الفرعونية وأشياء أخرى

الفرعونية وأشياء أخرى

الفرعونية وأشياء أخرى
من الأمور التى جدت فى هذا العصر قيام المحتلين لبلادنا باختراع الحركات التى يسمونها القومية والحضارية فأصبح أهل مصر فراعنة وأهل العراق بابليون وأشوريون وأكديون وأهل سورية آراميون وتدمريين وأهل فلسطين كنعانيون وأهل لبنان فينيقيون والمغاربة أمازيج ....
وشجعوا هذه الحركات من خلال تأليف الكتب ووضع تواريخ كاذبة تدرس فى مناهج التاريخ فى تلك البلاد وإنشاء المتاحف أو المساعدة على قيامها
بالطبع المحتلون لا يفرق أن يكونوا انجليز أو فرنسيين أو أسبان أو .....فمع أن المحتل كان انجليزيا فى مصر فمن اهتم باشاعة الفرعونية فى مصر كان أوائلهم الفرنسيين من خلال الحملة الفرنسية ومن خلال مارييت وماسبيرو مدير المتحف المصرى الذى سموا شارع باسمه وحتى أطلقوا اسمه على مبنى الإذاعة والتلفزيون
ولا تجد فى الغرب شوارع باسم أحد من بلادنا ولكن أقوامنا يمجدون المحتل فى شوارع وميادين بلادنا حتى أن مدينة كبورسعيد كانت معظم شوارعها وبعضها ما زال بأسماء المحتلين العسكريين والثقافيين كأوجينى وكيتشنر وبها تمثال لديلسبس
بالطبع قاد تلك الحركة منذ أكثر من قرن أحمد لطفى السيد وطه حسين وغيرهم فى مصر وانتشرت كتبهم هنا وهناك حتى أن كتاب مثل كتاب طه حسين مستقبل الثقافة فى مصر من أهم تلك الكتب التى تمتلىء بالأغاليط والدعوة لما لا وجود له وتعادى الإسلام وبقية الأديان
الحركة الفرعونية أو القومية الفرعونية والتى يسمونها بالقومية المصرية تنسبنا إلى أناس لا وجود لهم سموهم الفراعنة مع أنه طبقا للقرآن لا يوجد سوى حاكم واحد اسمه فرعون وطبقا للقرآن لم ينجو من قومه سوى اثنين وهما مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون وقد قال فى هلاك كل الأقوام الكافرة :
"كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ"
الجرأة فى تلك الحركة التى لها امتدادات حاليا فى الغرب حيث يعبد الفراعنة على يد بعض الأمريكان من خلال اختراع ديانة جديدة باعتبارهم أصل الحضارة وهناك حركة تاريخية فى الولايات المتحدة نشأت ردا على عنصرية البيض تسمى :
المركزية الأفريقية
وتعتبر تلك الحركة أن الفراعنة لم يكونوا بيض وإنما زنوج وأن التاريخ المعروف بتاريخ الفراعنة هو تاريخ مزور كتبه البيض وكذلك تعتبر قرطاجنة وفينيقيا حضارات زنجية وقد قاموا بكتابة كتب أخرى مضادة للمعروف عندنا والذى نقله أصحاب الفرعونية كأحمد لطفى السيد وطه حسين باعتبار الفراعنة كما قال الغربيون البيض
الكارثة فيما سبق هو أن الحركة الفرعونية بهذا تعادى الأديان الثلاثة فى بلاد المنطقة:
الإسلام والنصرانية المعروفة باسم المسيحية واليهودية
ففى الكتب المقدسة فى الأديان الثلاثة :
فرعون هو شخص مجرم فاسد كافر أضل أهل مصر وتسبب فى هلاكهم جميعا
ومع هذا يجاهر معتنقى الفرعونية بأن الفراعنة أعظم الناس وأنهم من أقاموا الحضارة
الغريب أن أحد منهم لم يقرأ ما يسمى بالتاريخ الفرعونى المنسوب إلى مانيتون السمنودى نسبة إلى مدينة سمنود بمحافظة الغربية وهو اغريقى أو يونانى عاش بعد انتهاء ما سماه الأسر الفرعونية الثلاثين بقرون أو عقود طويلة كما يقال فى التاريخ المعروف حاليا وهو تاريخ مزور
كتاب مانيتون وما تبعه من كتب يقول أن معظم الأسر الفرعونية لم تكن من أهل مصر وإنما أكثر من نصفها كانوا من خارج مصر من الهكسوس أهل فلسطين والليبيين والكوشيون والنوبيين- والنوبة فى التاريخ ليست الجزء الصغير فى جنوب مصر وإنما النوبة كانت دولة كبيرة تشمل شمال السودان والجزء الصغير من مصر -وأيضا أسر من السودان وفارس والشام وأثيوبيا
بالطبع المشهور فى الكتب أن الهكسوس كونوا حوالى خمس أو أربع أسر من الأسر الثلاثين التى حكمت مصر كما يقولون
هذا هو المعروف فى كتب التاريخ الحالية وهو ما يعنى أنه لا يوجد مصريين أصلاء ظلوا يعيشون منذ القدم حتى الآن فيها لأن الهجرات كانت من كل بلاد العالم فيها وحتى النصارى الذين يزعمون أنهم أصل البلد لو نظرت فى وجوههم وتراكيبهم الجسدية ستجد معظمها تذكرك بأهل اليونان وإيطاليا وفرنسا وتركيا ولو بحث كل واحد فيما يسمونه الأنساب والتاريخ لن يجد أحد أن أصله كان من أسرة فرعونية وإنما ستجدنا كلنا من أصول مختلفة من بلاد العالم ومع هذا نسمى مصريين لأننا نسكن مصر ولا يوجد أحد فى أى بلد من بلاد العالم يمكن أن تكون جذوره الأسرية من نفس البلد لأن الهجرات القسرية والهجرات من النفس شملت العالم فى فترات الاحتلال المتنوعة فيها وأشهرها فى التاريخ المعروف الهجوم المغولى والهجوم الرومانى والهجوم الاغريقى والهجوم الغربى الذى نقل سكان بأكملها من مناطقها إلى مناطق أخرى لأهداف تتعلق باضلال البشر وشغلهم بالصراعات فيما بينهم
فى كتاب الله نجد فرعون واحد وصفه وقومه وهم أهل مصر فى تلك الفترة بالفساد والإجرام حيث قال :
"كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ"
وقال أيضا :
"ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ "
وقال أيضا:
"وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ "
وقال أيضا:
" كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ "
وقال أيضا :
"ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ"
وقال أيضا :
"وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى"
وقال أيضا:
"ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ"
وقال أيضا :
"وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ "
وقال أيضا:
" إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ "
وقال أيضا :
"وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ"
ومن ثم مطلوب منك أيها المسلم أن تكذب كلام ربك وتتبع حاكم كافر وأهله أهلكهم الله من أزمان متطاولة
مطلوب منك أن تصدق بعظمة فرعون وعظمة حضارته
ومطلوب منك أيها النصرانى أو المسيحى أو اليهودى أن تنتمى إلى قوم أذاقوا أهلك العذاب والمرار وأن تكذب كتبك المقدسة العهد القديم والجديد التى تلعن فرعون وقومه فى أقوال فى العهد القديم مثل :
"لِذَلِكَ يَصِيرُ لَكُمْ حِصْنُ فْرِعَوْنَ عَاراً، وَالاحْتِمَاءُ بِظِلِّ مِصْرَ خِزْياً"
"ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: إِنَّ قَلْبَ فِرْعَوْنَ قَدْ تَصَلَّبَ، وَهُوَ يَرْفُضُ أَنْ يُطْلِقَ سَرَاحَ الشَّعْبِ.19 "
"وَفِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ أَهْلَكَ الرَّبُّ كُلَّ بِكْرٍ فِي بِلاَدِ مِصْرَ، مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْمُتَرَبِّعِ عَلَى الْعَرْشِ إِلَى بِكْرِ الْحَبِيسِ فِي السِّجْنِ، وَأَبْكَارَ الْبَهَائِمِ جَمِيعاً أَيْضاً. 30فَاسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ وَحَاشِيَتُهُ وَجَمِيعُ الْمِصْرِيِّينَ وَإِذَا عَوِيلٌ عَظِيمٌ فِي أَرْضِ مِصْرَ، لأَنَّهُ لَمْ يُوْجَدْ بَيْتٌ لَيْسَ فِيهِ مَيْتٌ"
" طَرَحَ فِرْعَوْنَ وَجَيْشَهُ فِي الْبَحْرِ، وَأَغْرَقَ خِيرَةَ قَادَةِ فِرْعَوْنَ فِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ. 5غَمَرَتْهُمُ اللُّجَجُ فَغَاصُوا إِلَى الأَعْمَاقِ كَالْحِجَارَةِ. 6يَمِينُكَ يَا رَبُّ مَجِيدَةٌ فِي قُوَّتِهَا بِيَمِينِكَ يَارَبُّ تَسْحَقُ الْعَدُوَّ. 7بِعَظَمَةِ جَلاَلِكَ تَصْرَعُ مُقَاوِمِيكَ. تُرْسِلُ غَضَبَكَ فَتَأْكُلُهُمْ كَالقَشِّ 8"
" وَأَجْرَى الرَّبُّ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ عَظِيمَةً وَمُهْلِكَةً بِمِصْرَ عَلَى فِرْعَوْنَ وَجَمِيعِ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلَى مَرْأَى مِنَّا. 23 "
الفارق بين القرآن والعهدين القديم والجديد اعتراف العهدين بوجود فراعنة حسب بعض التراجم فقد سموا ملك مصر فى عهد إبراهيم (ص)فرعون كما فى قول العهد القديم :
"14 وَلَمَّا اقْتَرَبَ أَبْرَامُ مِنْ مِصْرَ اسْتَرْعَى جَمَالُ سَارَايَ أَنْظَارَ الْمِصْرِيِّينَ، وَشَاهَدَهَا أَيْضاً رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ فَأَشَادُوا بِهَا أَمَامَهُ. فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ. 16 فَأَحْسَنَ إِلَى أَبْرَامَ بِسَبَبِهَا وَأَجْزَلَ لَهُ الْعَطَاءَ مِنَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْعَبِيدِ وَالإِمَاءِ وَالأُتُنِ وَالْجِمَالِ. 17 وَلَكِنَّ الرَّبَّ ابْتَلَى فِرْعَوْنَ وَأَهْلَهُ بِبَلاَيَا عَظِيمَةٍ بِسَبَبِ سَارَايَ زَوْجَةِ أَبْرَامَ. 18 فَاسْتَدْعَى فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ وَسَأَلَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا زَوْجَتُكَ؟ 19 وَلِمَاذَا ادَّعَيْتَ أَنَّهَا أُخْتُكَ حَتَّى أَخَذْتُهَا لِتَكُونَ زَوْجَةً لِي؟ وَالآنَ هَا هِيَ زَوْجَتُكَ، خُذْهَا وَامْضِ فِي طَرِيقِكَ». 20 وَأَوْصَى فِرْعَوْنُ رِجَالَهُ بِأَبْرَامَ، فَشَيَّعُوهُ وَامْرَأَتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ يَمْلِكُ."
وكذلك فى عهد يوسف (ص) كما فى قول العهد الجديد :
"وَحَسَدَ الآبَاءُ الأَوَّلُونَ يُوسُفَ وَبَاعُوهُ، فَأَصْبَحَ عَبْداً فِي مِصْرَ. وَلَكِنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ، 10 وَأَنْقَذَهُ مِنْ جَمِيعِ الْمِحَنِ الَّتِي مَرَّ بِهَا، وَوَهَبَهُ نِعْمَةً وَحِكْمَةً عِنْدَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، فَوَلاَّهُ عَلَى مِصْرَ، وَعَلَى شُؤُونِ بَيْتِهِ."
ولذا على الكل الحذر من الانتماء لحركة كافرة بالأديان خاصة الإسلام