النظرة السطحيه

*النظرة السطحية المظهرية*


عندما يقوم الشاب بخطبة الفتاة لمظهرها وشكلهاأو لكونها تعمل ولها دخل وراتب شهري تحصل عليه ففي هذه الحالة ـ بل وفي معظم الأحوال المشابهة - تتصدع الحياة الزوجية وتنتهي بالطلاق بعد مرحلة من الخلافات المغلفة ؛ لأن ما بني على خطأ ينتهي من حيث بدأ، فتضيع الأحلام وينقشع الظلام، فلا ذاق الطامع بلح الشام ولا عنب اليمن، ولم يظفر بذات الدين والأخلاق التي إن غاب عنها حفظته وإن حضر أكرمته وترعاه وتهتم بشؤونه فلم يوفق بالاختيار الأمثل ولم يحصل على المال الذي كان يحلم به ولا المظهر الذي اندفع إليه حيث أصبح شكل زوجته مألوفاً وعاديا بعد وقت من الزمن وما ينطبق على المرأة ينطبق عـلـى الرجل فإذا كان قبول الرجل مبنياً على أسس سليمة ومتينة كُتب للزواج النجاح بإذن الله. جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"
صحيح مسلم*

فالزوج الذي يخاف الله سوف يحسن معاملة زوجته ويحافظ عليها ويصون الأمانة وإن كان فقيراً فسوف يغنيه الله قال الله تعالى: ﴿ وَأَنكِحُوا الأَيَامَى منكم والصالحين من عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْله والله واسع عَلِيمٌ ﴾

وإذا كانت موافقة المرأة مبنية على أمر من أمور الدنيا فسوف تفيق الزوجة وقد خسرت دنياها وآخرتها؛ لأنه من خلال المعايشة سوف تكتشف أنها أفلست بعد ما تفلس آمالها ولن تكون حياتها صورة عابرة تنتهي بسرعة بل سوف يبقى ما تعانيه في زوجها من متاعب ويذهب ما تعتقد أنه باق لها وتذوب الأحلام كما يذوب الثلج، وتعود حليمة إلى غرفتها القديمة بعد متاعب كثيرة مع زوجها .
————————
من كتاب الشهد والشوك في الحياة الزوجية
ص(17_18)