مساعدة
المعاهدين ماليا من
أموال المسلمين
المعاهدون كلمة تطلق على الكتابيين والمشركين الذين بينهم وبين دولة
المسلمين معاهدة سلام وهى :
عقد الذمة
وأما فى حالة عدم وجود دولة للمسلمين فلا يطلق عليهم هذا الاسم لأنهم يعيشون فى مجتمعات الفوضى إذا كانت الأغلبية مسلمة ولكن الإسلام لا وجود له فى الحكم إلا كلفظ
من الممكن أن نطلق عليهم جيران أصحاب زملاء... أو تطلق مجتمعات الفوضى اسم المواطنين على الكل
نجد التشريع فى الإسلام على نوعين :
الأول الشرع فى مجتمع الفوضى حيث شرع الله للمسلم تشريعات عندما يعيش فى مجتمع لا يحكمه الإسلام
وهو ما يطلقون عليه بالغلط المرحلة المكية
الثانى الشرع فى مجتمع العدل وهو المجتمع المسلم المحكوم بوحى الله سبحانه وتعالى
وهو ما يطلقون عليه المرحلة المدنية بالغلط
وسوف نتكلم عن المساعدة المالية فى مجتمع الفوضى أولا :
المساعدة المالية للأخرين على نوعين :
الأول :
مساعدة واجبة للسائل والمحروم حيث لم يحدد الله دين السائل ولا دين المحروم حيث قال سبحانه :
" والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم "
وهذا هو تشريع الصدقات أو الزكاة فى مرحلة المجتمع الفوضوى فلم يكن هناك من يجمعها ولا من يوزعها من
المسلمين وإنما أوكلت لصاحب المال يعطيها للسائلين وهم طلاب المساعدة والذين يمثلهم بنسبة كبيرة من نسميهم الشحاذين والنسبة القليلة هى أناس تعرف أنهم لا يشحذون ولكن الحاجة تدفعهم لطلب المال من الأخرين لاحتواء كارثة ما كعلاج مريض أو تزويج أحد
حق الجار وهو الإحسان إليه ومن ضمن الإحسان الواجب
مساعدة الجار المسلم القادر لجيرانه من الأديان الأخرى
ماليا
وفى هذا قال سبحانه :
"وبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ"
فمساعدة الجار واجبة طالما كان المسلم قادر ماليا
الثانى :
المساعدة الاختيارية فالله لم يوجب على المسلم فى مجتمع الفوضى
مساعدة أهل الأديان الأخرى
ماليا ولكن المسلم يختار من نفسه
مساعدة من يريد
ماليا ومن تلك التشريعات :
1-اطعام الطعام للمسكين واليتيم والأسير
فقد جعلها الله من صفات المسامين عندما يقدرون عليها حيث قال :
" ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا "
2- عتق الرقاب دون نظر لكونها مسلمة أو كافرة عندما يكون المسلك قادر
ماليا وفى هذا قال سبحانه :
" فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)"
ومن ثم لم يجرم الله
مساعدة أهل الأديان الأخرى
ماليا عندما يتعايشون معا فى مجتمع غير مسلم
وأما فى مجتمع العدل وهو مجتمع الدولة المسلمة فقد نظم الله الأمور المالية تنظيما عادلا بحيث لا يحتاج المسلم للمعاهد
ماليا ولا يحتاج المعاهد للمسلم ماليا
وهذا التنظيم هو:
فرض الله على أغنياء
المسلمين الصدقات وهى الزكاة والتى توزع على ثمانية مصارف وتوزع لسد حاجات
المسلمين فقط دون غيرهم
وفى هذا قال سبحانه :
"إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"
وفرض على أغنياء
المعاهدين فى مقابل الزكاة الجزية والتى تسد حاجات
المعاهدين المحتاجين فالجزية ليسنت عقوبة كما يتخيل الكثير من الناس فكلمة جزية هى من كلمة جزاء والتى تعنى الأجر المعطى سواء كان حسنا كما فى قوله سبحانه :
" وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ"
وقال أيضا :
" فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ"
أو كان جزاء سوء كما فى قوله سبحانه :
"وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ"
وقال أيضا :
"وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"
فالكلمة بحسب ما تصاف له فالجزية ليسن فرضا على كل
المعاهدين كما هو مشهور وهو غلط فادح لأن الآية وضحت من عليهم الجزية فقالت :
"حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"
فاليد هى الغنى فمن يدفع الجزية وهى العطية هم من يملك المال الكثير وهو الغنى
ومن ثم يقوم العاملون على مؤسسة الجزية بما يقوم به العاملون على مؤسسة الزكاة بتوزيع الأموال بالعدل على
المعاهدين المحتاجين كما يوزعون الزكاة على
المسلمين المحتاجين
وبذلك تتحقق العدالة بين أغنياء
المسلمين وأغنياء
المعاهدين فلا يصح أن توزع
أموال أغنياء
المسلمين على
المسلمين والمعاهدين معا وتبقى
أموال أغنياء
المعاهدين لهم وإنما كل طرف يتكفل بأهله كما يقال
بالطبع دولة العدل تتكفل بكل سكانها مسلمين ومعاهدين من حيث توزيع أرباح الأقوات عليهم بالعدل كما قال سبحانه :
"وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "
وتبقى أحكام الجيرة كما هى من يريد
مساعدة الأخر فليساعده ولكنها فى حالة تلك العدالة لن يكون هناك محتاج لأخر لا مسلم ولا معاهد داخل دولة العدل
هذا المقال كتبته هو رسالة خفية إلى مسئول رفض
مساعدة واحدة من أهل دينه على زواج ابنتها ظروفها المالية سيئة فيا ليته يعمل بما فى كتابه المقدس :
"فَيَاإِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، أَمَا اخْتَارَ اللهُ الْفُقَرَاءَ فِي نَظَرِ النَّاسِ لِيَجْعَلَهُمْ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَيُعْطِيَهُمْ حَقَّ الإِرْثِ فِي الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ مُحِبِّيهِ؟ 6 وَلكِنَّكُمْ أَنْتُمْ عَامَلْتُمُ الْفَقِيرَ مُعَامَلَةً مُهِينَةً أَلاَ تَعْرِفُونَ أَنَّ الأَغْنِيَاءَ هُمُ الَّذِينَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ وَيَجُرُّونَكُمْ إِلَى الْمَحَاكِمِ، 7 "
"يَاإِخْوَتِي، هَلْ يَنْفَعُ أَحَداً أَنْ يَدَّعِيَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ تُثْبِتُ ذَلِكَ، هَلْ يَقْدِرُ إِيمَانٌ مِثْلُ هَذَا أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ 15 لِنَفْرِضْ أَنَّ أَخاً أَوْ أُخْتاً كَانَا بِحَاجَةٍ شَدِيدَةٍ إِلَى الثِّيَابِ وَالطَّعَامِ الْيَوْمِيِّ، 16 وَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمْ: «أَتَمَنَّى لَكُمَا كُلَّ خَيْرٍ. الْبَسَا ثِيَاباً دَافِئَةً، وَكُلاَ طَعَاماً جَيِّداً!» دُونَ أَنْ يُقَدِّمَ لَهُمَا مَا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ مِنْ ثِيَابٍ وَطَعَامٍ، فَأَيُّ نَفْعٍ فِي ذَلِكَ؟ 17 هَكَذَا نَرَى أَنَّ الإِيمَانَ وَحْدَهُ مَيِّتٌ مَا لَمْ تَنْتُجْ عَنْهُ أَعْمَالٌ. 18 وَرُبَّمَا قَالَ أَحَدُكُمْ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ». أَرِنِي كَيْفَ يَكُونُ إِيمَانُكَ مِنْ غَيْرِ أَعْمَالٍ، وَأَنَا أُرِيكَ كَيْفَ يَكُونُ إِيمَانِي بِأَعْمَالِي"
فيا ليت هذه الرسالة تصل إلى المقصود بها ليعلم أنه بتصرفه هذا سيدفع تلك الأسرة إما إلى طريق الجريمة وإما إلى مشاكل أخرى يندم هو عليها ويحاسبه رؤسائه عليها