الحزب فى دين الله الحزب هو فريق والمقصود جماعة من الناس تعتنق عقائد بشرية معينة وهذا العقائد تقوم على تحقيق مصالح تلك الجماعة بغض النظر عن مصالح غيرها من الناس
الحزب فى دين الله
الحزب هو فريق والمقصود جماعة من الناس تعتنق عقائد بشرية معينة وهذا العقائد تقوم على تحقيق مصالح تلك الجماعة بغض النظر عن مصالح غيرها من الناس
ويبقى حزب واحد هو من يعتنق عقيدة الله التى لا تفرق بين الناس فى المصالح فكل الجماعة سيان وحتى الجماعات خارجها لها نفس المصالح التى للجماعة وهو الحزب .
تقسيم الأحزاب:
قسم الله الناس إلى حزبين :
الأول حزب الله وهم من اتبعوا دين الله الإسلام كما قال سبحانه :
" ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه "
وهذا الحزب يضم كل المسلمين والمسلمات بلا استثناء أحد فلا يوجد من هو خارج الحزب من المسلمين
وفيه قال سبحانه :
"رضى الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون"
ومن ثم لا ينفع أن يكون لدى المسلمين أحزاب من أى نوع من الأنواع وإلا من انتمى لحزب فقد خرج من حزب الله لأن المسلمين كلهم وحدة واحدة أى أمة واحدة كما قال سبحانه :
" وأن هذه أمتكم أمة واحدة "
الثانى حزب الشيطان :
وهى الفرق التى تعتنق عقائد سواء سموها مذاهب أو دساتير أو مبادىء الزعماء أو مبادىء العائلات أو مبادىء العصابة أو سموها أديان أو سموها ....
كل هذه الجماعات تعتنق مبدأ واحد وهو :
تمييز الناس على بعض والمقصود :
تفضيل بعض المجتمع على بقية أفراده بالثروات والمناصب والسلاح
وفيهم قال سبحانه :
"استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان "
انقسام حزب الشيطان إلى أحزاب :
حزب الشيطان ليس حزبا واحد نظرا لتعدد دياناته وهى مذاهبه وهى عقائده وهى ما يسمونها مبادئه ولذا قال سبحانه :
"فاختلف الأحزاب من بينهم"
إذا كل الأحزاب مختلفة متفرقة فيما بينها من مصالح
فرح كل حزب بما لديه :
بين الله أن أحزاب الشيطان كل منها فرح بما لديه والمقصود :
متمسك بما لديه من عقائد وهى المبادىء وهو مصر على أنها المبادىء الصحيحة دون سواها
وفى هذا قال سبحانه :
"فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون"
والمقصود وهو المعنى :
كل فريق له قطعة أى تفسير مخصوص للدين وكل حزب بما لديهم فرحون والمراد وكل فريق بالمبادئ وهى الأحكام عندهم مستمسكون
اتفاق الأحزاب :
كل أحزاب الدنيا فى أى مكان وأى زمان اتفقت على شىء واحد وهو :
تكذيب وهو إنكار وحى الله وهو الكفر وفى هذا قال سبحانه :
"ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده"
السبب هو :
أن الوحى يقوم على أساس :
توزيع الثروات على الناس بالسواء وهو العدل كما قال سبحانه :
" وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "
بينما كل الأحزاب قائمة على مبدأ واحد هو :
توزيع الثروة على من يشاءون ولذا نجد أن قوم شعيب (ص) طلبوا منه الايمان بشرط أن يترك لهم المال يفعلون به ما يريدون من التوزيع وفى هذا قال سبحانه :
" قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ"
المال إذا هو المبدأ والمنتهى فى الحزبية وهو تركيز الثروات ومن ثم القوة فى أيدى طائفة معينة من الشعب
وحتى بعض الأحزاب التى تحاول أن تنسب نفسها لدين الله لا تؤمن بالوحى كله وإنما تؤمن ببعضه وهو ما يحقق لها الثروة والقوة وفى هذا قال سبحانه عن بعض تلك الأحزاب :
" والذين أتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه "
وهذه الظاهرة موجودة حاليا فى بعض الأحزاب التى تسمى نفسها قرآنية فهناك فريق يحلل الخمر فهو ينكر تحريم الخمر وهناك فريق يحلل الفاحشة باعتبارها كما قال أحدهم ليست من المحرمات الأربعة عشر التى اخترعها ولصوص المال يقولون أن قطع الأيدى المقصود بها جرحها ليسيل بعض الدم دون بترها وهناك فريق من المذاهب يقول أن ولى الأمر فعال لما يريد والعياذ بالله فمن حقه تعذيب الناس وضربهم ومصادرة أموالهم وهتك أعراضهم ومن حقه أن يناصر الأعداء على شعبه ولا يحاسبه أحد ولا يحق لهم عصيانه ومن حقه أن يوزع أموال الناس على من يشاء
إذا اتفقت الأحزاب الشيطانية على الكفر وهو التكذيب بالوحى كله أو الكفر ببعضه كما قال سبحانه :
"كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد وثمود وقوم لوط وأصحاب لئيكة أولئك الأحزاب"
والأحزاب قبل النبى الخاتم (ص) كل حزب منها كان يريد قتل رسوله والكثير منهم فشل ولم ينجح سوى قلة فى قتل بعض رسلهم وكلهم كانوا يناقشون بالباطل وهو ما نسميه حاليا :
الاعلام الكاذب الذى يصف المصلحين بكل صفات الفاسدين ويسبغ على الفاسدين كل صفات المصلحين
وفى المعنى قال سبحانه :
"كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولها ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق"
وكما تتفق الأحزاب فى الجدال بالباطل تتفق على قتل الفريق وهو الحزب المؤمن كما فى قتال وهو غزوة الأحزاب حيث اجتمعت أمم الكفر من الملل المختلفة على قتال خاتم النبيين(ص) ومن معه وحاصروهم لقتالهم أو قتلهم جوعا وفى المعنى قال سبحانه :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا"
وقال فى رؤية المؤمنين لهم :
"ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله"
وقال فى وجهة نظر المنافقين الموالين للأحزاب :
"يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون فى الأعراب يسئلون عن أنبائكم"
مصير الأحزاب :
مصير أحزاب الشيطان فى الدنيا هو أن كل حزب كان له يوم هو يوم هلاكه حيث قضى الله على الكفار التابعين للحزب بشىء مما يهلك طوفان أو حجارة أو ريح صرصر أو اغراق ...
ولذا أعلن مؤمن فرعون خوفه على قومه من أن يكون لهم يوم هلاك مثل أيام هلاك من سبقوهم حيث قال :
"وقال الذى آمن يا قوم إنى أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم"
وهذا اليوم هو يوم الهزيمة الذى توعد به الكفار فى الدنيا فى كل العصور حيث قال :
"جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب"
ولاحظوا كلمة جند لتعلموا حقيقة الصراع الدنيوى
وأما مصيرهم الأخروى فهو النار كما قال سبحانه :
" ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون"
وقد بين الله أن هدف الشيطان وهو:
هوى النفس الذى يعبده كل كافر هو ادخال صاحبه النار
وفى المعنى قال سبحانه :
"إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير"
إذا الشيطان وهو هوى النفس يستحوذ على النفس بمعنى :
ان يملك قرار النفس ومن ثم ينسيها طاعة ذكر وهو وحى الله وفى المعنى قال سبحانه :
"استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان"
حزب الله :
أخبرنا الله أن مصير المؤمنين حقا- وأما اعتبارنا مؤمنين أو مسلمين حاليا فى ظل الذل والخزى والعار فهذا لا يعلمه إلا الله حاليا وسنعلمه عند الموت بدخول الجنة أو النار – فى الدنيا هو غلبتهم لأهل الباطل
وفى المعنى قال سبحانه :
"ومن يتول الله ورسوله والذين أمنوا فإن حزب الله هم الغالبون"
وقال :
" وإن جندنا هم الغالبون "
بين الله أن مصير حزب الله وهو الفريق المؤمن أو الجماعة المسلمة هو الفلاح حيث قال :
"ألا إن حزب الله هم المفلحون"
وفلاحهم فى الأخرة هو دخولهم الجنة كما قال سبحانه :
"لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون "