الروائح
والأدخنة والصوم
من الأمور التى شاعت مع انتشار عادة التدخين أن وجدت طائفة من الناس تخدع نفسها وتضلل غيرها بالقول :
أن الصوم لا يفسد بتدخين الملفوفات التى أسموها السجائر أو السيجار أو تدخين ما اسموه المعسل والذى يوضع على الجوز والشيش ولن نعدم مستقبلا من يقول :
أن تدخين الحشيش وغيره من المخدرات لا يفسد الصوم
وحجة هؤلاء المخادعين الخائنين لأنفسهم هى :
أن تلك الأدخنة ليست طعاما ولا شرابا وهو المحرم طبقا لقوله سبحانه :
" وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل "
وهى وجهة نظر سليمة بالتأكيد وقد حاول بعض الفقهاء تفنيدها بالقول :
أن الدخان يدخل الجوف وكل ما يدخل الجوف يفطر
وهى وجهة نظر خاطئة فالدخان أيا كان صنفه ليس طعاما ولا شرابا وإلا أصبحت النساء فى المطابخ والرجال فى البيوت مفطرين من خلال شمهم روائح الطعام وهى أدخنة الطعام وأيضا الفلاحين والعاملين فى حقول الزهور كالفل والياسمين يكونون مفطرين لأن تلك
الروائح تدخل الجوف وبعض منها يصيب من يشمها بحالة من التوهان أو الدوخة أو الاغماء
بالطبع كلمة الرائحة وكلمة الدخان تطلق على الأبخرة الخارجة من أى شىء نتيجة الاحتراق أو نتيجة الطهى أو نتيجة التفاعل الكيمائى
ما قالته طائفة التدخين للسجائر والسيجار والشيش والجوز والبايب وما شابه من أدوات التدخين مع أنه وجهة نظر سليمة من جهة الأكل والشرب إلا أنها من ناحية أخرى تخرج المدخن من جماعة المسلمين والله لا يقبل عمل من خرج من إسلامه بعصيان الله ومن ثم من يدخن فى نهار رمضان يكون باللفظ المخفف عاصى مخالف لله وباللفظ الثقيل مكذب لحكم الله
التدخين ثبت بكل الوسائل المتاحة أنه ضرر على اثنين :
الأول المدخن
الثانى من حول المدخن
وقد حرم الله الضرر وهو الحرج فى دينه حيث قال سبحانه :
" وما جعل عليكم فى الدين من حرج "
ومن ثم المدخن يعتدى على نفسه مكذبا قوله سبحانه :
" ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "
فالتدخين باب من أبواب الهلاك المتعددة
كما يعتدى على غيره عن طريق إضراره وهو تكذيب لتحريم الله العدوان حيث قال:
" ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "
ومن ثم المدخنون يعتدون على المسلمين
والمعتدى على المسلم لا يحبه الله كما قال سبحانه :
" ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"
وعندما نبحث عمن يعتدون ونجاهدهم ستجدون الاجابة :
المقاتلين المحاربين للمسلمين كما قوله سبحانه :
"وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"
إذا صومك أيها المخادع لنفسك غير مقبول حتى وإن لم تأكل ولم تشرب ولم تجامع
صحيح أنك غير مفطر ولكن الصحيح أنك فى تلك الحالة مكذب لكلام الله حيث عصيت أحكام الله التالية :
الأول :
تحريم الخبائث ومنها الدخان الضار هو خبث قال سبحانه فيه :
" ويحرم عليهم الخبائث "
الثانى :
إلقاء النفس فى الهلكة وقد نهاك الله عن ذلك حيث قال :
" ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "
الثالث :
عدم الاعتداء على الغير وقد نهاك الله عن الاعتداء حيث قال :
" ولا تعتدوا "
الرابع :
التعاون على الإثم والعدوان مع اخوتك المدخنين وقد نهى الله عن ذلك حيث قال :
"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "
الخامس تبذير المال فيما لا يفيد وإنما يضر وقد نهى الله عن ذلك حيث قال :
" ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا"
السادس قصد الخبيث للانفاق منه وهو ما نهى الله عنه حيث قال سبحانه فى كتابه :
" ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون "
السابع إضعاف القوة الجسدية وهو عصيان لأمر الله بإعداد القوى المختلفة ومنها القوة الجسدية حيث قال سبحانه :
" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة "
ويمكن لكل مدخن أن يتوقف عن تدخينه ويتوب عن أذية نفسه وأذية غيره من خلال صومه خلال نهار رمضان والكثير من المدخنين لا يعملون بوجهة نظر المخادعين أنفسهم المضلين لغيرهم
فمن يمتنع عن التدخين عدة ساعات قليلة أو كثيرة يقدر على إكمال الامتناع بقية ليله دون أن يقارب إثم التدخين
إن التدخين ذنب كأى ذنب أخر ولو تم حساب المدخن كما ينبغى لتم قتله باعتباره مفسد فى الأرض حيث يقوم بالعمل على نشر الأمراض فى المجتمع
ونشر الأمراض هو مجموعة جرائم مركبة هى :
اضرار النفس
اضرار الغير
تكلفة النفس مال للتدخين ومال للعلاج
تكلفة الغير مال للعلاج
توهين قوة المسلمين الجسدية
تبذير المال
وكل الجرائم المركبة تدخل ضمن حكم الافساد فى الأرض وهو :
حرب الله ورسوله (ص)
الروائح والأدخنة والصوم
العرض الشجري