حل مشاكل المقابر فى قرانا ومدننا القديمة

حل مشاكل المقابر فى قرانا ومدننا القديمة

حل مشاكل المقابر فى قرانا ومدننا القديمة
تعانى البلدات من عدة مشاكل فى المقابر وهى :
الأولى المشاكل التى تتعلق بملكية المقابر القديمة فلم يكن أحد يكتب عقود ملكية للمقابر قديما إلا نادرا ومن ثم كل من دفن ميت من أقاربه أو حتى غير أقاربه أصبح أهله يعانون من اغتصاب القبر أو المشاركة فيه وأصبحت هناك قضايا فى المحاكم وقعدات عرفية وما شاكل ذلك ومع هذا ليس هناك حل لتلك المشاكل إلا بالتوسع الأفقى بشراء أرض والبناء فوق الأرض الزراعية وهى مشكلة أخرى لا تريد أن تحلها الحكومات المتوالية ضمانا لشغل الناس ببعضهم البعض بدلا من أن ينشغلوا هم بحرب الفساد الذى تمارسه الحكومات
الحكومة تستطيع أن تحل المشكلة لو أردت بنزع ملكية المقابر وجعلها مقبرة عامة واحدة يدفن فيها أى ميت مات فى البلدة كما الحال فى المدافن فى البقيع وغيره من المقابر الأولى
احفر حفرة وادفن الميت حيث لا توجد مقابر مبنية ولا مصاطب للجلوس عليها داخل أبنية عالية
الثالثة اتساع المساحات السكنية بحيث أصبح حمل الجنازات فى بعض الأحيان أمر متعب حيث يجب المشى كيلومترين أو ثلاثة أو أكثر
الثانية أن المقابر أصبحت مكان آمن لارتكاب الجرائم كتعاطى المخدرات وارتكاب الزنى وسرقة أبوابها بسبب كونها حجرات مبنية
الثالثة الدفن غير الشرعى فى المقابر حيث تبنى المقابر بالحجارة وتصنع لها أبواب حديدية أو من الحجارة ويتم وضع الميت بجانب أحد الجدران وهو ما يخالف كتاب الله حيث أن القبر حفرة فى باطن الأرض يوضع فيها الميت ويغطى بالتراب الناتج من الحفر فقط كما ورد فى قصة دفن الأخ القاتل لأخيه القتيل والمعروفة بقصة قابيل وهابيل وفى القبر قال سبحانه :
"فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى فأصبح من النادمين"
بناء على آية الدفن فى القرآن يمكن حل كل المشاكل عن طريق ما يلى :
1-عمل مقابر جديدة بحفر مائة قبر فى شارع مثلا من شوارع المقابر الحالية ثم إخراج الجثث والعظام القديمة ودفنها فيها
2- هدم كل المقابر المبنية وعن طريق الطوب والحجارة الخارجة منها يتم بناء سور يحيط بالمقابر به عدة أبواب باب لكل شارع لتسهيل الدخول من الجانب القريب
3- يتم تسوية الأرض داخل السور وعمل حفرة كل واحدة منها متر عرضا ومترين طولا مع ترك شوارع بين كل صف من المقابر للسير بالجثة فيها على أن يكون عرض الشارع مترين يكفى لوقوف أربع صفوف للصلاة على الميت فيه تحقيقا لقوله سبحانه :
"ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره"
فالصلاة على الميت تكون عند القبر وليس فى المساجد
4- كون أرض المقابر مستوية الأرض سيجعل المكان مكشوفا لا يقدر أحد من المجرمين مدمنى المخدرات أو الزناة أو اللصوص على الاختباء فيه وممارسة جريمته أو اخفاء ما سرق ويكفى عمودين نور فى أواخر السور من جهتين لكشف المكان كله
5- المقابر الجديدة هى لكل المسلمين والمسلمات ولا يوجد قبر مخصص لعائلة معينة فلا أحد يملك فى كتاب الله شىء من أرض المسلمين وحده وإنما هى شركة بينهم كما قال سبحانه :
" ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون"
وبذلك تنتهى كل مشاكل النزاع على المقابر والمطلوب أن يعمل كل أهل بلد كما عمل الأنصار مع المهاجرين بالتنازل عن نصف بيوتهم ومقابرهم ومزارعهم وغيرها حتى أنهم تبرعوا بجزء من نصيبهم كما قال سبحانه
" ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"
6- فى البلدات المترامية الأطراف يمكن تصغير مساحة المقابر الحالية وتحديد مساحة أخرى فى النصف الأخر من البلدة تيسيرا على الناس كى يتم تقصير مسافة السير بالجنازة من عدة كيلومترات إلى أقل مسافة ممكنة
7- فى البلدات الجديد يجب مراعاة عمل مقابر فى كل حى خاصة به عبارة عن نفس الأمر سور بداخله حفر كثيرة منظمة وليس كما يحدث من قبل البلديات حيث تبنى المقابر بناء فاخرا وكل منها حوالى أربعين أو ستين أو ثمانين متر ومزخرفة بالزخارف العربية وكأنها بيت للاقامة وليس مقبرة والغريب أنهم يبنونها على مسافات بعيدة جدا من البلدة تقدر بعشرات الكيلومترات حيث لا يوجد أناس بالقرب منها ويمكن لأى لص أن يسرق الجثة ويبيعها دون أن يراه أحد بكل سهولة
قالوا فى أمثالنا :
اكرام الميت دفنه
وما يحدث حاليا من بقاء الجثث أمام المقابر لأنها هذه مقبرة فلان وتلك مقبرة علان هى ذنوب لا يقدر أحد على تحمل عقابها فى الآخرة
المقابر وكل أرض المسلمين وما عليها هى ملكية عامة للمسلمين جميعا كما قال سبحانه :
" ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادى الصالحون "
وما يحدث من الشجار والعراك حول المقابر هى ذنوب سيظل الكل متحمل الوزر فيها ما لم يجتمع أهل كل بلدة ويجعلوا كل المقابر مقبرة واحدة عامة يدفن فيها الغريب والقريب وحتى الكفار إن لم توجد قبور لهم
الأخ القاتل هو :
من قبر أخيه المسلم الذى قتله
فإذا كان الكافر يدفن المسلم فكيف يرفض مسلم دفن مسلم غيره ؟
أفيقوا يرحمكم الله فكلنا فى هذا الأمر مذنبون من يقدرون على اجراء الحل ولكنهم لا يريدون ضمانا لشغل الناس عن فسادهم ومن يقفون فى وجوه بعضهم البعض بل قد يتعدى الأمر إلى الجرح والقتل ليكون الميت ميتيين وثلاثة وأربعة
أنتم تتنازعون على دنيا لا تملكون منها شىء
من يتحمل هذا الوزر العظيم وهو:
عدم دفن إنسان حتى ولو كان كافر ؟
ولكن ماذا نقول ونحن أساسا نستحق دخول جهنم لأننا تركنا اخواننا وأخواتنا يذبحون وتدمر بيوتهم ونحن نتفرج عليهم لمدة سنتين تركناهم يجوعون ونحن بجوارهم لدينا الطعام والشراب فماذا نفعل ونحن بلا إيمان تركنا الجار جائع ويقتل ويدمر بيته ؟
لا وجه للغرابة إذا فى أن نتعارك على الدفن فهو أهون من ترك الناس يذبحون ويقتلون وتدمر بيوتهم
لسان حالكم :
ابنوا مقابر وزينوها وأنفقوا عليها ولا تدخلوها أحد من أقاربكم لأن التربة ملككم ؟
كيف أقول ملكى وأنا لا أملك النفس الذى يدخل ويخرج إنها مجرد لحظة وتخرج النفس من الجسد فماذا ستقول ساعتها ؟
لا تملك أن تتكلم ولا أن تقول شىء وإنما تسوقك الملائكة إلى جهنم لأنك ظلمت نفسك أولا وظلمت أخيك ثانيا
المشكلة أن كل المقابر الحالية هى ذنوب ومخالفات ومعاصى لله بالبناء والدفن فوق الأرض وبأكفان لم يشرعها الله
افرحوا ببناء مقابركم وزينوها فسوف تنقلب عليكم فى النهاية إلى عاقبة واحدة هى النار