الأكل والشرب والنوم فى الدراسة

الأكل والشرب والنوم فى الدراسة

الأكل والشرب والنوم فى الدراسة
وزارات التعليم فى بلاد منطقتنا تتبع ما يجرى تقنينه فى الغرب من قرارات وزارية فى مجال التعليم فتحول أحيانا الحلال إلى حرام أو العكس وهو تحويل الحرام إلى حلال
فيما يسمى بلوائح الانضباط المدرسى أو الجامعى نجد فى اللوائح الحديثة والقديمة اجماع على اعتبار التالى مخالفة تستوجب عقوبة حتى ولو كانت العقوبة مثلا :
انقاص درجات الطلاب
قيام الطلاب بواجبات إضافية
فى اللوائح نجد أن الحلال تحول إلى حرام ومنه :
الأكل فى أثناء الحصص
الأكل فى أثناء الطابور
النوم فى أثناء الحصص
النوم فى أثناء الأنشطة المدرسية
بالطبع إصدار مثل هذه التشريعات منافى لكتاب الله فالله لم يحرم على الإنسان الأكل والشرب إلا خلال نهار رمضان كما قال سبحانه :
" ثم أتموا الصيام إلى الليل "
وقد نهى الله المسلمين عن تحريم ما أحل الله من الطيبات وهى الأرزاق حيث قال :
"قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق"
وحتى فى الآية التى عاتب الله نبيه (ص) فيها على تحريم الحلال وهى :
" يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك "
نجد أن الروايات تقول أنها كانت فى أمر يتعلق بالطعام وهو :
تحريم العسل وهو المغافير
ولكننا من يصنعون اللوائح لم يتعلموا من القصو شىء لم يأخذوا العظة والعبرة من هذا العتاب والنهى عن تحريم الحلال
بالطبع الأكل والشرب فى المدارس ليس حراما خاصة فى المرحلة الابتدائية وخاصة فى العقود الأخيرة حيث يتساقط الأطفال مغمى عليهم أو يشتكون من المغص فى بطونهم لأن عادة الافطار فى الصباح الباكر تغيرت خاصة فى الريف مع تحول معظم السكان من العمل بالفلاحة إلى العمل كموظفين أو عمال فالفلاحة كانت تجعل الفلاحين وأولادهم يستيقظون قبل انتهاء الليل لتنظيم عمل الحقل فيما بينهم ومنه التجمع للافطار وكانت العائلات الأخرى تفعل مثلهم فى القرى لأنهم لم يكن دكاكين لصناعة طعام الافطار إلا فى المدن والقرى الكبيرة فكان الافطار بيتى
المفترض فى العمل الصباحى فى المدارس حاليا هو :
أن تكون العشر دقائق الأولى من اليوم الدراسى هى :
عشر دقائق للأكل والشرب لمن لم يفطر فى بيته لأن الطالب الجائع أو العطشان لن يفهم شىء إذا استمر فى حضور الحصص هو مشغول بجوعه أو عطشه وهى بديهية يعرفها الناس
بالطبع هناك رواية تقول أن على الفرد أن يأكل إذا جاع وهو ليس مطالب أن يستأذن أباه أو أمه أو معلمه او قريبه فى هذا
وفى هذا تقول رواية :
"نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع"
ومع أن الرواية ضعيفة السند كما يقال إلا أنها كانت تدرس فى كتب وزارات التعليم قديما لأن معناها صحيح
ومن التحريمات فى تلك اللوائح :
تحريم نوم الطلاب فى الفصول أو أثناء حضور الأنشطة
من وضع هذه النقطة فى اللائحة لم يفكر فى شىء ولم يسأل نفسه :
هل النوم فعل إرادى ؟
هل الإنسان ينام بمزاجه ؟
بالطبع النوم ليس فعلا إراديا حتى يحاسب عليه الفرد صغيرا أو كبيرا وإنما هو يحدث بقدرة الله سبحانه كما قال :
"ومن آياته منامكم بالليل والنهار"
إذا كيف يتم حساب الإنسان على شىء يحدث دون إرادته ؟
والنائم حسب الروايات مرفوع عنه القلم بمعنى الحساب كما رواية :
"رفع القلم عن ثلاثة، عن الصبي حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ ، وعن المجنون حتى يفيق"
ومن ثم الطالب لا يجوز عقابه على شىء لا يفعله بإرادته وعلى أى معلم فى أى مرحلة من مراحل التعليم حتى ولو كان فى الجامعة أن يترك من نام نائما حتى يصحو بمفرده لا أن يوقظه لأن من يوقظ النائم وهو لم يأخذ كفايته من النوم يكون قد آذاه
اترك الطالب نائما فحتى لو أيقظناه فلن يفهم شىء لأن جسمه فى حاجة للنوم والعقل فى حاجة للراحة ومن ثم عندما نوقظ هذا النائم نرتكب ذنوب متعددة :
أفسدنا راحته
لن يستفيد شىء مما يقال أو يصنع لأن نفسه فى حاجة للراحة
بالطبع من ينام فى هذا التوقيت غالبا يكون متعبا إما من مرض وإما من عمل كان يقوم به ليلا ونادرا ما يكون نتيجة السهر الفاسد لأن هناك سهر لقيام الليل
بالطبع على الأمهات والآباء فى البيوت أن يراقبوا أولادهم ولا يخرجونهم من البيت فى الصباح وهم راغبون فى النوم لأنهم يرتكبون بذلك نفس الخطأ الذى يرتكبه من يعملون فى المدارس والجامعات
الطفل الراغب فى النائم أو حتى الشاب إذا أجبرناه على الصحو من النوم سيذهب للمدرسة او الكلية ثم ينام فيها
فما هى الفائدة من ذهابه وهو لا يقوى على تفتيح عينيه والمشى فى سلام ؟
عزيزى المعلم أيا كنت فى مدرسة أو فى كلية :
لا توقظ طالبك إن كان نائما ولا توقظه حتى وإن كانت نيتك حسنة ليتعلم ولا توقظه وإن كانت نيتك أن تسخر منه أو تستهزىء به
فالنائم أيها المعلم الظان أنه لا يحترمك أو لا يحترم المدرسة أو الجامعة لا ينام بإرادته حتى يمكن أن تعاقبه على فعل ليس من أفعاله الإرادية وضع نفسك مكانه فالنوم كما يقول الناس :
سلطان
لا أحد يقدر على التغلب عليه
نتيجة الايقاظ فى كل الأحوال :
أن الطالب لن يستفيد منك شىء ولا من غيرك
أن المعلم لن يستفيد أى شىء من السخرية منه أو الاستهزاء به وإنما سيأخذ ذنب السخرية على شىء عند الله مباح