهن وكذلك أى مريض من الأقارب وفى هذا قال سبحانه : "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى" وتناول أهل الفقه موضوع خدمة الزوجة بأكثر من خادم واستبدال الخادم الذى أتت به من بيت أبيها وكذلك طرد الخدم من العمل وكذلك الكلام في صفات الخادم وأجرته وزكاة فطره... وكله كلام بلا أساس من كتاب الله فلا وجود للخدمة في البيوت لأن كل ما في البيت هو حقوق وواجبات يجب أن يؤديها أهل البيت لبعضهم وإلا اعتبر من لم يؤدها كافر مكذب بأحكام الله عاق لأهله أو عاقة لأهلها وتناول أهل الفقه خدمة الكافر للمسلم مبيحين توظف الكافر عند المسلم والحق : ان في مجتمع العدل يجب توظيف رجال المعاهدين الأصحاء في الوظائف المختلفة عدا الوظائف التى حرمها الله عليهم وهى : الجهاد فالجهاد وهو دخول الجيش للقتال واجب على المؤمنين وحدهم كما قال سبحانه : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً" القضاء وهو الحكم بين الناس فالمسلمون هم من يحكمون بين الناس كما قال سبحانه : " وإذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل" وظائف المناصب التى تتم بالشورى تكون من بين المسلمين لقوله سبحانه : " وأمرهم شورى بينهم " ومن ثم كل الوظائف غير ما سبق من حقوقهم ومن يراجع قوانين الدول المختلفة سيجد أن قانون كل دولة يحرم أهالى الأقليات الدينية الأخرى من تولى المناصب ومن دخول الجيش وأحيانا من القضاء ولن يجد مشاركة أهالى الأديان الأخرى في تلك المناصب إلا في عصور الفوضى كتولى اليهودى يعقوب بن كلس وعيسى بن نسطور النصرانى رئاسة وزراء الدولة الفاطمية وتولى اليهودى والد موسى بن ميمون القضاء في الأندلس وتولى نوبار النصرانى رئاسة وزراء مصر في عهد إسماعيل ولا تجد لذلك أمثلة في الدول النصرانية أو اليهودية أو غيرها إلا نادرا جدا وما زالت تلك الفوضى ضاربة في مجتمعاتنا المعاصرة كما كانت المجتمعات التاريخية السابقة |
الساعة الآن 12:59 AM |
vbulletin
new notificatio by 9adq_ala7sas