اليوم, 03:54 PM
|
|
|
|
|
السبت في دين الله
السبت في دين الله
السبت يوم من أيام الأسبوع قد يكون الأول منه حسب معنى السبت وهو السكون حيث لم يكن هناك أى مخلوق قد خلقه الله بعد لأن الخلق هو حركة وقد يكون اليوم الأول بعد الانتهاء من خلق الكون بسمواته وأرضه وما فيهما كما هو معتقد اليهود في كتاب العهد القديم :
" وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ اسْتَرَاحَ فِيهِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِ الْخَلْقِ"
وهو ما تكرر فى القول :
"لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ صَنَعَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ اسْتَراحَ فِي الْيَوْمِ الْسَّابِعِ. لِهَذَا بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَجَعَلَهُ مُقَدَّساً"
بالطبع لا يمكن تصديق هذا الكلام فالله لم يتعب أى يلغب بسبب أى شىء كما قال سبحانه :
"وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ"
المحرف تقول أن الله تعب فاستراح تعالى عن ذلك علوا كبيرا
كما أن وحدة الوحى عبر الرسالات المختلفة لم يكن فيها أبدا حكم السبت وإنما الحكم كان هو :
الصلاة جماعة في نهار الجمعة كما قال سبحانه :
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ"
وفى وحدة الوحى قال سبحانه :
" ما يقال لك إلا ما قيل للرسل من قبلك "
سبب فرض يوم السبت :
لم يرد صراحة ولا ضمنا فى الوحى الإلهى فيما بين أيدينا سبب اختلاف بنو إسرائيل فى راحة يوم السبت والمقصود :
في تعطيل العمل الوظيفى في هذا اليوم
والظاهر أن فرعون لما استعبدهم عقود طويلة كان يعطيهم يوم السبت راحة من العمل المتعب الذى كان يكلفهم به
وعندما خرجوا من مصر وغرق فرعون وجنوده اختلف القوم فيما بينهم ففريق كان يصر على طاعة الله بانه لا عطلة من العمل الوظيفى وهم قلة نادرة بينما الأغلبية الكاسحة نتيجة تعودهم على الاستراحة يوم السبت طوال عقود كثيرة اصروا على أن يكون يوم السبت يوم راحة من العمل الوظيفى
وبسبب هذا الإصرار الذى ليس له تبرير سوى اتباع سنن الاباء طلبوا من موسى (ص) وبالتالى من الله أن يعطيهم السبت يوم اجازة من العمل الوظيفى مع ان الإسلام لا إجازة فيه حتى يوم الجمعة فقبل الصلاة عمل كما قال :
" وذروا البيع "
وبعد الصلاة عمل :
" فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله "
ونتيجة التنازع والاختلاف المستمر من قبل الأكثرية العاصية فرض الله عليهم يوم السبت يوم عطلة عقابا لهم
وفى المعنى قال سبحانه :
"إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون "
وقد بين الله أنهم لما أكثروا الجدال في الأمر رفع الله فوقهم جبل الطور وكان في العهد المأخوذ عليهم :
لا تعدوا في السبت
والمقصود :
لا تعملوا في يوم السبت وابقوا في بيوتكم ساكنين
ذكر الله الجملة فى كتابه وهى:
" لا تعدوا فى السبت "
حيث قال سبحانه:
"ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا فى السبت"
بالطبع رغم أنهم من طلبوا :
أن يكون يوم السبت يوم راحة من العمل الوظيفى ومن الحركة في البلدة إلا العديد منهم كانوا يخالفون حكم السبت
السبب بالطبع كان هو :
كسب المال وبعض منهم من أكثر الأفراد حبا للمال وكنزا له كما هو معنى قول سبحانه:
" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ"
ابتدأ عصيان الحكم بحالات فردية ولكن الله في حالة أصحاب السبت وهم :
أهل قرية كانوا يمتهنون صيد اللحم الطرى وهو السمك وغيره أصبحت حالات جماعية متعددة
في البداية كان العصبان متعمدا دون وجود سبب
ولكن الله لما وجدهم يكررون العصيان المرة تلو الأخرى وهم لا يتوبون ولا ينتهون عما يفعلون ابتلاهم بأمر هو :
أنه أوحى لحيوانات البحر أن تختفى من منطقة صيدهم في أيام العمل الوظيفى تماما وأن تظهر لهم فقط في يوم السبت
وفى هذا قال سبحانه :
"وسئلهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر إذ يعدون فى السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم"
وكان مراد الله هو :
عقابهم إن كرروا انتهاك حرمة العمل في يوم السبت
وتعليمهم درس أخر وهو :
أم من امتنع عنه باب رزقه وجب عليه أن يفكر في امتهان باب رزق اخر فمهنتهم وهى الصيد كانوا عليهم تركها لإلى مهنة من مهن الزرع أو الصناعة أو التجارة الأخرى ولكنهم أصروا على العصيان المتكرر ليس لأسبوع ولا عشرة وإنما لعشرت الأسابيع أو مئاتها
بالطكبع بقية الناس منهم من سكت على مشاهدة هذا العصيان ومنهم فريق كان يكررون لهم النهى عن المنكر كل يوم سبت أو في أيام أخرى ولكنهم لم يسمعوا أى شىء
ومن ثم تحاور الفريق الساكت والفريق الناهى عن المنكر فقال الفريق الساكت :
لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا
والمقصود :
لماذا تهنون الفريق العاصى والله مدمرهم أى مؤلمهم ألما عظيما
فقالوا: معذرة إلى ربكم ولعلهم يهتدون
والمقصود :
أن يكون نهينا براءة من هذا العمل عند الله ولعلهم يتوبون عما يصيدون في يوم السبت
واستمرت الأحداث على نفس المنوال سنوات كثيرة صيد من الفريق الخاسر ووعظ من الفريق الناهى عن المنكر
ومن ثم كان العقاب هو :
نزول العذاب على فريق الصيد نتيجة عصيانهم المتكرر والمستمر وكان العذاب هو :
كونوا قردة خاسئين
والمقصود :
أصبحوا قردة في أجسامهم حتى مماتهم
وهذا هو العذاب الدنيوى
واما العذاب بعد الموت فكان هو :
تعذيبهم في نار البرزخ حتى يوم القيامة الذى يدخلون فبيه النار الأبدية حيث لا خروج منها
وفى المعنى قال سبحانه:
"وسئلهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر إذ يعدون فى السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يهتدونفلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقونفلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم"
وكان عذاب القرية الذين اعتدوا في السبت لعنة والمقصود :
عذاب دنيوى مستمر حيث تحولت أجسامهم إلى أجسام قردة بالفعل ولكن ظلت نفوسهم نفوس بشر حتى تتألم من هذا الخزى والعار الذى أصابها حتى تموت وبالتالى أصبح طعامهم هو طعام القردة ويسكنون في الحدائق أو الغابات وأصبحوا يفعلون افعال القردة في النكاح وغيره
وفى المعنى قال سبحانه :
"يا أيها الذين أوتوا الكتاب أمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت "
وقال في تحويل أجسام الصيادين العصاة لأمر الراحة في السبت بالعمل فيه إلى قال سبحانه :
"ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم فى السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين "
بالطبع لم يفرض حكم السبت عقاب إلا على من اختلفوا فيه وهو من رفضوا حكم الله بالعمل طوال الأيام بلا عطل ولا اجازات وفى المعنى قال سبحانه :
"إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون "
وقد تم تخليص الأجيال التالية منهم من هذا الحكم كما اخبرنا كتاب الله في احلال بعض ما حرم الله في رسالة العقاب حيث قال على لسان المسيح (ص):
"وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ"
ونجد في العهد الجديد أنه ضرب لهم مثل في يوم السبت وهو :
انه يجوز عمل الخير في يوم السبت حيث كان هو يعمل في يوم السبت شافيا أمراض الناس حيث شرح لهم أن من سقط خروفه في الماء عليه أن ينزل وينقذه وفى الحكاية قال العهد الجديد:
"وَإِذَا هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ وَإِذْ أَرَادَ الْفَرِّيسِيُّونَ أَنْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ بِتُهْمَةٍ مَا، سَأَلُوهُ: «أَيَحِلُّ شِفَاءُ الْمَرْضَى فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟» 11فَأَجَابَهُمْ: «أَيُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَكُونُ عِنْدَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ، فَإِذَا وَقَعَ فِي حُفْرَةٍ يَوْمَ سَبْتٍ، أَفَلاَ يُمْسِكُهُ وَيَنْتَشِلُهُ؟ 12فَكَمْ هُوَ الإِنْسَانُ أَفْضَلُ كَثِيراً مِنَ الْخَرُوفِ! إِذَنْ يَحِلُّ فِعْلُ الْخَيْرِ يَوْمَ السَّبْتِ» 13ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ!» فَمَدَّهَا، فَعَادَتْ سَلِيمَةً كَالْيَدِ الأُخْرَى"
ومع هذا فالحكاية لا تتوافق مع كتاب الله فالمسيح(ص) لم يكن يشفى المشلولين وإنما يشفى البرص والعمى كما قال سبحانه :
"ورسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ"
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:53 PM

{ تذكير الصلاة عماد الدين )
|
|
|
|
|