![]() |
الرد على مقال أيهما أرقى الإنسان أم البشر؟
الرد على مقال أيهما أرقى الإنسان أم البشر؟ كاتب المقال أبو عمرو الأفندى ثاقب والمقال موضوعه: لفظا الإنسان والبشر لا يعنيان نفس المعنى تماما فالإنسان يشمل كل مراحل حياة الإنسان عنده والبشر هو الإنسان بعد نفخ الروح فيه وهو قوله في الفقرة التالية : "الإنسان : لفظ عام يطلق علي المخلوق البشرى يشمله من بداية خلقه وحتى جميع مراحله التطورية التى مرت به أما البشر : فهو لفظ يطلق على الإنسان السوي بعد أن نفخ الله فيه الروح قال تعالى : "بشرا سويا " "ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم"" الاستشهاد بالقولين : " بشرا سويا " " ما هذا بشرا " استشهاد خاطىء ليس في محله للتالى : قول الله عن جبريل (ص): "فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا" لا يتحدث عن بشر حقيقى وإنما يتحدث عن ملاك تحول لهيئة البشر ومن ثم لا يمكن الاستدلال به على القول القول الثانى "ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم" ليس قولا من الله حتى يمكن أن يكون دليلا وإنما هو قول الكافرات من النسوة التى فتن برجل وقطعن أيديهن وهن متزوجات من رجال أخرين ونجد أن الله سمى آدم(ص) بشرا قبل خلقه حيث قال : "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ" وكرر الله المعنى في قوله سبحانه : "إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ " فهنا سمى بشرا قبل تسويته والنفخ فيه وجعل الله البشر المخلوق من الماء وهو المنى حيث قال : "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا " والمنى يكون قبل خلق الإنسان إنسانا سويا كما قال سبحانه : "خلق من ماء دافق " ونجد أن الله سمى المخلوقين من البداية وحتى النهاية بشرا حيث قال : "قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ " وفى الفقرة التالية نجد الكاتب يعتبر ان آدم(ص) ليس فردا وإنما مجموعة من الناس عاشت تقتل بعضها البعض حيث قال : "فى البداية خلق الله مجموعة النياندرتال وهم عبارة عن مجموعة بدائية همجية متوحشة يأكلون من خشاش الأرض وفى صراع مع الوحوش ويقتلون بعضهم بعضا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء قال تعالى للملائكة ؛ “إني جاعل فى الأرض خليفة" وكلمة "جاعل لا تعني بداية الخلق لكنها تعني اضافة الى موجود أو التغيير من طبيعته ليتهيأ لحدث ما أو وظيفة أخرى فهم من أراد الله أن يجعل منهم الخليفة فى الأرض وهم من اعترض عليهم الملائكة فقالوا: "اتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك "لانهم يتابعون ويشاهدون حجم الفوضى والفساد الذي كانوا يسعونه فى الأرض " والاستشهادات في الفقرة كلها ليس فيها أى دليل على قوله بل هى تدل على العكس وهو : أن الملائكة استبقت الغيب بأن المخلوق الذى سيخلق سيفسد في الأرض ويسفك الدماء فأثبت الله لهم جهلهم بالغيب فاغترفوا بجهلهم حيث قالوا : "قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" وأخبرهم الله أنه الوحيد العالم بالغيب فقال : "قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ " ونجد الرجل يترك أقوال مثل : "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا" فهنا المتعلم واحد وفى القول التالى المنبىء واحد وهو: "قالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ" ونجد المتلقى الكلمات واحد في القول : "فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ" ونجد المطلوب منهم السكن اثنان أدم(ص) وزوجه في قوله : " يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ" ونجد الموسوس لهما اثنان في قوله : "فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ" ونجد أيضا المقسوم لهما اثنان في قوله : "وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ" ونجد أن الذائقين اثنان في قوله : "فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ" ونجد أن المنهيين اثنان في قوله : "أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ" وكل هذا دليل على آن آدم (ص)واحد وليس مجموعة ونجد دليل الكاتب الثانى في الفقرة التالية هو : "إن الله اصطفى آدم " الاصطفاء هنا يعني الاختيار والإنتقاء للأفضل من جملة الموجود فمن بين اولئك الهمج تم اختيار ادم وادم يعني فصيل أو مجموعة وليس فردا فمن ذرية قوم آخرين النياندرتال وبعد أن نفخ الله فى فصيل منهم روح الوعي والمعرفة والإدراك تم اصطفاءهم ليصبحوا آدميين عقلاء يعرفون ويدركون ما حولهم تمكنوا من تسخير البيئة المحيطة بهم فقهروا الوحوش وصنعوا احتياجاتهم لتوفير الحماية والتعامل والتعايش الهوموسايبنس وجعل الله منهم ازواجهم لتنتقل الصفات الوراثية المتطورة في ذرياتهم فى الوقت الذى انقرض فيه ما تبقى منهم الذين لم تشملهم النفخة النياندرتال لجهلهم وعجزهم عن مقاومة عوامل الفناء والبيئة القاسية المحيطة وانهزامهم امام الهوسايبنس المتطورين آنذاك " والاستشهاد على أن آدم(ص) مجموعة بأن الاصطفاء يكون اصطفاء مجموعة من مجموعات فهو كلام باطل لأن الاصطفاء يكون اصطفاء في الغالب واحد فقط من أهل عصره الغريب أن الآية جعلت آدم (ص) واحد نوح(ص) واحد والبقية مجموعة من آل إبراهيم (ص) ومجموعة من آل عمران وفى هذا قال سبحانه : " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ" وبناء على تفسير الكاتب لابد أن يكون نوح(ص) أيضا اسم مجموعة من البشر وليس اسم رسول واحد إن اصطفاء آدم (ص) كان من اثنين هو وزوجته بعد توبتهما ولذا قال سبحانه : "وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى" والأغرب في المقال هو: أن الكاتب يزعم أنه التفسيرات الموجودة هى على حسب الروايات حيث قال : "لكن روايات المصاطب المتخلفة رسخت الاعتقاد لدى الناس أن أول الخلق هو آدم عليه السلام وان زوجته حواء خلقت من ضلعه الاعوج وهو نائم فى السماء وأن ذريته جاءت نتاج نكاح المحارم الأخ من اخته بعد أن قتل أخيه " والكاتب ارتكب نفس الغلط وهو أنه أخذ تفسيره من روايات أخرى مذكورة في كتب التفسير نفسها وهى : قال ابن جرير: وحدثنا أبو كريب حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال: أن أول من سكن الأرض الجن، فأفسدوا فيها وسفكوا فيها الدماء وقتل بعضهم بعضاً، قال فبعث الله إليهم إبليس فقتلهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال، ثم خلق فأسكنه إياها، فلذلك قال: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} . وقال سفيان الثوري عن عطاء بن السائب عن ابن سابط: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} قال: يعنون به بني آدم" "وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن بكر بن الأخنس عن مجاهد عن عبد الله بن عمر، قال: كان الجن بنو الجان في الأرض قبل أن يخلق آدم بألفي سنة، فأفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء فبعث الله جنداً من الملائكة فضربوهم حتى ألحقوا بجزائر البحور فقال الله للملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ؟ قال إني أعلم ما لا تعلمون" وكل ما فعله في المقال هو: انه أخذ عن الملحدين والمضلين تسمية النياندرتال والهوموسايبنس ولم يضف جديدا وفيما يبدو والله أعلم أن المقال مأخوذ من كتاب : أبى آدم لعبد الصبور شاهين حيث ادعى فيه نفس الادعاءات هنا وهو أن أدم(ص) لم يكن أول البشر وإنما كان له أب وأم |
الساعة الآن 10:32 PM |
vbulletin
new notificatio by 9adq_ala7sas