هل يوجد عيد للأم ؟

هل يوجد عيد للأم ؟

هل يوجد عيد للأم ؟
عيد الأم هو عيد مستحدث كما يقال وفى التاريخ المتداول فى العصر الذى أسموه الحديث يقال أن البدعة أول ما ظهرت ظهرت فى الولايات المتحدة من حوالى قرن ونصف على يد جوليا وارد ولم تخرج إلى حيز الوجود الحكومى إلا على يد آنا جارفيس من قرن وخمس حيث تبنى مقترحها الرئيس الأمريكى ويلسون ووافق عليه الكونجرس كعيد قانونى فى الولايات المتحدة
وأول من تكلم فيه من أهل مصر هما الصحفيان مؤسسى جريدة الأخبار المصرية
على ومصطفى أمين
وقد نشر على امين مقال فى عموده فكرة فى الصحيفة من حوالى أكثر من سبعين سنة كان من ضمن ما قاله فيه :
" لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم" ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق."
ونتيجة لحملة ما تبناه المسئولون كعيد يتم الاحتفال به فى المدارس وغيرها من المؤسسات وفى هذا اليوم تذاع اغانى ألفت خصيصا لهذا اليوم
بالطبع لأن اليوم أو العيد اختراع بشرى فقد اختلف الناس فى موعده ففى معظم دول العالم يحتفل به فى شهر مايو فى أيام مختلفة منه وفى المنطقة العربية يحتفل به فى 21 مارس وفى منطقة شرق أوربا ودول الاتحاد السوفيتى السابق يحتفل به فى 8 مارس كما تحتفل النرويج به فى فبراير وهناك تواريخ أخرى كلها يجمعها أنها فى شهور 2و3و4و5 من التقويم الميلادى
هذه خلاصة المعلومات عن عيد لا أصل لها فى دين الله وإنما هو تكذيب لدين الله فيما يلى:
أولا العيد يحتفل به فى تقويم شمسى ولا وجود للتقويم الشمسى فى دين الله وإنما هو التقويم القمرى الذى يوجد به رمضان والأشهر الحرام كما قال سبحانه فى كتابه :
" إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم "
وإتماما للكلام الشهر الذى يسمى مارس شهر وثنى فمارس المذكور هو إله الحرب عند الرومان
وتاريخ 21 مارس هو تاريخ أعياد لأديان وثنية مثل الزرادشتية ويحتفلون به فى إيران وبلاد الأكراد وبلاد القوقاز او القفقاس وبلاد الأفغان ويسمى عندهم عيد النيروز ويسمونه عيد رأس السنة الفارسية أو السنة الكردية
وأيضا يحتفل البهائيون وهم أهل ديانة تم اختراعها لمعاداة الإسلام واعلان أن الرسل لا يختتمون من قرنين برأس السنة البهائية فى نفس الموعد ويخيل لى أن منذ أكثر من أرعين سنة اكتشفت الكاتبة عائشة بن عبد الرحمن المعروفة ببنت الشاطىء العلاقة بين عيد الأم وعيد البهائيين فى مقالاتها بصحيفة الأهرام وكتبت فى ذلك مقالا أو أكثر وبسببه تم تغيير موعد يوم الاحتفال بعيد الأم ولكن تمت اعادته فيما بعد لنفس الموعد
بالطبع العلاقة بين جريدة الأخبار وحسين بيكار الرسام صاحب النكات المرسومة (رسام الكاريكاتير)علاقة وثيقة فقد كان أحد الصحفيين فيها من بداياتها وحسين بيكار هو واحد من كبار البهائيين وواحد من قلة صدرت لهم بطاقة مكتوب فيها الدين بهائى مع أن القانون المصرى كان وما زال يحظر ذلك لأنه لا يعترف بأن البهائية دين ومن ثم ليس من المستبعد أن يكون من ألقى فى روع على أمين مقولة عيد الأم هو حسين بيكار
وهو عيد مخالف للإسلام حيث يغير الشهور لشهور شمسية وليس للشهور القمرية التى نص كتاب الله عليها كما قال سبحانه :
" والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب "
ثانيا الأعياد فى الإسلام أعياد عامة لكل المسلمين والمسلمات وليس عيد لبعض دون بعض وهو ما قال سبحانه على لسان المسيح(ص) :
" تكون عيدا لأولنا واخرنا "
وعيد الأم خاص بطائفة الأمهات
ثالثا العيد يعتبر بعض النساء وهن العقيمات أو اللاتى لم يسعدهن الحال بالانجاب خارج نطاقه وهو ما يعتبر تفرقة بين النساء واهانة كبرى للنساء العقيمات اللاتى لا ذنب لهن فى عدم الانجاب
والإسلام لا يفرق بين النساء فى تشريعاته كما يفرق هذا العيد الوثنى أو العيد القومى بينهن
رابعا الأعياد ترتبط بأحكام خاصة بالأكل وهو ما لا وجود له فى عيد الأم فعيد الفطر سمى كذلك لأنه يأتى بعد شهر الصيام ليحل للمسلمين الأكل نهارا وعيد الأضحى يأتى بعد الحج الأكبر ليأكل الحجاج والعمار وغيرهم من الفقراء والمحتاجين لحم الأنعام
وطبقا لرواية :
"إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر"
فلا وجود لعيدين غير عيدى الفطر والأضحى لارتباطهما بأحكام إلهية والعيد الذى ذكر فى القرآن ارتبط بالطعام وهو الأكل حيث قال سبحانه :
"قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ"
خامسا : الأعياد هى تشريعات إلهية بينما عيد الأم عيد اخترعه البشر وبذلك يكون من اخترعه قد شارك الله فيما اختص به نفسه وهو :
تشريعات الدين حيث قال :
"شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ"
ومما سبق يتبين أن التالى :
حرمة الاحتفال بهذا اليوم لأن المطلوب من المسلمين والمسلمات هو اكرام أمهاتهم كل يوم وليس يوم واحد فى السنة كما قال سبحانه :
" وبالوالدين إحسانا "
فليس مطلوبا ان نكرمهما يوما لقول بعض من البشر ونقوم باهانتهم بقية السنة
حرمة اختصاص اهداء الأمهات هدايا فى هذا اليوم لأن الاهداء مباح فى كل يوم وأما تحرى هذا اليوم لارتباطه بعيد فيكون حراما لأن الله لم يشرعه ويكون ارضاء لغير الله من الناس وهم من يحتفلون به
حرمة تأليف أغانى تكرس فى نفوس الأولاد اباحة هذا العيد مثل الأغنية التى كانوا يعلمونا إياها فى المدارس وهى :
قالولي قالولي قالولي المعلمات
النهارده النهارده عيد الامهات
رحت لعند بابا هات مصروفي هات
اشتري للماما ثلاث هديات
هديه للمحبه وهديه للسلامات
وهديه نقدمها بعيد الامهات"
بالطبع تأليف الأغانى حلال طالما كانت مرتبطة بأحكام الله ومنها الإحسان إلى الأمهات من خلال الالتزام بوحى الله
حرمة الاحتفال به فى أى مكان من بلاد المسلمين باحتفالات غنائية يحضرها جمهور من الرجال والنساء ليبصروا رجال ونساء يبصرونهم لوجوب غض البصر من الجانبين كما قال سبحانه "
" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم "
وقال أيضا:
" وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن "
حرمة الاحتفال به فى أى مكان من أرض المسلمين احتفالا تكريميا بتوزيع شهادات وأموال على بعض النساء ممن يسمونهن الأمهات المثاليات لأن الأموال توزع على كل المسلمين والمسلمات وحتى غيرهم بالتساوى كما قال سبحانه :
" وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "
فلا يجوز لأحد أن يأخذ أكثر من الأخر من أقوات وهى منافع الأرض وهى اموالها وهى متاعها
كما أن ثواب المطيعين لله ومنهم الأمهات هو ثواب أخروى فالله لا يعطى من يطيعه الثواب أموال او شهادات تقدير فى الدنيا والثواب هو الجنة للرجال والنساء فى الآخرة كما قال سبحانه :
"فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ"